Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
فضائح البحرين

الاضطهاد الديني في البحرين: رفض الاعتراف والتمييز يطال مقابر الموتى

لا يترك النظام الخليفي شكلا من أشكال الاضطهاد الديني إلا ويمارسه في البحرين ويطال ذلك حتى الموتى بحيث يرفض الاعتراف بعشرات المقابر الشيعية.

وقال “مرصاد الوفاق” التابع لجمعية “الوفاق” الإسلامية المعارضى، إن “السلطة تعطل منذ سنوات ملفات تسجيل 124 مقبرة شيعية وتوثيقها حتى مع وساطة العديد من الشخصيات المقربة ومساعيها في الحلحلة”.

وذكر المرصد، أن وزارة العدل والشؤون الإسلامية تدعي أنها تسهل تسجيل الأوقاف الجعفرية، لكن عدداً من الأراضي المصادَرَة في الأشهر القليلة الماضية، مِثْلَ أرض حسينية عبد الحي في منطقة سار، ومزرعة مسجد الشيخ صالح في منطقة توبلي، تثبت العكس.

وأشار المرصد إلى أن “السلطات صادرت مزرعة مسجد الشيخ صالح وحولتها إلى ملك خاص برغم أنها مسجلة رسمياً في دائرة الأوقاف، وتملك شهادة مسح، وكانت مستأجَرَة على مدى سنوات لجهات رسمية”.

واعتبر أن “هذا الأمر يثبت حجم التلاعب والتضليل الإعلامي الذي تنتهجه السلطة في هذا الملف، وليس مستعبداً أنْ يكون نشاطها في افتتاح عدد من المساجد التي بُني العديد منها على نفقة الأهالي، للتغطية على المطالبات بتسجيل مئات الأوقاف الشيعية، ومساعي مصادرتها”.

وشدد مرصد الوفاق على أن “قضية الأوقاف الجعفرية عنوان صارخ يمثل الاضطهاد الديني والمذهبي في ظل استمرار سياسة التضليل الإعلامي حول رعاية السلطة للتعايش والتسامح والتقارب، من دون أن يكون لهذه العناوين وجوداً على أرض الواقع”.

وسبق أن نددت أوساط حقوقية دولية بتصعيد الاضطهاد الديني في البحرين بعد منع السلطات الخليفية مواطنين شيعة من أداء صلاة الجمعة والوصول إلى أكبر مسجد شيعي مرتين الشهر الماضي.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” في بيان إن السلطات البحرينية منعت المصلين الشيعة من أداء صلاة الجمعة، في أكبر مسجد شيعي في البحرين، يومَي جمعة في يونيو/حزيران الماضي.

يقع “جامع الإمام الصادق” في منطقة الدراز، وهو الموقع الرئيسي لصلاة الجمعة لدى الشيعة في البحرين.

جاءت القيود على الوصول إلى المسجد بعد أن احتجزت السلطات البحرينية لفترة وجيزة رجل الدين الشيعي البارز الشيخ محمد صنقور، الذي غالبا ما كان يلقي خطبا في جامع الإمام الصادق، وكذلك إعدام شيعيَّيْن بحرينيَّيْن من قبل السعودية، الذي أثار احتجاجات في البحرين.

قبل أيام قليلة من اعتقاله، دعا الشيخ صنقور السلطات البحرينية إلى إعلام عائلات المحتجزين في سجن جو البحريني بحال أبنائهم، قائلا إن العائلات كانت قد سمعت مؤخرا عن تعرض المحتجزين هناك للانتهاكات.

في حين استمر التواجد الكبير للشرطة في الدراز ومحيطها وحول جامع الإمام الصادق يوم الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023، فقد خُفّفت القيود على الحي منذئذ.

قالت نيكو جعفرنيا، باحثة البحرين واليمن في هيومن رايتس ووتش: “لطالما ميّزت السلطات البحرينية ضد الأغلبية الشيعية في البلاد. مؤخرا، منعت السلطات المصلّين من أداء صلاة الجمعة. ينبغي ألا يُمنع أحد من ممارسة عقيدته”.

مارست الحكومة البحرينية التمييز ضد الأغلبية الشيعية لسنوات، بسبلٍ شملت استهداف رجال الدين الشيعة واعتقال ومحاكمة الحقوقيين من خلفيات شيعية، بمن فيهم عبد الهادي الخواجة في العام 2011. في العام 2016، أعربت مجموعة خبراء من الأمم المتحدة عن قلقها من أن الشيعة “يُستهدفون بشكل واضح على أساس دينهم”.

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى ستة أشخاص بشأن الوضع في منطقة الدراز في يونيو/حزيران، بينهم أربعة أشخاص من الطائفة الشيعية منعتهم السلطات عند نقاط التفتيش عند محاولتهم الوصول إلى المسجد لحضور صلاة الجمعة، وممثلين عن المجتمع المدني في البحرين، وذلك بعد الأحداث.

في 22 مايو/أيار 2023، اعتقلت السلطات البحرينية الشيخ صنقور بعد أن دعا السلطات إلى “تطمين الناس وذوي السجناء على أبنائهم”. أدلى الشيخ صنقور بهذه التصريحات ردا على التقارير الأخيرة عن إساءة معاملة محتجزين في سجن جو.

بعد الاحتجاجات، أفرجت السلطات عن الشيخ صنقور في 25 مايو/أيار 2023، لكنّ أشخاص تمت مقابلتهم قالوا إنه لم يعد إلى المسجد منذ ذلك الحين.

في 29 مايو/أيار 2023، أعدمت السعودية شيعيَّيْن بحرينيَّيْن، ما أثار احتجاج أعضاء من الطائفة الشيعية في البحرين.

قال أشخاص تمت مقابلتهم لـ هيومن رايتس ووتش إن السلطات البحرينية أقامت نقاط تفتيش في منطقة الدراز ومحيطها ابتداء من الجمعة 2 يونيو/حزيران 2023.

شُدِّدت القيود في يومي الجمعة التاليين في 9 و16 يونيو/حزيران. وصفت المصادر التي تحدثت إلى هيومن رايتس ووتش نقاط التفتيش عند كل نقطة دخول إلى منطقة الدراز في هذين التاريخين، في نقاط شملت دوار سار، ودوار الدراز، وشارع النخيل. أفاد من تمت مقابلتهم أن الشرطة البحرينية – بما فيها شرطة مكافحة الشغب وشرطة المرور – كانت موجودة عند نقاط التفتيش.

بحسب الذين تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش، دققت السلطات في وثائق هوية الذين يحاولون المرور عبر نقاط التفتيش إلى منطقة الدراز.

قال أشخاص تمت مقابلتهم لـ هيومن رايتس ووتش إن الشرطة استمرت في السماح لغير البحرينيين وسكان الدراز والأحياء المجاورة بدخول المنطقة.

يخدم جامع الإمام الصادق جزءا كبيرا من الطائفة الشيعية في البحرين، الذين يعيش معظمهم خارج منطقة الدراز.

أوضح الأشخاص الذين تمت مقابلتهم أن البحرينيين السنة عادة ما يحضرون صلاة الجمعة في “مسجد الفاتح” في المنامة، عاصمة البحرين.

قال أحد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، والذي مُنع من دخول منطقة الدراز في 16 يونيو/حزيران للمشاركة في الصلاة: “جامع الإمام الصادق هو المسجد الرئيسي للطائفة الشيعية [في البحرين] والموقع الرئيسي لأداء صلاة الجمعة. إنه المكان الذي يناقش فيه الشيعة معاناتهم، واحتياجاتهم، ومخاوفهم، وقضاياهم الاجتماعية والاقتصادية، والمشاكل في الحكومة، والقمع”.

قال شخص آخر: “أذهب للصلاة في الدراز منذ 30 إلى 40 سنة، كل أسبوع”. في 9 يونيو/حزيران، كان هذا الشخص في طريقه لأداء الصلاة في المسجد لكن الشرطة البحرينية أوقفته عند نقطة تفتيش وعاد أدراجه.

كذلك قال شخص آخر، كان يريد أيضا المشاركة في الصلاة لكنه مُنع من دخول الدراز في 16 يونيو/حزيران: “رأيتُ عمالا مهاجرين على الدراجات سُمح لهم بالدخول دون سؤال. أي شخص لم يبدُ أنه شيعي كان يُسمح له بالدخول”.

يُظهر فيديو على “تويتر” أجانب يركبون دراجات وهم يقطعون نقاط التفتيش دون توقف، على عكس مقاطع الفيديو والصور المنشورة في 9 و16 يونيو/حزيران والتي تُظهر السلطات وهي تمنع البحرينيين الشيعة من دخول المنطقة.

لم يكن إغلاق الطريق إلى جامع الإمام الصادق في 9 و16 يونيو/حزيران المرة الأولى التي تقيّد فيها السلطات البحرينية الوصول إليه.

فقد منعت السلطات الوصول إلى المسجد، وكذلك المنطقة بأكملها في العام 2016، إثر احتجاجات حاشدة بعد أن سحبت السلطات الجنسية البحرينية من رجل الدين الشيعي البارز آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم.

قال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم لـ هيومن رايتس ووتش إنهم تضايقوا خصوصا من القيود الأخيرة المفروضة على الدراز والمسجد، لأن السلطات البحرينية فرضت مؤخرا، في العام 2022، مجموعة أخرى من القيود طويلة الأمد على الوصول إلى المسجد.

يحمي دستور البحرين حرية العقيدة ويضمن حرية أداء الشعائر الدينية بموجب المادة 22. تحمي المادتان 18 و21 من “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”، الذي صادقت عليه البحرين، حقوق الأفراد في حرية الدين، وحرية ممارسة الشعائر الدينية، والتجمع، وحرية التعبير.

قالت جعفرنيا: “منع السلطات البحرينية مؤخرا المصلين الشيعة من المشاركة في صلاة الجمعة هو تذكير آخر بالتمييز الذي لطالما عانى منه الشيعة. على السلطات البحرينية إنهاء جميع أشكال التمييز ضد الطائفة الشيعية فورا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى