Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
انتهاكات حقوق الإنسان

توثيق حقوقي: إهمال طبي جسيم بحق معتقلي الرأي في البحرين

رصد توثيق حقوقي تصاعد إهمال طبي جسيم بحق معتقلي الرأي في سجون البحرين ما أدى قبل يومين إلى وفاة أحدهم.

وقالت منظمة ” أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” إن المعتقل السياسي البحريني في سجن جو، عباس مال الله، المحكوم بالسجن 15 عاما، توفى بزعم تعرضه لأزمة قلبية.

وأشارت المنظمة إلى بيان الداخلية البحرينية بشأن وفاة مال الله، لم يتطرق إلى الأمراض المزمنة التي كان يعاني منها على مدى الـ  10 سنوات التي قضاها في السجن.

وأكدت أن مال الله لم يتلق لها أي علاج رغم مطالباته ومطالبات عائلته المستمرة على مدى هذا العقد من الزمن.

ولم يشر البيان إلى ما أكد عليه أحد السجناء الذي شارك عباس مال الله زنزانته من تقاعس لإدارة السجن عن علاجه.

وتأخرها في نقله إلى المستشفى، إثر وقوعه مغشياً عليه، وتجاهل النداءات والمطالبات من قبل السجناء الذين كانوا يستنجدون لنقل مال الله فوراً إلى طبيب أو عيادة أو مستشفى، ما أدى إلى وفاته.

وأكدت المنظمة أن الظروف المحيطة بوفاة عباس مال الله، والمماطلة الشديدة التي تعرض لها تثير حالة قلق واستنكار كبير حول أوضاع السجناء السياسيين المصابين بفيروس كورونا في ظل التفشي الراهن لهذا الفيروس داخل أبنية السجن.

كما تستدعي الوقوف إلى جانب المطالبات التي يطلقها أهالي السجناء والقلقون من الإهمال الصحي جراء عدم توفر أدنى مقومات الوقاية والعلاج لأبنائهم، في ظل انعدام الشفافية من قبل المؤسسات الرسمية في التعاطي مع هذا الملف.

ودعت المنظمة إلى فتح تحقيق عاجل لكشف الملابسات حول وفاة السجين عباس مال الله، والإفراج السريع عن كافة السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي.

توفي دون علاج رغم تدهور صحته

عباس مال الله هو سجين سياسي اعتقل عام 2011 لنشاطه وتأييده للحراك الديموقراطي الذي انطلق في تلك الفترة وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً وستة أشهر.

تعرض عباس للتعذيب الشديد وأصيب عباس بطلق الشوزن في فخذه من مسافة قريبة خلال اعتقاله، عانى على إثرها من آثار كدمات على الوجه والصدر بسبب الضرب الذي تعرض له، إذ كان مغمى عليه، وبقي في قسم العناية المركز لمدة تزيد على الأسبوع.

بعد توقيفه استنكر شقيق عباس تعامل إدارة سجن جو مع شقيقه، وقال:”يتعرض شقيقي للتفتيش المهين عند زيارة العائلة له وعند ذهابه إلى المحكمة، بالإضافة إلى التحرش الجنسي، حتى أنه يرفض الخروج للزيارة بسبب هذا التعامل”.

وأشار إلى أن إدارة السجن تتعمد إعطاءنا مدة طويلة بين كل زيارة والأخرى، بخلاف باقي الموقوفين الذين يحصلون على 3 زيارات في الشهر.

معاناة العزل

في السنوات الأخيرة عانى عباس مال الله بعد عودته من مبنى العزل الذي نقل إليه لمدة عامين من مشاكل في القلب، وقرحة في المعدة، ومشاكل في القولون دون أن يتلقى العلاج.

وكان نجل عباس البالغ من العمر 9 سنوات حينها، أي في عام 2019، قد نشر رسالة فيديو مفادها أن والده بدأ إضراباً عن الطعام بعد عزله مطالبا بعلاجه وإطلاق سراحه.

ودخل عباس مؤخراً في إضراب عن الاتصال الهاتفي لمدة عشرة أشهر حيث امتنع طوال هذه الفترة وحتى وفاته من الاتصال لأي جهة حتى عائلته.

وذلك احتجاجاً على القيود المفروضة على مكالمات النزلاء، وانتهاك الخصوصية في اجرار تلك المكالمات فضلا عن مطالبته في الحصول على العلاج لأمراضه وآلامه.

تلقى خبر الوفاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

انتهاكات حقوق الإنسان لم تطل صحة السجناء فحسب، ففي 6 أبريل 2021 نشرت وزارة الداخلية بيان الوفاة، دون أن تبلغ إدارة السجن العائلة مسبقاً عبر اتصال أو رسالة، وذلك كما ينبغي وفق الأصول والأعراف وأدنى معايير حقوق الإنسان المتبعة.

إذ علمت العائلة الخبر من خلال قراءة منشور وزارة الداخلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما شكل صدمةً كبيرة لها.

لتعود وتتأكد بنفسها عبر إجراء الاتصالات، ما يعكس أعلى درجات الإهمال من قبل السلطات، والذي يدل على عدم رغبتها في رعاية السجناء وأهاليهم بأمان وكفاية أثناء تفشي المرض.

إفادات شاهد عيان

رغم تأكيد وزارة الداخلية في بيانها عقب وفاة عباس مال الله، أنه نقل على الفور لعيادة السجن وخضع للإسعاف الأولي اللازم حتى استقرار وضعه الصحي ثم وفاته عند نقله الى مستشفى السلمانية.

إلا أن إفادة زميله السجين “محمود عيسى” التي نشرت عبر عدة حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي تدحض هذه المزاعم.

وأكد أنه حوالي الساعة 12 ليلاً استيقظ عباس معتقداً أنه يعاني من حرقة في المعدة، ثم دخل إلى دورة المياه لمدة 3 إلى 4 دقائق.

وعند الساعة 10: 12 وما إن خرج سقط أرضاً مغشيا عليه، وبدأ زملاؤه بالصراخ والنداء على قوات الشرطة والضرب على الأبواب لعدم توفر أي طريقة أخرى لمناداتهم.

في البداية لم تستجب إدارة السجن لصرخات زملاء عباس المطالبة بالمساعدة لإسعافه، لكن في النهاية، ظهر ضابطا شرطة قالا إنهما لا يستطيعان إخراج عباس من الزنزانة دون إذن ضابط أعلى.

ما دفع زملاء عباس إلى الاستمرار في طرق الباب لمدة عشر دقائق حتى عودة الضابط الذي فتح باب الزنزانة قائلاً إنه لا يعرف ما عليه فعله، فطالبه أحد السجناء باستدعاء سيارة إسعاف.

ولكن لم يتم نقل عباس إلى المستشفى حتى الساعة 1:30 فجراً، ما يعني أن الحراس استغرقوا 45 دقيقة لاستدعاء سيارة إسعاف.

عند الساعة 3:45 فجراً قال ضابط المناوبة لزملاء عباس في الزنزانة أن يجمعوا ملابسه ومخلفاته، كما أبلغهم أن عباس موجود في مستشفى السلمانية وأن حالته مستقرة.

ومع ساعات الصباح الأولى طُلب من السجناء التوقيع على بيان لإخلاء مسؤولية السلطات وهذا ما رفض السجناء القيام به.

احتجاجات في السجن

وما إن أعلن عن وفاة السجين عباس مال الله، تعالت الصرخات والاحتجاجات من داخل أبنية وزنازين سجن جو.

إذ عبر السجناء عن غضبهم  حيال الإهمال الذي تعرض له زميلهم مما أدى الى وفاته،  فسمعت أصوات  التكبيرات مع الطرق على الأبواب استنكاراً لما جرى و لسوء الرعاية الصحية التي يتعرضون لها خاصة في ظل  تفشي فيروس كورونا الراهن والذي يهددهم بالموت.

كذلك اشتكى شاهد العيان “عيسى” من الاكتظاظ في الزنازين، حيث يتقاسم 17 سجيناً زنزانة مخصصة لعشرة أشخاص، ليجبر سبعة سجناء على النوم على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 14 =

زر الذهاب إلى الأعلى