قواسم مشتركة بين وزير داخلية البحرين ووزير إسرائيلي متطرف
استعرضت أوساط المعارضة البحرينية سلسلة قواسم مشتركة بين وزير داخلية البحرين راشد بن عبدالله آل خليفة ووزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.
وأجرى آل خليفة مؤخرا زيارة إلى الولايات المتحدة، التقى خلالها النائب الأول لمدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية ستاسي ديكسون وشارك معها في حلقة نقاشية عن التعاون الأمني بين البلدين.
كما التقى راشد بن عبدالله وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس ووقع معه مذكرات تفاهم مشتركة، يحصل الوزير على دعم أمريكي واضح.
وأبرز موقع (مرأة البحرين) المعارض أن آل خليفة يمثل نسخة مشابهة تماما لوزير آخر تنتقده الولايات المتحدة ولا تفضل الولايات المتحدة التعامل معه هو وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
قبل وصوله إلى منصب وزير الأمن القومي نقل الإعلام الأمريكي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إنه من غير المرجح أن تتعامل إدارة الرئيس المتطرف إيتمار بن غفير، الذي تولى بالفعل منصب وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية.
الانتقادات العالمية تلاحق بن غفير لدوره في ارتفاع العنف الوحشي بحق الفلسطينيين، ودعواته العلنية لقتلهم، وتشكيل ميليشيات بين المستوطنين، واستفزازه المستمر للمسلمين بتدنيس المسجد الأقصى مرارا، وتأييده أحكام الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، ومعارضته لإدخال اللحوم أو الشكولاتة للأسرى.
على الجانب الآخر راشد بن عبدالله وزير الداخلية، وثقت لجنة قضائية كانت تحظى بدعم أمريكي معلن وهي لجنة بسيوني التي عينها ملك البحرين شخصيا، وثقت مقتل عدد من سجناء الرأي تحت التعذيب في عهده، ومقتل متظاهرين، وهدم نحو 38 من مساجد الطائفة الشيعية، وانتهاكات متعددة لا زالت مدونة في تقرير هذه اللجنة، ولكنه محط ترحيب إدارة بايدن ووزرائه.
خلال العام 2011 أنشأت في عهد وزير الداخلية ميليشيات من الموالين وتم تزويدها بالسلاح لقتل المواطنين. لم ينس أهل البحرين مقتل مجيد عبدالعال في قرية السهلة الشمالية بالرصاص من مجنّس تم تزويده بالسلاح، ولم ينس أهالي إسكان عالي إطلاق الرصاص على بلدتهم، ودار كليب لم تنس هجمات الميليشيات على البيوت الآمنة.
في إحدى الجلسات العلنية المصورة دعا راشد بن عبدالله المواطنين الشيعة علنا للرحيل من وطنهم البحرين إلى إيران.
راشد بن عبدالله في رقبته مجزرتين على الأقل، مجزرة 17 فبراير 2011، وكذلك مجزرة الدراز 2017 التي راح ضحيتها خمسة شهداء وعشرات الجرحى، وذلك بعد حصارها لمدة عامين.
وزير الداخلية يشرف على سجون مات فيها سجناء رأي بالإهمال الطبي، سجون كل يوم تصدر عنها استغاثات دون مجيب من سجناء مرضى يشتكون من الإهمال واقتراب الآجال.
وها نحن للأسبوع الثاني على التوالي راشد بن عبدالله يحاصر صلاة الجمعة في الدراز ويمنع كثير من المصلين من الوصول إلى الجامع هناك.
راشد بن عبدالله في البحرين هو ووزارته الجهة الرسمية المختصة بتصدير وإدارة خطابات الكراهية والتحريض ضد المعارضين.
هذا الوزير تشترك إدارته في إغلاق مدخل مقام صعصعة بن صوحان وهو مقام ديني مقدس بالطوب بعد أن طالب مواطنون من أهل البلاد بإعادة فتحه والسماح لهم بزيارته.
بماذا إذن يختلف بن عبدالله عن بن غفير، ولماذا تفتح الإدارة الأمريكية أبوابها له كمسؤول لا تلاحقه الشبهات ولم يقترف الجرائم، بل إنه وجه في زيارته الأخيرة خطابا تهديديًا للمعارضة من الأراضي الأمريكية، وبعد عودته بدأت مرحلة قاسية من التضييق والاضطهاد الطائفي المعلن.
مصداقية الموقف الأمريكي مع أهل البحرين تشابه مصداقية الموقف البريطاني الذي اختار الانحياز للاستبداد والاستفادة من فساد السلطة وحاجتها للدعم في وجه تطلعات المواطنين للحرية والديمقراطية.