فصائل فلسطينية تهاجم أنظمة التطبيع: تصر على الخطيئة الكبرى بحق فلسطين
هاجمت فصائل فلسطينية الأنظمة العربية التي أقامت علاقات تطبيعية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
واتهم الفصائل أنظمة التطبيع بأنها تصر على ارتكاب خطيئة كبرى بحق الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته ونضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء ذلك في اعقاب افتتاح الإمارات سفارتها في تل أبيب خلال احتفال أقيم اليوم الأربعاء بحضور الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ.
وتأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوعين على افتتاح إسرائيل سفارة وقنصلية لها في الإمارات.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن افتتاح السفارة “إصرار على الخطيئة الكبرى بحق شعبنا الفلسطيني وكل شعوب المنطقة الرافضة تماما لكل أشكال التعامل والتطبيع مع الكيان الصهيوني”.
وأضافت حماس التي خاضت الشهر الماضي مواجهة عسكرية واسعة مع إسرائيل، أن ذلك من شأنه “ليس فقط إعطاء غطاء رسمي للعدو الصهيوني لارتكاب جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.
بل يشجعه على ارتكاب المزيد منها، واستكمال مشاريعه التهويدية العنصرية المتطرفة”.
وشددت على أنه “لن يطول الزمن حتى يكتشف المطبعون حجم وخطورة جريمتهم بحق شعوبهم وشعوب المنطقة، وسيادتهم على أرضهم”.
ووقعت إسرائيل والإمارات والبحرين اتفاقيتي تطبيع في أيلول/سبتمبر 2020، برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
كذلك، أكدت حركة الجهاد الإسلامي “أن التطبيع والتحالف مع العدو خيانة وجريمة مهما حاولت أبواق التزوير إشاعة مبررات التطبيع ومهما حاول المطبعون لي عنق الحقيقة”.
وقال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي طارق سلمي في تصريح صحفي: “سيسجل التاريخ أنه في الوقت الذي تتسارع فيه جرائم الاحتلال في القدس وهدم المنازل واقتحام المسجد الأقصى، كان حكام الامارات يفتتحون سفارة لهم لدى الاحتلال”.
وأضاف سلمي: “ربما كانت هذه السفارة قد أقيمت على أنقاض منزل أو أرض لعائلة فلسطينية هجرت أو أبيدت خلال نكبة العام 1948”.
وتابع: “سيبقى التطبيع والتحالف مع العدو خيانة وجريمة مهما حاولت أبواق التزوير إشاعة مبررات التطبيع ومهما حاول المطبعون لي عنق الحقيقة”.
كما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الخطوة الإماراتية يعني “الانتقال من التطبيع الى التصهين، والغرق في وحل الخيانة التي تتبعها بعض الأنظمة العربية في تعزيز علاقاتها مع العدو كمن يرقص على دماء الشعب الفلسطيني والأمة العربية”.
وقال القيادي في الجبهة الشعبية، هاني الثوابتة، في تصريح إذاعي: “منذ بدء الأنظمة المطبعة العمل للحفاظ على حكمها تبحث عمن يحميها ويحمي عروشها فهي واهمة بذلك حيث تسير بعكس إرادة الشعوب والأحرار وستلفظهم الأرض والتاريخ والشعوب”.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 منها علاقات رسمية معلنة مع (إسرائيل)، هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
والأسبوع الحالي، حذر المفكر الخليجي البارز عبد الله النفيسي، من المبالغة الخليجية في التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما منح الإسرائيليين جنسيات خليجية.
وقال الكاتب الكويتي في تغريدة مقتضبة على تويتر، إن الذين يمنحون الإسرائيليين جنسيات بلدان الخليج، ينطبق عليه حديث “السفينة” النبوي.
ومنتصف شباط فبراير 2021، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية تأسيس ما يسمى بـ“رابطة المجتمعات اليهودية” في دول الخليج العربية.
وهي منظمة خاصة بالجالية اليهودية المزعومة في مجلس التعاون الخليجي. وتعد الأولى من نوعها في هذه الدول.
ويقود هذه الرابطة رئيس الجالية اليهودية في البحرين، إبراهيم نونو، وكبير حاخامات المجلس اليهودي الإماراتي الدكتور إيلي عبادي.
ويحظى اليهود بمقعد في مجلس الشورى البحريني، وهو الغرفة البرلمانية المعينة من قبل الملك البحريني، حيث تتواجد نانسي خضوري في عضوية المجلس، وهي من أتباع الديانة اليهودية.
وأوائل الشهر الجاري، جدد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني دفاعه عن اتفاق التطبيع مع إسرائيل، الذي وقعته بلاده منتصف أيلول سبتمبر 2020.
وأعلن الزياني أن اتفاق التطبيع “جاء ضمن إطار النهج الذي تتبعه المنامة بهدف إحلال السلام في عموم المنطقة”، وفق تعبيره.
وقال الزياني أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو إن مملكة البحرين “شعب مسالم يؤمن بالسلام وتدعو إلى إحلال السلام في المنطقة بأسرها”.
وأشار إلى أن “هذه الرؤية تعتمد على المبادئ التي يتصف بها الشعب البحريني على مدى العقود. وهي التسامح والتعايش واحترام الآخر..”، كما قال.
في محاولة للتغطية على اتفاق التطبيع المخزي الذي يلقى رفضا شعبيا واسعا في البحرين، ادعى الزياني أن هذه الرسالة موجهة إلى المنطقة ككل.
وأضاف: “لتحقيق ذلك وزرع الأمل أمام الشباب الآن في الدول المتضررة من الحروب الأهلية في الشرق الأوسط سعينا إلى تحقيق وتأييد السلام مع إسرائيل”.
والأسبوع الماضي، كشف مصدر بحريني رفيع المستوى عن لقاء سري عقد بين وزير التربية والتعليم البحريني والقائم بأعمال السفير الإسرائيلي بالمملكة لإجراء تغييرات وصفها بالخطيرة بمناهج التدريس البحرينية.
وأفصح المصدر التربوي لبحريني ليكس أن اللقاء الذي عقد مؤخرا، تضمن الترويج لاتفاق التطبيع مع إسرائيل من بوابة الغزو التعليمي والثقافي.
وقد انبثق عن اللقاء بين الوزير ماجد بن علي النعيمي والقائم بأعمال السفير في البحرين، إيتاي تاغنر، الاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة من مشرفين وتربويين لإدخال التعديلات المطلوبة.
وسبق أن أعلنت جمعيات سياسية بحرينية رفضها لاتفاق التطبيع ووكلاءه والمروجين له والضاربين بمأساة الشعب الفلسطيني”.
وشددت الجمعيات في بيان مشترك، على أن هؤلاء “لن يفلحوا أبداً في تغيير مواقف شعب البحرين من الكيان الصهيوني، والقضية الفلسطينية”.
وأكدت “الدعم والتأييد لحق الشعب الفلسطيني في استرداد كافة حقوقه المسلوبة، مع قناعتنا بأن الأرض العربية واحدة والدم العربي واحد”.