جائزة دولية لمعتقل رأي بحريني تفضح استبداد النظام الخليفي
فضح منح جائزة دولية لمعتقل الرأي البارز في البحرين عبد الجليل السنكيس استبداد النظام الخليفي وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان.
وتم الإعلان عن فوز الأكاديمي السنكيس بجائزة PEN Pinter للشجاعة لعام 2022 وسط إبراز لعبارته الشهيرة “لا أحد يفهم التكلفة الباهظة لقول الحقيقة في وجه السلطة في بلد قمعي”.
ونبه مغردون إلى دلالات وضع صورة السنكيس التقطت له قبل أكثر من 12 عاما على الكرسي المخصص للمفكرين الشجعان في العالم في قاعة المكتبة البريطانية لتكون عنوانا لظلم العصابة الخليفية.
وأعلنت جائزة بن بنتر في يونيو/ حزيران 2022 عن اختيار الأكاديمي والناشط والمدوّن عبد الجليل السنكيس من البحرين، ليكون الكاتب العالمي للشجاعة هذا العام.
حصل السنكيس على درجة الدكتوراه في ميكانيكا التأثير من معهد العلوم والتكنولوجيا بجامعة مانشستر وعاد ليشغل منصب رئيس قسم الميكانيكا في جامعة البحرين حتى عام 2005.
ودون مقدمات قام رئيس الجامعة بتخفيض رتبته بسبب نشاطاته في مجال حقوق الإنسان وما لبثت أن حجبت السلطات البحرينية مدونته “الفسيلة” التي رصد فيها مساوئ النظام وحاجة بلاده الملحة إلى التغيير، وتذوق الحرية، وعبر عن مخاوفه في صحيفة “نيويورك تايمز”: “كن حذرًا عند استخدام كلمتي ” تغيير” و”حلم” و”ديمقراطية”، هذه الأمور لا نحوزها بسهولة”.
ليس هذا فحسب، خلال زيارة جورج بوش إلى البحرين 2008، أقدم السنكيس على تقديم عريضة من 80 ألف توقيع للرئيس الأميركي يصف فيها البحرين كدولة غير ديمقراطية ويطالب بصياغة دستور ديمقراطي.
لم يكد يمضي عام حتى كتب مقالًا افتتاحيًا لصحيفة “نيويورك تايمز” يدعو باراك أوباما إلى عدم التحدث للعالم الإسلامي عن الديمقراطية إلا إذا كان يستطيع تحقيقها.
في صيف عام 2010، زار السنكيس المملكة المتحدة لحضور ندوة في مجلس اللوردات، وصف خلالها تدهور حالة حقوق الإنسان في البحرين، متحدثًا بإسهاب عن ثالوث القمع: “هناك ثلاث ركائز تضمن أن النشطاء والمنظمات غير الحكومية الذين يعملون على كشف الانتهاكات يتم ضبطهم وإدانتهم بطريقة ما، وضمان قمعهم.
الأول هو استخدام القوة والتعذيب وسوء المعاملة، الثاني استخدام القانون، والثالث الجهاز القضائي والإجراءات”. و
في طريق عودته، ألقي القبض عليه في مطار البحرين الدولي، بدعوى أنه أساء حرية الرأي والتعبير السائدة في المملكة وهو ما قد “يضر باستقرار البلاد”.
أطلق سراح السنكيس وآخرين ممن حوكموا معه في فبراير / شباط 2011 بعد دعوات واسعة النطاق للإصلاح السياسي.
ومع ذلك، تحكي عائلته أنه في مارس/ آذار، قرب منتصف الليل، اقتحم البيت حوالي 50 من رجال الشرطة وبعض الملثمين الذين يرتدون ملابس مدنية ويتحدثون بلكنة سعودية، وقادوا السنكيس إلى مركز شرطة لبضع ساعات قبل أن يتم نقله إلى سجن القرين العسكري وهناك وضع في الحبس الانفرادي لمدة شهرين في زنزانة مظلمة مساحتها 6 أمتار مربعة.
بعدها بأسبوع اعتقل ابنه البكر حسين (28 سنة) وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن لمدة سبع سنوات.
في يونيو/ حزيران 2011، حوكم السنكيس أمام محكمة السلامة الوطنية العسكرية وذكر أن نظارته وأدويته أخذت منه لمدة تسعة أسابيع، وأنه تعرّض لسوء المعاملة، وهو ما أكدته التقارير بأنه تعرّض لكافة أنواع التعذيب، بما في ذلك الاعتداء اللفظي والجنسي والضرب، وكل ما سبق أن وصفه عن ثالوث القمع في مجلس اللوردات، لكن المحكمة وجهت إليه تهمة التآمر للإطاحة بالحكومة وأصدرت حكمًا بالسجن مدى الحياة، أيدته دائرة الاستئناف العليا يوم 4 سبتمبر/ أيلول 2012.
خلال فترة اعتقاله، أضرب السنكيس عن الطعام عدة مرات، آخرها في يوليو/ تموز 2021، احتجاجًا على سوء معاملته في السجن ومصادرة مخطوطة كان يعمل عليها لعدة سنوات، على الرغم من ظروفه الصحية المتردية للغاية واعتماده على كرسي متحرك حيث يعاني من متلازمة ما بعد شلل الأطفال ومشاكل في القلب والعين والجيوب الأنفية، وما قد يترتب عليه عندما تحرمه سلطات السجن من العلاج الذي يحتاجه، وغالبًا ما تتذرع برفضه ارتداء زي السجن لعدم تمكنه من مقابلة أحد.
ما حدث للسنكيس أثار المجتمع الدولي، بما في ذلك المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان الرائدة، ورابطة القلم الدولية المانحة للجائزة التي أخذت على عاتقها منذ عام 1960 تسليط الضوء على الكتاب المضطهدين في جميع أنحاء العالم، ردًا على استشراء محاولات تكميم الأفواه، ودعت السلطات في البحرين إلى إطلاق سراحه الفوري وغير المشروط.
"لا أحد يفهم التكلفة الباهظة لقول الحقيقة في وجه السلطة في بلد قمعي''
الكاتب #البحريني المسجون الدكتور عبد الجليل السنكيس يفوز بجائزة PEN Pinter للشجاعة لعام 2022#FreeAlSingace #PENWrites@englishpen https://t.co/RdcGJz273T— PEN MENA (@Pen_mena) October 21, 2022