إحياء الذكرى السنوية الثامنة لإعدام ثلاثة نشطاء بارزين في البحرين
تحل اليوم الخامس عشر من يناير/ كانون الثاني الجاري الذكرى الثامنة لفاجعةِ إعدام ثلاثة نشطاء بارزين في البحرين في إطار القمع الحكومي الذي يمارسه النظام الخليفي المستبد.
وكان جرى إعدام النشطاء عباس السميع، وسامي مشيمع، وعلي السنكيس بعدما وقع الملك حمد بن سلمان آل خليفة على تنفيذ الحكم الجائر الذي أُقرّ إثر تلفيق اتهاماتٍ باطلة لهم، ونزع الاعترافات تحت التعذيب الوحشيّ.
وقال مجلس ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيان “إنّنا نستذكر في هذه الذكرى المواقفَ البطوليّة لهذه الكوكبةِ السّاطعة من شباب البحرين المجاهدين”.
وشدد البيان بالخصوصِ على تخليد كلمة الشّهيد سامي في “دوّار اللؤلؤة” التي أعلنَ فيها الصّمود حتى الشّهادة، وكذلك البيانات المسجّلة بالفيديو التي أخرجها الشّهيد عباس من داخلِ زنزانته، والتي تضمّنت وصاياه باستمرار الحراك الشّعبيّ وعدم التراجع مهما زادَ الإرهاب.
حث البيان الشعب البحريني على إعادةِ نشر هذه البيانات على أوسع نطاق، وفي كلّ المناسبات “لأنّها تمثّل إحدى الوثائق المهمّة التي تعكسُ إرادة الشّعب وإصراره على استمرار الثورةِ حتى نيل الحقوق المشروعة”.
وأكد أن جريمةُ إعدام النشطاء الثلاثة في العام 2017 شكلت رسالةً دمويّة من الطّاغية حمد لإنزال الرّعب والانكسار على أهالي الشّهداء وعموم الشّعب، ولم تكن تلك الرّسالة مجرّد تعبير عن التاريخ الأسود للطّاغية وقبيلته الغازية، بل عكست أيضًا اليأسَ من هزيمةِ هذا الشّعب والقضاء على حراكه الثوري.
وذلك رغم كلّ القتل وقوّات المرتزقة التي سُلّطت على أبنائه طيلة سنوات من انطلاقِ ثورته المباركة.
وقال البيان “لم يكن غريبًا ردّ شعبنا وأهالي الشّهداء على رسالةِ الطاغية، حيث رَفعوا الأصوات القويّة واحتشدوا في السّاحات وجدّدوا العهدَ للشّهداء والثورة، وأطلقوا بهذا الصّمود المضاعف الرّصاصات القاتلة على قلب الطاغية، وجَعلوا من الرّصاصات الغادرة التي اخترقت قلوبَ شبابنا الثلاثة ثقوبًا محفورةً في جسد الوطنِ السّليب”.
وأضاف أن هذه الذكرى “تذكّر الجميع بسيرةِ الشّهادة والبطولة، وتحفّزهم يومًا بعد يوم على المضيّ والعنادِ على طريق الحقّ، حتى إسقاط نظام الفساد والاستبداد، وإنزال القصاصِ العادل بحقّ كلّ القتلةِ والجلاّدين”.
وحذر البيان من إقدامِ الطّاغية وعصابته على تكرار جريمةِ إعدام شبابنا الرهائن حيث يعاني السّجناء السّياسيّون والمحكوم عليهم بالإعدام من إجراءاتٍ متواصلة من التّضييق والحرمان من العلاج والحقوق الطبيعيّة داخل السّجن.
وقال “لقد بات الكيان الخليفيّ اليوم – وأكثر من أيّ وقت مضى – محكومًا بالإرادةِ الخارجيّةِ ومصالح القوى الإقليميّة المعادية، وغير خافٍ أنّ هذا الكيان يخضعُ بالمطلق لإملاءات الكيانِ السّعوديّ المجرم الذي يشنّ حملات اعتقال وإعدامات بحقّ المظلومين في الجزيرة العربيّة”.
وذكر أنه في ظلّ التطوّرات الإقليميّة، وخصوصًا ما يُحضّر له في سورية، وما يتعرّض له اليمن العزيز من عدوانٍ وخطط إجراميّة؛ ليس مستبعدًا أن يكشّر الطّاغية حمد مجدّدًا عن أنيابه الخبيثة، ويُعيد تحريك أساليبهِ المعتادة في تنفيذ ما يُملى عليه لخدمةِ الأجندة الصّهيونيّة الأمريكيّة في المنطقة انطلاقًا من البحرين.
وأضاف أن ذلك يستدعي الحيطة والحذر من كلّ القوى الخيرة في بلادنا، وأن يتداركَ الجميعُ المخاطر المحتملة عبر تعزيز الوحدةِ الوطنيّة وتوثيق التماسك بين أبناء المجتمعِ ومكوّناته الأصليّة تحت مظلّةِ العمل على بناء وطن حقيقيّ يعبّر عن إرادةِ الشّعب وسيادته.