وزير خارجية البحرين يفاجئ نظيره الإسرائيلي برسالة ينعى فيها “ضحايا الهولوكوست”
فاجأ وزير خارجية النظام البحريني عبد اللطيف الزياني نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي برسالة رسمية بمناسبة ما يسمى “اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكست”.
وقال موقع “I24” الإسرائيلي، إن رسالة الوزير البحريني، شكلت مفاجأة بالنسبة لأشكنازي، من حيث توقيتها ومضمونها.
وبحسب الموقع، فقد وصلت الرسالة إلى مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، يوم الأربعاء.
“بذور التعايش”
وجاء في الرسالة أن “مملكة البحرين تنعى ملايين الضحايا الذين قتلوا في الجرائم النكراء ضد الإنسانية وتتضامن مع الناجين وعائلاتهم”، وفق تعبيرها.
وأضافت أنه “لا يوجد مكان لمعاداة السامية، العنصرية والتطرف، فقط للسلام والحب”.
وتابعت أن “يوم إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست الدولي هو تذكير دائم لمكافحة الكراهية، حتى لا نشهد ولا مرة فظائع كالتي نفذت في الحرب العالمية الثانية”.
وأضافت الرسالة التي بعثها الزياني “يوم إحياء ذكرى ضحايا الهولوكست الدولي يقف كنصب تذكاري لضحايا الهولوكوست، وكذكرى دائمة لواجبنا العالمي لمناهضة كل أشكال معاداة السامية والكراهية، حتى لا يشهد العالم كوارث مماثلة كهذه”.
وتابعت: “اليوم، على ضوء رؤية السلام لجلالته الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبالتعاون مع شركاءنا في الشرق الأوسط, نحن مستمرون بزرع بذور التعايش, وبذلك نعرض للمنطقة والعالم أنه لا يوجد مكان للجهل والتطرف، فقط للسلام والتفاهم”.
مؤامرات مشتركة
وتأتي هذه الرسالة بعد أيام قليلة من مشاركة الزياني في مؤتمر لـ”معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” بحضور وزيري خارجية الإمارات أنور قرقاش وإسرائيل غابي أشكنازي.
وأكد الوزير البحريني في المؤتمر ذاته، أن بلاده مع إسرائيل قلبا وقالبا وتبارك أي خطوات تفعلها في مواجهة ما أسماها التهديدات الإيرانية المشتركة.
ويسمح اتفاق التطبيع بمنح إسرائيل موطئ قدم لها في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر.
وهو ما أثار غضب إيران التي تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة عدو تهدد مصالحها.
والأسبوع الحالي، كشف مصدر أمني لـ”بحريني ليكس”، أن السلطات البحرينية أبرمت اتفاقية مع وزارة الجيش الإسرائيلي لشراء منظومة دفاع جوية متطورة.
وأوضح المصدر أن الاتفاقية العسكرية جرى إبرامها قبل أسابيع من انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأشارت إلى أن إدارة ترامب منحت إسرائيل الضوء الأخضر لبيع منظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ لدول خليجية ومن بينها البحرين.
بحجة أن البحرين باتت تواجه خطرا إيرانيا متزايدا وهجمات محتملة قد تشنها جماعات موالية لها في اليمن.
حالة من القلق
ومنذ توقيع الاتفاق التطبيعي، يواصل النظام البحريني دفاعه المستميت عن هذا الاتفاق وسياسة التقارب مع إسرائيل، التي تلقى رفضا شعبيا جارفا في البحرين.
وذلك في محاولة من النظام البحريني بحسب مراقبين لتشكيل رأي يهودي ضاغط على الإدارة الأمريكية لعدم فتح ملف انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.
إذ تبدو السلطات البحرينية في حالة من القلق مع تغير مرتقب في السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن.
وتخشى من أن تفتح الخارجية الأمريكية ملف حقوق الإنسان في البحرين، ضمن رزمة من الملفات الحقوقية في المنطقة الخليجية.
وفي غضون ذلك، بدأ سفير إسرائيل الجديد لدى الولايات المتحدة، جلعاد إردان، فترة عمله في واشنطن مع قائمة من المطالب والمهام للتركيز عليها في الفترة القادمة.
وإحدى تلك المهمات بحسب وسائل إعلام عبرية، تتركز على الدفاع عن النظام البحريني وتلميع صورته في الأوساط الأمريكية.
بعدما قطع شوطا كبيرا في سياسات التقارب والعلاقات التجارية والأمنية مع إسرائيل.