مرصد حقوقي: إجراءات عقابية بحق معتقل بحريني قد ترقى إلى القتل البطيء
قال مرصد حقوقي إن إجراءات عقابية متخذة بحق معتقل الرأي الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة في سجون النظام الخليفي في البحرين قد ترقى إلى القتل البطيء.
وأعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ على وضع الخواجة بعد فرض إدارة السجن سلسة إجراءات عقابية بحقه كان آخرها حرمانه من الاتصال بعائلته الأسبوع الماضي.
وقال المرصد إنّ إدارة سجن “جوّ” البحريني منعت في فبراير/ شباط الماضي المعتقل “الخواجة” من تلقي الرعاية الصحية، بما في ذلك المواعيد الطبية الخاصة بمتابعة حالة عينه اليمنى.
إذ من المحتمل أن يكون مصابًا بمرض “الجلوكوما” الذي يهدد بإصابته بالعمى، إضافة إلى حرمانه من العلاج الذي كان يتلقاه للتخلص من آثار التعذيب التي تعرض له داخل السجن.
ووفق ابنته “مريم”، واصلت السلطات البحرينية تطبيق إجراءات عقابية بحق المعتقل “الخواجة”، إذ أبلغ عائلته خلال آخر اتصال هاتفي في 30 مارس/ آذار المنصرم أنّه “لن يُسمح له بإجراء مكالمات بعد الآن”، وتعتقد ابنته أنّ والدها يخضع لتلك الإجراءات على خلفية إطلاقه لهتافات –في ساحة السجن- مناصرة للفلسطينيين ومنددة بالسياسات الإسرائيلية، في فبراير/ شباط الماضي، غير أنه لم يتسن للأورومتوسطي التأكد من تلك الادعاءات.
وأكّد الأورومتوسطي أنّ عزل “الخواجة” عن العالم الخارجي والإهمال المتعمد لتقديم الرعاية الطبية اللازمة له قد يؤشر على نوايا خطيرة يُمكن أن تصل إلى القتل البطيء، إذ يُعاني من عدة أمراض قد يؤدي تفاقمها إلى تشكيل خطر محدق على حياته، في حين يضمن قطع الاتصال عنه إخفاء تطورات صحته الجسدية والنفسية، ويمكّن السلطات من الاستمرار في تلك السياسة المُشينة.
وكانت السلطات البحرينية اعتقلت “الخواجة” في 2011 بطريقة عنيفة تسببت له بكسور في الوجه وفقدان الوعي، وأخضعته لتعذيب جسدي داخل السجن تسبب له بمشاكل في العمود الفقري، وتدهور الرؤية في عينه اليمنى، وحكمت عليه في يونيو/ حزيران من ذات العام بالسجن المؤبد على خلفية نشاطه الحقوقي، ومشاركته في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد.
ويواجه “الخواجة” منذ اعتقاله تدهورًا في حالته الصحية، نتيجة التعذيب، في سياسة تبدو متعمدة من الإهمال الطبي، إذ تؤخر أو تلغي إدارة السجن مواعيده الطبية حتى العاجلة منها، وتحرمه من الحصول على نسخة من سجلاته الطبية، وتمنع عنه في بعض الأحيان المستلزمات الطبية للتخفيف من ألمه، إذ لا يستطيع النوم بشكل طبيعي نتيجة الإصابات التي يعاني منها في أجزاء مختلفة من جسده.
ولفت الأورومتوسطي إلى أنّ حالة المعتقل “الخواجة” تشكل مثالًا على الانتهاكات الواسعة داخل السجون في البحرين، ولا سيما سجن “جو”، إذ توفي في أبريل/ نيسان 2021 السجين السياسي “عباس مال الله” داخله بسبب الإهمال الطبي وفقًا لحقوقيين محليين.
كما أعربت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في ذات الشهر عن “انزعاجها من استخدام القوة غير الضرورية وغير المتناسبة من قبل قوات الشرطة الخاصة لتفكيك اعتصام سلمي في سجن جو، ودعت إلى “إجراء تحقيق شامل وفعال على الفور في القمع العنيف للاعتصام”.
ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات البحرينية إلى توفير الرعاية الطبية للمعتقل “عبد الهادي الخواجة” فورًا ودون تأخير، وتمكينه من ممارسة حقوقه كافة، ولا سيما الاتصال بعائلته، والحصول على سجلاته الطبية التي قد تساعد في توفير رعاية طبية بشكل يتناسب أكثر مع حالته.
وطالب المرصد الأورومتوسطي المقرر الأممي الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة بإجراء زيارة تقصي حقائق إلى مملكة البحرين، والوقوف على الانتهاكات التي يتعرض لها معتقلو الرأي داخل السجون، وتقديم تقرير إلى مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل اتخاذ الضغط على السلطات البحرينية لوقف تلك الانتهاكات.