Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
فضائح البحرين

في ذكراها العاشرة.. حكاية “الثورة المنسية” في البحرين

في الذكرى العاشرة لانتفاضة البحرين، والتي جرت أحداثها في غمار ثورات الربيع العربي التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط. بدت تلك الانتفاضة وكأنها “ثورة منسية” إلى حد كبير.

في فبراير/ شباط من عام 2011، بدا أن البحرين ستكون أولى دول الخليج التي تصل إليها موجة التغيير. فيما اصطلح عليه باسم “الربيع العربي”.

في الأسابيع التالية، وحسب أرقام للحكومة البحرينية ذاتها، خرج إلى الشوارع ما يصل إلى ثلث سكان البلاد الذي يزيد قليلا عن مليون نسمة.

لكن الحكومة تمكنت في 18 مارس/ آذار من تلك السنة من هدم رمز الحراك وهو دوار اللؤلؤة.

كان الآلاف قد تدفقوا إلى الشوارع، يطالبون بالإصلاح، ثم بإسقاط الأسرة الحاكمة.

ووقعت اشتباكات مع قوات الأمن، سقط على إثرها ضحايا وحدثت انتهاكات عدة لحقوق الإنسان.

وأجرت هيئة تحقيق دولية تحقيقات في هذا الشأن.

محاكاة لميدان التحرير

لكن اليوم، وبسبب الصراعات المنتشرة في العالم العربي، اختفت البحرين من نشرات الأخبار، وأصبحت الأجواء فيها هادئة بشكل عام.

فماذا حدث في فبراير/ شباط من عام 2011 وبعده؟ وماذا حدث للثورة ولآمال الإصلاح؟

مع تصاعد الأحداث في مصر في مطلع ذلك العام شهدت البحرين سلسلة احتجاجات ودعوة ناشطين في مجال حقوق الإنسان إلى يوم غضب عام في 14 فبراير/شباط من عام 2011 في تلك الدولة الخليجية الصغيرة.

مقر الأسطول الخامس الأمريكي، التي تحكمها أسرة آل خليفة السنية، ويشكل فيها الشيعة الأغلبية.

كانت النتيجة مناوشات متفرقة بين محتجين في قرى شيعية في أنحاء الجزيرة، ومحاولات لنسخ حركة شبيهة بحركة ميدان التحرير المصرية، وسط العاصمة المنامة.

وأظهرت بعض اللقطات المصورة التي بثت عبر الانترنت حينئذ الشرطة البحرينية تهاجم متظاهرين يحتجون بشكل سلمي بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

دستور جديد

وطالب المتظاهرون، الذي رفع العديد منهم العلم البحريني، بوضع دستور جديد للبلاد، والافراج عن مئات المعتقلين الشيعة. الذين احتجزوا منذ أغسطس/ آب من عام 2010، ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان.

وظهر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في التلفزيون عارضا تشكيل لجنة مهمتها مناقشة التغييرات والإصلاحات المقترحة.

واعتبر بعض المحللين حينئذ أن عرض الملك “جاء متأخرا”. لكن محللين غربيين استبعدوا أن تتكرر تجربة الثورة المصرية في البحرين.

وقال جالا رياني، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجلة “جينز” الأسبوعية المتخصصة بالشؤون الدفاعية، حينئذ: “إن البحرين ليست غريبة على هذا النوع من القلاقل”.

دوار اللؤلؤة

في ذلك الوقت كان آلاف البحرينيين قد اعتصموا في دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة، واتخذوه مركزا لنشاطهم المعارض للحكومة.

وقال أحد المحتجين عن سبب قدومه لدوار اللؤلؤة في مقابلة تلفزيونية: من أجل رحيل النظام.

وما البديل لرحيل النظام؟ قال: من يختاره الشعب.

وذلك المحتج واسمه أحمد كان واحدا من الآلاف الذين كانوا يتوافدون يوميا على دوار اللؤلؤة ما بين متظاهر ومعتصم.

يتشحون بأعلام البحرين ويرددون هتافات تركز على ضرورة إسقاط النظام.

ومحاكمة المسؤولين عن مقتل 7 محتجين في مواجهات بين قوات الأمن البحرينية والمتظاهرين في عموم البحرين في أوائل فبراير/شباط من عام 2011.

أجواء احتفالية

ولم يمنع الهم السياسي المتظاهرين من الأجواء الاحتفالية في الدوار الذي تحول الى ما يشبه مخيماً صيفياً يقصده البحرينيون من مختلف الأعمار.

وانتشرت في ذلك المخيم عشرات الخيم الحديثة وضع على بعضها صحون لالتقاط بث القنوات الفضائية.

كما رفع بعض المتظاهرين لافتات لا تخلو من الطرافة ومنها “يا حكومة روحي وانت طالق”، ولافتة أخرى كتبت باللغة الهندية وأسفل منها ترجمة تقول: “إرحل يمكن تفهم”.

وذلك في محاكاة للافتات مشابهة ظهرت في ميدان التحرير المصري وطالبت برحيل الرئيس السابق حسني مبارك.

وقد تشكلت لجان عديدة في الدوار لمتابعة شؤون المعتصمين والمتظاهرين. فعلى مدار الساعة كانت تصل إمدادات من المشروبات والأطعمة للمعتصمين، وتوزع مجانا على الموجودين في الميدان.

وفي خيامهم قضى المعتصمون أوقاتهم ما بين قراءة الصحف أو السمر أو تدخين الشيشة (الأركيلة)، وقد لاحظ المراسل انتشارها الكثيف.

لا سنية لا شيعية

وكان للإعلام نصيب مهم في دوار اللؤلؤة فقد كان هناك مركزان إعلاميان أحدهما للرجال وآخر للنساء لتزويد الصحفيين والمهتمين بآخر التطورات وأخبار التظاهرات وتحركاتها.

كما أنشأ المعتصمون ركنا للرسوم الفنية، وكان يجلس هناك شبان وفتيات وهم يكتبون لافتات جديدة، أو يرسمون ما تجود به قريحتهم.

قبل أن يصار إلى عرض هذه اللافتات والرسومات في معرض أقيم خصيصا في وسط الدوار.

وحول المشاركين في تلك الاحتجاجات قالت مصادر صحفية في البحرين حينئذ إن الاحتجاجات هذه المرة مختلفة.

اذ يتظاهر شباب سنة وشيعة معا، ويهتفون “لا سنية لا شيعية، بحرينية فقط”، وهو أمر لا سابق له.

وأضافت تلك المصادر قائلة إن النساء صرن أكثر انخراطا ومشاركة في تلك النشاطات الاحتجاجية.

درع الجزيرة

وفي تلك الأثناء، طلبت الحكومة البحرينية من مجلس التعاون الخليجي المساعدة العسكرية لـ “المساعدة في حماية أمن المواطنين والمقيمين والبنية التحتية”.

وعقب ذلك وتحديداً في 14 مارس/ آذار من عام 2011 دخل البحرين ألف جندي سعودي و500 رجل أمن إماراتي فيما يعرف باسم “درع الجزيرة”.

وعقب ذلك اقتحمت قوات الأمن البحرينية دوار اللؤلؤة لفض الاعتصام.

وأسفر ذلك عن سقوط قتلى، فانسحبت جمعية الوفاق وهي أكبر حركات المعارضة البحرينية الشيعية من البرلمان.

جمعية الوفاق

واتهمت الحكومة البحرينية جمعية الوفاق بأنها وراء الاحتجاجات.

وتعد الوفاق أكبر صوت سياسي يمثل الأغلبية الشيعية في البلاد (70 في المئة من السكان)، التي تواجه تمميزاً وتهميشا.

كانت جمعية الوفاق أهم كتلة سياسية في البرلمان البحريني، قبل أن ينسحب نوابها وعددهم 18 من البرلمان في فبراير/ شباط 2011 احتجاجا على العنف الذي اتهمت الحكومة بممارسته ضد المتظاهرين.

واتهمت حكومة البحرين المحتجين “بالولاء لإيران وخدمة مصالحها، وزرع الفتنة الطائفية في البلاد”.

أما المعارضون فيقولون إن مطالبهم تتمحور حول “إرساء الديمقراطية وتوسيع حقوقهم، ورفع المظالم عنهم”.

القبضة الحديدية

بعد تراجع عنفوان انتفاضة عام 2011 ، قال أحد معارضي الحكومة، والذي رفض الكشف عن هويته، حينئذ: “انتصرت الشرطة بقبضتها الحديدية، الكثيرون في السجون، سواء متظاهرين أو مدونين”.

وأضاف: “استطاعت الشرطة إخماد الاحتجاجات، وعزل المناطق الشيعية في غضون ثلاثين دقيقة، لا يوجد حوار حول الديمقراطية، ولا مشهد إيجابي في الأفق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى