ناصر بن حمد يحصد المركز الأول في الأوسمة والنياشين العسكرية
نشر الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الخليفية صورة لناصر بن حمد آل خليفة يرتدي لباسه العسكري الذي غطته الأوسمة والنياشين أثناء لقائه بقائد القوات المسلحة البريطانية الأدميرال السير توني راداكين.
وكان ناصر المعروف في البحرين والخليج بالمعجزة بسبب إظهار نفسه المنتصر والفائز والمبدع في كل شيء، (كان) يشارك في اجتماع مجموعة دراغون الذي يعقد سنويا في لندن، بمشاركة دول الخليج لبحث القضايا الأمنية والعسكرية وتعميق التعاون مع المملكة المتحدة.
ويحضر هذا اللقاء قادة عسكريون من الصف الأول، ويلتقطون صورة جماعية بلباسهم العسكري.
واستعراض ناصر الخليفة للأوسمة والنياشين التي لم يحصل على ربعها قادة عسكريون يكبرونه بعقود في العمر والتجربة، يأتي بعد قرار والده حاكم البحرين حمد بن عيسى باعتماد لقب “المعظم” في الأخبار التي تنشر عنه في الصحف والمواقع الرسمية.
إذ عمد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى إضافة المعظم” إلى سلسلة ألقابه في محاولة لإرضاء شخصيته المريضة.
وسخرت مواقع وشخصيات معارضة من خطوة الملك الخليفي، متسائلة إن كان يمكن القول إن مشاكل البلاد والعباد في البحرين تم حلّها بشكل نهائي، وأن ثمة عبقري في السلطة اهتدى لحل كل ذلك بجرّة قلم واحدة.
وأرسل الديوان الملكي عبر وزارة الإعلام إلى الصحف المحلية تعميماً لاعتماد تعديل جديد للصيغة الرسمية لأخبار الملك، فقد أضيفت كلمة “المُعظّم” ضمن أوصاف الملك وألقابه بحسب موقع (مرآة البحرين) المعارض.
وجاء في التعميم ما يلي “الرجاء اعتماد التسمية التالية لجلالة الملك المعظم وتعديل الأخبار الواردة لصحيفتكم اليوم: حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه”.
وليس هذا هو أول تعديل يتم على ألقاب الملك الحائر في نفسه، فقد سمّى نفسه بعد إصدار دستور 2002 بـ “صاحب العظمة”، وكان هذا اللقب يستخدمه جدّه سلمان بن حمد آل خليفة، وجد والده حمد بن عيسى آل خليفة.
تم اعتماد “صاحب العظمة” في بداية عصر الميثاق لكن تمّ تغييره في 16 ديسمبر 2002 إلى “جلالة الملك عاهل البلاد المفدى”.
وذلك بعدما أثار جدلاً كبيرا في وسائل الإعلام ومنتديات الانترنت آنذاك، وحتى إنه واجه إشكالا دينيًّا في الأوساط الموالية للعائلة الحاكمة.
كما وجّه سؤال في المملكة العربية السعودية حول الألقاب الفخمة التي يستخدمها الملوك وكان ردّ الدكتور محمد بن عبد الله الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم كالتالي “أما الإطلاق هكذا: صاحب الجلالة وصاحب العظمة، فهذه جلالة وعظمة مطلقة لا يستحقها المخلوق أياً كان”.
واليوم، وبعد نحو عشرين عامًا ها هو حمد بن عيسى يضيف لقب “المعظّم” إلى أوصافه وألقابه، لتأتي العناوين اليوم كالتالي “جلالة الملك المعظّم يُصادق على قانون رقم (20) لسنة 2022 بتعديل المادة (5) من قانون تنظيم المباني الصادر بالمرسوم بقانون رقم (13) لسنة 1977 بعد إقرار مجلسي الشورى والنواب ويصدره، و “جلالة الملك المعظم يتلقى برقية جوابية من إمبراطور اليابان”.
يأتي ذلك فيما تغرق البحرين تحت طبقات من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويشتكي المواطنون يوميا فيها من تراجع الخدمات الصحية والتعليمية، وغياب تام للحريات الأساسية.
ورغم كل ذلك فإن البلد يصحو اليوم ليرى بوضوح ما الذي يشغل بال حاكمه، إنه مشغول بألقابه وفخامتها ورنّتها وجرسها الموسيقي.
ما سبب هذا التغيير، لماذا أصبح الملك “مُعظّمًا” الآن؟، ولماذا صحا شعور العظمة مرّة ثانية في خاطر الملك؟، هل ثمة شيء تفاعل مع شيء وتمت ولادة العظمة في الديوان العامر أم ماذا حدث؟
لا إجابات، ولا يحتاج الأمر إلى تحليل، إنه ببساطة شعور التعالي والعنصرية وعدم القبول بالاندماج مع الناس والشعور بالتفوّق عليهم هو ما يملأ هؤلاء الحكّام.
ومن يوم غدٍ بل منذ الآن سيجهد الطامحون والمتسلقون والطبالون والطّبالات بترديد اللقب الجديد في كل شطر وفي كل عبارة، لعلّ وعسى أن ينالهم من رضا الحاكم “المعظّم” شيئا.