Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار

معهد أمريكي: تطورات الخليج تكرس عزلة النظام البحريني

قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن التطورات الأخيرة في منطقة الخليج العربي كرست عزلة النظام البحريني وتهميش دوره.

وذكر المعهد في مقال لسايمون هندرسون أن البحرين تجد نفسها في حالة تهميش منذ إعلان المصالحة الخليجية وإنهاء حصار دولة قطر.

وأشار المعهد إلى الصورة والتغريدة المصاحبة للأمير السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ومستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مؤخرا وما وجهته من رسالة بشأن انتهاء العداء المحتدم بين الإمارات وقطر.

وبحسب المعهد ألقى هذا التطور رأساً على عقب افتراضات الكثيرين حول ما إذا كان من الممكن تغيير إحدى القضايا الشائكة للدبلوماسية الأمريكية في الخليج وكيفية تغييرها.

وقد تفاجأ المتابعون لشؤون الخليج، بل وكانوا متشككين، عندما نشر حساب تويتر التابع للمكتب الخاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 17 أيلول/سبتمبر صورةً لثلاثة من قادة الخليج على تويتر.

ويبدو أن الصورة التُقطت في وقت سابق من ذلك اليوم، وتُظهر الأمير محمد بن سلمان يقف بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ومستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نجل مؤسس الدولة، والأخ الشقيق لزعيمها الفعلي، ولي العهد محمد بن زايد. وكان الثلاثة يرتدون ملابس الشاطئ وتعلو وجوههم ابتسامةٌ عريضة.

وسرعان ما انتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها أشارت إلى انتهاء العداء المحتدم بين الإمارات وقطر. وجاء التأكيد على أن الصورة حقيقية بالفعل بعد فترة وجيزة، عندما تم تغريدها من قبل “سعودي غازيت”، وهي صحيفة تصدر باللغة الإنجليزية.

وفي 18 أيلول/سبتمبر هيمنت الصورة أيضاً على الصفحة الأولى من الصحيفة السعودية “عرب نيوز” الأكبر حجماً التي تصدر باللغة الإنجليزية، وكانت تحت عنوان “لقاء هادئ في البحر الأحمر”. وبالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن الاجتماع في دولة الإمارات، بما في ذلك في صحيفة “غلف نيوز”، التي تصدر في دبي.

وكانت المفاجأة أنه منذ عام 2017 حتى أوائل هذا العام، شهدت هذه الفترة صدعٍ كبير في العلاقات بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.

وكانت هذه الدول قد اتهمت قطر بمجموعة من الأنشطة غير المقبولة، بما فيها دعم جماعة “الإخوان المسلمين” والإرهاب. وأُغلِقت الحدود البرية وتوقفت الروابط الجوية. لكن في كانون الثاني/يناير، أُعلن عن انتهاء الخلاف في اجتماع لقادة الدول استضافه محمد بن سلمان في منتجع العُلا الصحراوي السعودي.

وكانت التفاصيل غير واضحة بصرف النظر عن التأكيد على إنهاء الاتهامات بتدخل [قطر] في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والعكس بالعكس. غير أن الإمارات والبحرين بدتا في ذلك الوقت مترددتين في قبول المصالحة.

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية عدة خطوات دبلوماسية مختلفة. ففي 25 آب/أغسطس، زار وزير الخارجية القطري الأمير محمد بن سلمان في مدينته المستقبلية التي يجري بناؤها على البحر الأحمر “نيوم”، وسلّم ما وُصِف بأنها رسالة من الزعيم القطري.

وفي اليوم التالي، التقى الشيخ طحنون – الذي يُنظر إليه على أنه مبعوث موثوق وكتوم للأمير محمد بن زايد – بالأمير تميم في قطر. وفي رحلة يُحتمل أن تكون ذات صلة، زار الشيخ طحنون في وقت سابق من ذلك الشهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحد أنصار قطر، حيث تحتفظ القوات التركية بقاعدة عسكرية بالقرب من عاصمتها.

ويشير التطور الأخير، بناءً على التغريدة، إلى مكسب آخر لقطر، بعد تعزيز مكانتها الدولية لمساعدتها في إجلاء المواطنين الأمريكيين والأجانب الآخرين وكذلك الأفغان من كابول وسط الانسحاب الأمريكي.

وربما من الأجدر النظر إلى الدبلوماسية في سياق إدراك قادة الخليج أن الاهتمام الرسمي للولايات المتحدة قد تراجع خلال إدارة بايدن مقارنةً بما كان عليه في عهد ترامب.

ووفقاً لبعض التقارير، فإن الزيارات الرفيعة المستوى التي قام بها مسؤولون أمريكيون هي جزء ضئيل مما كانت عليه في عهد الإدارة السابقة.

ويُنظر إلى محاولة الأمير محمد بن سلمان استخدامَ النفوذ الدبلوماسي للسعودية في المنطقة لإنهاء الخلاف الخليجي في وقت سابق من هذا العام على أنها بادرة تجاه الإدارة المقبلة في البيت الأبيض، والتي كان يُنظر إليها على أنه تريد أن تنأى بنفسها عن ولي العهد بسبب علاقته بمقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.

ومن غير الواضح ما هي درجة نجاح هذه المقاربة: فلا تزال إدارة بايدن حذرة تجاه محمد بن سلمان، على الرغم من أنها أعربت – بعد ترددها في البداية – عن موافقتها على “اتفاقيات أبراهيم”، وهي اسم اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والإمارات، وكذلك البحرين والسودان.

وفي 17 أيلول/سبتمبر، ترأس وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين مناقشة افتراضية مع نظرائه في إسرائيل والإمارات والبحرين، والمغرب – التي وقعت صفقة مع إسرائيل موازية لـ “اتفاقيات إبراهيم” ولكن منفصلة عنها – بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتطبيع العلاقات.

وستتجلى الأهمية لتغريدة الأمير محمد بن سلمان والأمير تميم والشيخ طحنون بدقة أكبر من خلال أي رد فعل يصدر عن الأمير محمد بن زايد الإماراتي، الذي كان غائباً في زيارات رسمية إلى باريس ولندن في الأسبوع الماضي، وأيضاً من خلال أي رد من البحرين، التي قد تشعر بالتهميش.

لكن في الوقت الحالي، ألقت صورةٌ وتغريدة من 140 حرفاً رأساً على عقب افتراضات الكثيرين حول ما إذا كان من الممكن تغيير إحدى القضايا الشائكة للدبلوماسية الأمريكية في الخليج وكيفية تغييرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى