بحريني ليكس يكشف: تعليمات إماراتية للبحرين بالتصعيد السياسي ضد قطر
لتخريب المصالحة الخليجية
لم تمضِ أيام معدودة على إبرام اتفاق المصالحة الخليجية الذي يُفترض أن ينهي أزمة قائمة منذ 3 سنوات، حتى صوّبت الدبلوماسية البحرينية الرسمية سهام نقدها ضد قطر بموجب تعليمات إماراتية.
وذلك بزعم عدم تعاطي الدوحة مع أية مبادرة لحل المشكلات القائمة بين البلدين.
هذا التصعيد السياسي، جاء متزامنا مع سلسلة ملحوظة في الخطاب الإعلامي والحقوقي البحريني غير الرسمي ضد قطر في الأسابيع الأخيرة.
ويأتي ذلك، بحسب مصدر دبلوماسي خليجي مطلّع، في سياق خطة معدة مسبقا بتعليمات إماراتية لتخريب جهود المصالحة الخليجية، التي لا تروق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
خطة مشتركة
وأفاد المصدر، الذي تحدث لـ”بحريني ليكس”، أن تصريحات وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني الهجومية ضد قطر جاءت بالتنسيق مع نظيره الإماراتي أنور قرقاش.
واتهم الوزير البحريني قطر بعدم اتخاذ أي “مبادرة لحل مشكلات قائمة” مع بلاده.
وقال الزياني وفقا لتغريدة نشرتها وزارة الخارجية البحرينية على تويتر “قطر لم تبد بعد قمة العلا أي بادرة لحلحلة القضايا العالقة مع البحرين..”.
وأضاف: “على الدوحة التعامل مع متطلبات التوافق الخليجي”.
ولم يذكر مزيدا من التفاصيل عن المشكلات التي تحتاج إلى حل.
وهذا التحريض يأتي ضمن خطة مشتركة حيكت خلال اللقاء السري الذي جمع ملك البحرين وولي عهد أبو ظبي، قبل أيام من قمة العلا بالسعودية في 5 يناير الحالي.
وذلك للتصدي للخطوات السعودية الإيجابية لإنهاء الخلافات المستمرة مع قطر منذ 3 سنوات.
وتتضمن خطة البحرين والإمارات تصدير خطاب هجومي على قطر عبر وسائل إعلام ومنصات رقمية تتبع تشرف عليها سلطات الدولتين.
وذلك من خلال الترويج بأن الدوحة تتجاهل التزاماتها المنوطة بها بموجب اتفاق المصالحة الذي عقد في قمة العلا بالسعودية في 5 يناير.
والهدف من الخطة المشتركة، كما كشفت مصادر في وقت سابق لـ”بحريني ليكس”، محاولة الإمارات العودة بالمصالحة إلى المربع الأول من الأزمة.
التي تتضمن فرض مقاطعة وحصار من 3 دول خليجية ومصر على قطر.
ذباب الكتروني
وكشفت المصادر أن البحرين فعّلت العشرات من الحسابات الرقمية فيما يعرف بـ”الذباب الالكتروني” للحديث عن سلسلة من التجاوزات المزعومة تقوم بها قطر.
ومن ذلك، هجوم الداخلية البحرينية على قناة الجزيرة القطرية بعد تغطيتها لتظاهرات خرجت في البحرين رفضا للتطبيع مع إسرائيل.
كذلك ضغط السلطات البحرينية على مواطن بحريني للإقرار بتعذيبه في قطر خلال فترة اعتقاله القصيرة بالدوحة.
وشكك نشطاء بصحة تلك الاعترافات مؤكدين أنه أجبر عليها كي تلقفها وسائل الإعلام المملوكة للنظام الخليفي للتشهير بقطر.
كذلك جندت المخابرات البحرينية شخصا بحرينيا عبر مقطع فيديو زعم فيه أن قطر حاولت تجنيده كعميل لصالحها إبان ثورة 2011، مقبل مبلغ مالي.
وأفاد الناشط السياسي البارز سعيد الشهابي، أن ملك البحرين “أصدر أوامره لأبواقه التافهة للاستمرار في مهاجمة قطر من جهة والشعب البحراني من جهة أخرى”.
وذلك بعدما أرغم على توقيع قرار الاستسلام أمام قطر، وهو يتفجر غيظا في داخله”، كما قال الشهابي.
ويقول مراقبون إن هذا الخطاب التحريض محاولة من النظام الخليفي لإلهاء الري العام عن الأزمات الداخلية المستشرية في البحرين.
فضلا عن الغضب الشعبي المتصاعد ضد انتهاكات حقوق الإنسان.
وسابقا، هاجمت المستشارة الإعلامية للديوان الخليفي، سوسن الشاعر، السعودية على خلفية اتفاق المصالحة مع قطر.
ووجهت الشاعر تساؤلات للسعودية: هل استعداد قطر وقف الحملات الاعلامية ضد السعودية مقابل فتح الأجواء يستحق مصالحة سعودية قطرية؟!.
وأضافت: “من هي قطر كي تطلب دور الزعامة في العالم العربي؟!”.