انتقادات لرئيس الوزراء البريطاني بعد اجتماعه مع نظيره البحريني
تعرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى انتقادات واسعة على خلفية تجنبه ذكر السجناء السياسيين في البحرين خلال اجتماعه مع نظيره البحريني سلمان بن حمد آل خليفة في لندن.
وقالت منظمة حقوقية مقرها لندن إن ستارمر فشل في إثارة أزمة حقوق الإنسان في البحرين خلال اجتماع مع نظيره من المملكة الخليجية.
والتقى ستارمر رئيس وزراء البحرين سلمان بن حمد آل خليفة في داونينج ستريت في أول زيارة رسمية يقوم بها الزعيم الخليجي منذ أن تولى ستارمر منصب رئيس الوزراء.
والبحرين والمملكة المتحدة حليفتان منذ فترة طويلة. في يوليو/تموز، تم حذف البحرين من قائمة المملكة المتحدة للدول ذات الأولوية في مجال حقوق الإنسان، مما أثار إدانة من جماعات حقوق الإنسان التي قالت إن القرار يرقى إلى مستوى التمويه والتغطية على الانتهاكات.
وجاء قرار الحذف بعد أيام من تعهد المنامة باستثمار مليار جنيه إسترليني (1.26 مليار دولار) في بريطانيا.
وخلال مؤتمره الصحفي مع آل خليفة، سلط ستارمر الضوء على العلاقات الثنائية القوية بين الدولتين، لكنه لم يشر إلى قضية السجناء السياسيين، بحسب ما قاله سيد أحمد الوداعي، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD).
وأشار الوداعي إلى أنه التقى ستارمر عندما كان زعيماً للمعارضة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وخلال الاجتماع، الذي حضرته أيضًا عائلة الناشط المسجون حسن مشيمع البالغ من العمر 76 عامًا، تعهد ستارمر بإلقاء الضوء على محنة السجناء السياسيين في البحرين.
وقال الوداعي في رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء،: “وعد السير كير ببذل كل ما في وسعه للضغط من أجل إطلاق سراح السيد مشيمع”.
ويعد مشيمع أقدم سجين سياسي في البحرين، وقد طالبت جماعات حقوق الإنسان مراراً وتكراراً بالإفراج عنه، خاصة في ظل حالته الصحية المتردية.
واستشهد الوداعي أيضا بحالة المدافع عن حقوق الإنسان عبد الجليل السنكيس ، الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد أن صادرت السلطات مخطوطات أبحاثه.
وقال الناشط إن السنكيس مُنع من الحصول على الرعاية الطبية الكافية وأشعة الشمس والتمارين البدنية أثناء احتجازه في مركز طبي منذ عام 2021.
وسلط الوداعي الضوء على 26 فردًا محكومًا عليهم بالإعدام في المملكة والذين يواجهون خطر الإعدام الوشيك، بما في ذلك محمد رمضان وحسين موسى، الذين وصفت الأمم المتحدة محاكمتهم بأنها غير عادلة واحتجازهم تعسفي .
وكتب الوداعي في رسالته: “إن أفعالك الآن قد تعني الفرق بين الحياة والموت ليس فقط بالنسبة للسيد مشيمع، ولكن أيضًا بالنسبة للسجناء السياسيين البحرينيين المعتقلين ظلماً في البحرين، بما في ذلك أولئك المحكوم عليهم بالإعدام”.
وأضاف أن منظمته تتوقع الإفراج الوشيك عن المزيد من السجناء السياسيين بعد العفو الملكي الذي صدر عن نحو 650 سجينا سياسيا في أبريل/نيسان الماضي.
وجاء في الرسالة: “تلقينا معلومات موثوقة تفيد بأن هناك إطلاق سراحات أخرى وشيكة، والتي قد تشمل السجناء السياسيين، ونحن نحثكم بلطف على إثارة قضايا الدكتور عبد الجليل السنكيس، وحسن مشيمع، وسجناء الإعدام محمد رمضان وحسين موسى خلال اجتماعاتكم للبناء على هذا الزخم”.
وأعلنت حكومة ستارمر أنها ستحاول تأمين اتفاقيات التجارة الحرة مع البحرين، إلى جانب خمس دول خليجية أخرى، كجزء من أولوياتها في التجارة الخارجية.