إدارة سجن جو تحرم المعتقلين من “الكانتين” منذ شهر وسط انعدام كامل لأدوات النظافة
تواصل إدارة سجن جو إجراءاتها الانتقامية من المعتقلين السياسيين عقابا لهم على سلسلة تحركات قاموا بها مؤخرا لتحسين ظروفهم الاعتقالية.
وأفادت مصادر حقوقية، أن إدارة السجن ولأكثر من شهر تحرم سجناء مبنى ٢١ من الذهاب إلى الكانتين (البقالة) لشراء ما يحتاجونه.
وأشار الناشط الحقوقي سيد الوداعي في تغريدات على تويتر، إلى انعدام كامل لأهم أدوات النظافة الشخصية بين السجناء.
في حين أن إدارة السجن لا توفر لهم البديل.
وضع سيئ للغاية
ونقل الوداعي عن أحد السجناء قوله، إنه وزملاؤه يضطرون للاستحمام بالماء فقط من دون صابون وشامبو.
وأضاف هذا السجين أن كل ما لديهم هو معجون اسنان واحد يستخدمه ١٢ شخصا في الزنزانة.
كذلك يضطرون إلى غسل ملابسهم بالماء الحار فقط ومن دون صابون غسيل.
ووصف السجين الوضع في سجن جو بأنه سيء للغاية وإدارة السجن لا تكترث لأحوالهم.
انتشار الأمراض
وفي الآونة الأخيرة، اشتكى معتقلون بالسجن من الظروف الاعتقالية المزرية التي باتوا يواجهونها بشكل متصاعد منذ أشهر مع انتشار الأمراض في صفوفهم.
ونوه معتقلون في رسائل مسربة رصدها بحريني ليكس، إلى تسرب المياه الآسنة من أسقف غرف السجن.
في ظل غياب النظافة بينهم بشكل تام نتيجة إهمال إدارة السجون.
وأضاف المعتقلون أن هذا الوضع السيئ أدى إلى انتشار الحساسية بين العديد منهم.
فقد ظهرت بينهم أعراض في شكل طفح جلدي مصحوب بحالة تهيج شديد وحكة في مختلف أجزاء الجسم.
وتشتد أكثر أثناء النوم في الليل، مما يتسبب في قلة النوم والأرق لدى المصابين.
وإزاء ذلك طالب المعتقلون بتدخل حقوقي للضغط على إدارة السجن لتسحين ظروفهم الاعتقالية.
رزمة عقوبات
ويأتي هذا الإهمال من حراس “جو” ضمن رزمة عقوبات فرضتها إدارة السجن بالتدريج قبل أشهر ضد معتقلي الرأي.
وذلك عقابا لهم على احتجاج سلمي قاموا به قبل أسابيع لتلبية مطالب إنسانية بسيطة.
فقد حرمت معتقلي الرأي من الخروج لساعة الفنس (المنفس الوحيد). وقررت إقامتهم في الزنازين 24 ساعة لمدة 3 أيام.
كما سحبت مؤخرا أجهزة التلفاز في أقسام المعتقلين، ضمن حزمة عقوبات فرضتها بالتدريج عليهم قبل أشهر.
وذلك لمنع تمكينهم من مواكبة الأحداث الخارجية المتعلقة بجائحة كورونا والتوعية بخصوص اللقاحات ومستجدات العلوم والمعرفة وبرامج الترفيه.
وفي الوقت ذاته، تواصل السلطات كعادتها التكتم على مصير المعتقلين السياسيين في السجن المذكور.
إذ يشهد السجن ازديادا بأعداد المصابين بفيروس كورونا منذ أشهر.
ولم تصدر الوزارة أي تعقيب حول ما أوردته مؤسسة حقوقية بشأن تسجيل إصابات جديدة في السجن.
الذي يشهد اكتظاظا بنحو 4 آلاف معتقل سياسي منذ عام 2011.
تبييض السجون
وحمّل معهد الخليج للديمقراطيّة وحقوق الإنسان، السلطات مسؤوليّة سلامة المعتقلين.
وقال في تغريدة على تويتر إنّها أصرّت على المخاطرة بحياة السجناء، ولم تتّخذ التدابير اللازمة، من تبييضٍ للسجون وتوفير أدوات النظافة، للحؤول دون انتشار الفيروس.
وتطالب مؤسسات حقوقية محلية ودولية سلطات النظام بتبييض السجون من معتقلي الرأي، في ضوء الانتشار المقلق لفيروس كورونا بداخلها.
وأشارت إلى خطوة أوضاع المعتقلين ومن بينهم كبار بالسن ومرضى يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة يفتقدونها.
وتؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش مواصلة السلطات البحرينية حرمان المعتقلين في السجون من الرعاية الصحية اللازمة.
وخاصة السياسيين منهم.