نتنياهو يغادر سدّة الحكم بعدما قاد نظام البحرين إلى حظيرة التطبيع
صوتت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، مساء أمس، على منح الثقة لحكومة جديدة برئاسة اليميني المتطرف نفتالي بينيت، لتطوي 12 عامًا متواصلة من حكم رئيس الوزراء زعيم حزب “الليكود” (يمين)، بنيامين نتنياهو.
وبانقضاء عهد نتنياهو، يجد نظام البحرين نفسه في موقف حرج جدا بعد أن قاده رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إلى حظيرة التطبيع بمباركة ودعم كاملين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتلقت البحرين ضربة ثانية برحيل حليفها السياسي الإسرائيلي بعد أشهر قليلة على خسارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي يعتبر عراب مشاريع التطبيع فضلا عن توفيره غطاء كاملا لانتهاكات المنامة.
زيارات متبادلة
ارتبط نتنياهو بعلاقة قوية مع نظام الملك حمد بن عيسى طيلة الشهور التي تلت توقيع اتفاق التطبيع في أيلول سبتمبر 2020، وجرت محادثات وزيارات متبادلة بين مسؤولين إسرائيليين وبحرينيين ناقشت سبل التعاون المشترك.
وكان ذلك من وجهة نظر مراقبين، على حساب الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
صباح الخير يا عرب..كان #التطبيع لدعم #ترامب وسقط ترامب..
وكان التطبيع لدعم #نتنياهو فهو عرابه وسقط نتنياهو ..
وكان التطبيع لتشكيل حلف لضرب #ايران ومنع عودة الاتفاق النووي وعاد الاتفاق وسقط رهان ضرب عسكرية لايران وفشلت سياسية الضغوط القصوى..
اهداف التطبيع سقطت فمتى يسقط التطبيع ؟— Fadhel Abbas (@Bumohd44) June 13, 2021
والعام الماضي، وقعت (إسرائيل) بقيادة نتنياهو على اتفاقات تطبيع مع الإمارات والبحرين وتوصلت إلى اتفاقات مماثلة مع السودان والمغرب، وسط رفض فلسطيني.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كانت تسود حالة من الترقب الشديد داخل أروقة قصر الحكم في المنامة من إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة لا يكون على رأسها بنيامين نتنياهو وانتكاسة مشروع التطبيع.
وتقول مصادر سياسية خليجية مطلعة لبحريني ليكس، إن ملك البحرين حمد بن عيسى راقب باهتمام كبير تطورات الحالة السياسية في إسرائيل والتي أفضت أخيرا إلى تشكيل حكومة تغيير بعيدا عن حزب الليكود الحاكم منذ أكثر من عقد.
وهذا يعني أفول نجم نتنياهو والذي ارتبط بعلاقات تعاون شخصية وثيقة مع دولتي البحرين والإمارات عقب توقيع اتفاق التطبيع برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
إذ كانت تفضل البحرين، بحسب المصادر، أن يكون نتنياهو في سدة الحكم على أن يأتي زعيم المعارضة الإسرائيلية نفتالي بينيت في النصف الأول من عمر الحكومة.
أيتام ترامب ونتنياهو بدأوا يشعرون بتداعيات فخ التطبيع ، بدأت كياناتهم تهتز من الداخل بعد سقوط نتنياهو
لم تسمعوا رفض شعوبكم للتطبيع فلماذا تقف معكم الشعوب اليوم في الازمات الخارجية المفتعلة والناتجة عن فخ التطبيع pic.twitter.com/D1UuFmM0I7— الرادع المغربي 🇲🇦🇵🇸 (@Rd_fas1) June 13, 2021
وألقت سلطات البحرين بثقلها للدفع بفوز نتنياهو بالانتخابات البرلمانية التي شهدتها إسرائيل في مارس.
وقتذاك سربت مصادر لبحريني ليكس، أن ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد عرض على نتنياهو خلال اتصال هاتفي دعم حملة حزب “الليكود” وزعيمه نتنياهو لتعزيز حظوظ فوز الأخير برئاسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
واقترح الأمير سلمان، بحسب المصادر، المسارعة في فتح سفارة لـ”تل أبيب” في المنامة، قبل الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في مارس.
وعقب هذا الاتصال بأيام، أكد نتنياهو، أنه يجري محادثات عدة مع زعماء عرب، في تلميح منه إلى قادة دول التطبيع ومن بينهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وقال نتنياهو، وفق ما نقلت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي: “أنا في خضم محادثات سلام مكثفة مع قادة عرب آخرين”.
وأضاف: “أقمتُ علاقة خاصة معهم، مبنية على الثقة والقرب على مر السنين”، وفق تعبيره.
من السرية إلى العلن
وقبيل توقيع اتفاق التطبيع بين البحرين وإسرائيل العام الماضي، أجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا مع الملك البحريني بمشاركة الرئيس الأمريكي (في حينه) دونالد ترامب.
ووصف نتنياهو الاتصال بأنه كان “دافئاً جداً”، مشيرا إلى أن الاتفاق المبرم خلال هذه المكالمة يقضي بـ”إقامة سلام رسمي وعلاقات دبلوماسية كاملة بين البحرين وإسرائيل وكل ما يشمل هذا من أمور”.
وتسارعت اتصالات البحرين مع إسرائيل التي يُعتقد أنها بدأت بشكل سري في التسعينيات، في السنوات الأخيرة وصولا إلى الاتفاق التاريخي على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
ومن وجهة نظر نتنياهو، فإن اتفاقات السلام عززت مبدأه القائم منذ سنوات على إمكان تهميش الفلسطينيين بشكل فعال بينما تقوم إسرائيل بتطوير روابطها مع دول مجاورة.
ضربة شديدة
كانت جهود البحرين والإمارات للتقدم في مسارات التطبيع قد تلقت ضربة شديدة بعد الانتصار الكبير الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة خلال جولة القتال في آيار مايو.
فقد وضع التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين خصوصاً في القدس المحتلة شركاء إسرائيل الجدد في المنطقة في وضع حرج، فأصدرت بيانات تنديد على استحياء تحت ضغط التوجه العربي الشعبي الداعم للفلسطينيين.
وفي البحرين، خرجت تظاهرات حاشدة تندد باتفاق التطبيع بينما وقعت عشرات من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية على عريضة تطالب بقطع العلاقات مع الدولة العبرية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، شارك بحرينيون صورا لهم وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية على وسم #بحرينيون_ضد_التطبيع.