الاعتداء الأخير بسجن جو الأكبر منذ مارس 2015.. تزايد حدة الانتقادات للنظام البحريني
تزايدت حدة الانتقادات للنظام البحريني بسبب ارتفاع منسوب العنف الموجه للسجناء والنشطاء السياسيين وأهاليهم، مع تسجيل وتوثيق عشرات الانتهاكات بسجن جو المركزي.
وكشفت منظمات حقوقية دولية أن العديد من السجناء السياسيين في سجن جو في المنامة بمعزل عن العالم الخارجي، وغير قادرين على الاتصال بأسرهم، بعد تعرضهم لاعتداء من قبل شرطة مكافحة الشغب يوم السبت 17 نيسان/ أبريل.
وبحسب شهادات حصلت عليها منظمات عدة، فإن عدداً من الضباط والحراس دخلوا المبنى 13 وهاجموا بعنف 35 سجينًا على الأقل بسبب احتجاجهم على ظروف السجن السيئة.
عنف موثق
وقالت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، ومعهد البحرين للحقوق والديمقراطية، إن الهجوم بدأ بعد أن اعتصم عدد من السجناء في أروقة السجن، رافضين العودة إلى زنازينهم.
وبحسب ما ورد من إفادات، قاد الهجوم ضابطا شرطة وهما أحمد العمادي والنقيب محمد عبد الحميد وتم رصدهما بواسطة كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة والتسجيلات التي سجلتها شرطة مكافحة الشغب.
وفضلاً عن الضرب، ورد أن العديد من السجناء ألقوا على وجوههم أولاً على الأرض بشكل متكرر.
وتسبب العنف الذي مورس على السجناء في حدوث عدد من الإصابات، وفقدان الوعي، مع إصابات خطيرة.
أماكن مجهولة
وكشفت تقارير حقوقية أن عدداً من المعتقلين اقتيدوا لأماكن مجهولة وفقد ذووهم الاتصال بهم، ورفضت سلطات السجن الكشف عن أي معلومات عن مكان وجودهم.
وكشفت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان أن الاعتصام الذي نظمه السجناء كان رداً على سوء أوضاعهم.
وأيضا تنديداً بالممارسات التي تنالهم والانتهاكات التي يتعرضون لها، بما في ذلك الإجراءات العقابية بحق السجناء.
وعدّدت المنظمة تجاوزات من قبيل الحبس في زنازين 24 ساعة في اليوم، ووقف المكالمات الهاتفية.
مبان مكتظة
وأشارت كذلك إلى حشر السجناء في مبان مكتظة، والمخصصة فقط للسجناء السياسيين حيث تؤوي ضعف طاقتها الاستيعابية.
مما ساهم في تفاقم الوضع بعد وفاة السجين السياسي البارز عباس مال الله قبل أيام، وسط مزاعم بالإهمال الطبي من قبل سلطات السجن.
ونددت مصادر حقوقية بالحالة التي وصلت إليها سجون البحرين مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، مع تأكيدات وجود مئات الحالات تفشى فيها المرض.
خيبة أمل متزايدة
وقال حسين عبد الله، المدير التنفيذي في منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين:
“إن الآمال بأن إدارة بايدن قد تكبح دوافع البحرين الأكثر استبدادًا أصيبت بخيبة أمل متزايدة مع استمرار النظام في تكثيف القمع”.
وشدد على ضرورة إدانة حلفاء البحرين الغربيين دون قيد أو شرط هذا الهجوم الجبان على السجناء السياسيين”.
انتقام من السجناء وذويهم
من جانبه علق سيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية قائلا:
“هذا الهجوم الوحشي والمنسق على السجناء السياسيين هو الأكبر منذ مارس/ آذار 2015.
وأضاف: “من الواضح أنه رد على الغضب الشعبي المتزايد من فشلهم في السيطرة على انتشار فيروس كورونا عبر سجون البحرين. وأهالي المصابين في الهجوم قلقون على مصير أحبائهم”.
وتابع: “يجب على البحرين توضيح مكان وجودهم على الفور والسماح لهم بالاتصال بأقاربهم”.