انتقادات واسعة لإدارة بايدن لاستقبالها سلمان بن حمد آل خليفة
انتقدت أوساط حقوقية وإعلامية دولية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستقبالها المرتقب ولي عهد النظام الخليفي رئيس مجلس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة في واشنطن هذا الأسبوع.
وكتب الناشط الحقوقي البارز Kenneth Roth معلقا “مرة أخرى يبدو أن بايدن مستعد لاحتضان زعيم قمعي للغاية، هذه المرة رئيس وزراء البحرين التي ستحصل على اتفاق أمني على الرغم من وجود مئات السجناء السياسيين وكثير منهم مضربون عن الطعام الآن”.
كما شجبت صحيفة واشنطن بوست استقبال سلمان بن حمد في الوقت الذي يُضرب أكثر من 800 معتقل سياسيّ عن الطّعام، منذ ما يقارب الشهر بسبب سوء المعاملة في سجون البحرين.
وقالت الصحيفة إنه يتوجب تدخل الإدارة الأمريكية لحل إضراب سجناء الرأي في البحرين، مشيرة إلى قضية الحقوقي البارز عبد الهادي الخواجة (62 عامًا)، المعتقل منذ أبريل/ نيسان 2011، لمشاركته في الاحتجاجات السلميّة التي شهدتها البحرين خلال ثورات الربيع العربي.
إذ حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن المؤبد بتهمة محاولته “إسقاط النظام الملكي وتغيير الدستور”، بعد تعرضه للتعذيب النفسي والجسدي بحسب ما أكدته منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.
وذكرت الصحيفة أن عائلة الخواجة قالت إنه مُضرب عن الأكل منذ 9 أغسطس/ آب، ويعاني مشاكل خطيرة في القلب، وتم نقله إلى وحدة العناية المركزة، ثم نقله مرة أخرى إلى المستشفى في 29 أغسطس/ آب الماضي، وقضى خمس ساعات ونصف في غرفة الطوارئ.
وفيما تخطّط ابنته مريم الخواجة للعودة إلى الوطن هذا الأسبوع للفت الانتباه إلى محنته، رغم أنها تخاطر بالاعتقال والسجن مدى الحياة بفعل ذلك، حيث سبق أن اعتقلت في زيارتها الأخيرة عام 2014، لكن أُطلق سراحها بعد شهر تحت ضغط دولي.
وأبرزت واشنطن بوست أن البحرين سحقت انتفاضة شعبيّة خلال الربيع العربي بوحشيّة عام 2011، بمساعدة قوات من المملكة العربيّة السعوديّة، وأسقطت الجنسيّة عن المئات، وحظرت وسائل الإعلام المستقلّة والأحزاب السّياسية المعارضة.
ومن المتوقع أن توقع الولايات المتحدة والبحرين اتفاقية أمنية واقتصادية استراتيجية هذا الأسبوع من شأنها رفع مستوى الالتزام الأمني الأمريكي تجاه المملكة الخليجية، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على هذه القضية لموقع axios الأمريكي.
البحرين شريك رئيسي للولايات المتحدة في الخليج. ويتمركز الأسطول الخامس للبحرية في قاعدة بحرية أمريكية كبيرة هناك. وفي عام 2002، أصبحت المملكة الخليجية حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي – وهي تسمية رمزية مهمة ولكنها لا تتضمن أي التزامات أمنية.
وقالت المصادر إنه من المتوقع أن يوقع ولي العهد البحريني ورئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة الاتفاقية خلال زيارة لواشنطن هذا الأسبوع.
ومن المتوقع أيضًا أن يلتقي بوزير الخارجية توني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وفقًا لأحد المصادر.
وقام بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بزيارة البحرين الأسبوع الماضي والتقى بولي العهد ومسؤولين بحرينيين آخرين.
وقال مصدران إن الاتفاق يتضمن الالتزام بالتشاور وتقديم المساعدة إذا واجهت البحرين تهديدًا أمنيًا وشيكًا.
وذكر مصدر آخر مطلع على الاتفاقية إنها ستكون ملزمة قانونا. وسيتضمن التزامًا أمنيًا، ويحدد الخطوط العريضة للشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والبحرين، فضلاً عن التعاون حول التقنيات الموثوقة.
ومع ذلك، فإن الاتفاق لا يتضمن التزاماً بالمادة 5 على غرار حلف شمال الأطلسي، والذي كان يتطلب من الولايات المتحدة أن تنظر إلى أي هجوم على البحرين باعتباره هجوماً على أمريكا.
وبحسب المصادر إن الاتفاقية الاستراتيجية الأمريكية البحرينية قيد الإعداد منذ أكثر من عام.
وقالت المصادر إن إدارة بايدن أرادت استخدام الاتفاقية كإطار لاتفاقيات مماثلة مع دول أخرى في المنطقة.
وبحسب أحد المصادر، ناقش ماكغورك التفاصيل النهائية للاتفاقية خلال رحلته إلى المنامة الأسبوع الماضي.