النظام البحريني طرف مهمش في المصالحة الخليجية بعد 6 أشهر من إعلانها
يبدو للمراقبين بأن البحرين رجعت من اتفاق المصالحة الخليجية بخفي حنين خالية الوفاض بلا أية مكاسب سياسية.
إذ تركت وحدها مهمشة تصارع دبلوماسيا من أجل عقد لقاء ثنائي مع قطر على غرار السعودية والإمارات ومصر شريكتها في الحصار الرباعي ضد الدوحة.
فنظام المنامة يشعر بغيظ شديد بعد أن أجرت قطر حوارات ثنائية منفصلة مع الرياض والقاهرة وأبو ظبي، انتهت إلى تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية والتجارية منذ قمة العلا المنعقدة في يناير الماضي.
والتي قاطعها ملك البحرين حمد بن عيسى بعد التنسيق المسبق مع ولي عهد أبو ظبي.
وتلوذ دولة قطر بصمت مطبق إزاء دعوات الاستجداء المتكررة للبحرين لعقد لقاءات ثنائية لبحث الملفات العالقة.
إذ لم يصدر حتى الآن أي تعقيب رسمي من وزارة الخارجية القطرية على تصريحات جديدة أطلقها وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، الثلاثاء، حول دعوات قدمتها المنامة للدوحة لإرسال وفود للتباحث.
وكرر وزير خارجية البحرين شكوى بلاده من التجاهل القطري المستمر لها من عقد لقاءات ثنائية رغم مرور نحو 6 أشهر على إبرام اتفاق المصالحة الخليجية.
وأعلن الزياني أن بلاده وجهت دعوتين رسميتين إلى قطر، بهدف إجراء مباحثات ثنائية، “لتسوية الموضوعات والمسائل العالقة بين الجانبين تنفيذا لما نص عليه بيان قمة العلا”.
وفي غمرة الحصار والمقاطعة الرباعية، صرح سلفه وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أن الدول الأربع المقاطعة ليست في حاجة إلى قطر.
وأضاف أن تلك الدول لم ولن تتضرر من تلك الخطوة، وأن الدوحة هي المتضرر الوحيد.
كانت البحرين قد أعلنت في فبراير شباط أنها أرسلت دعوة أولى في يناير كانون الثاني إلى قطر بغية إجراء محادثات، لكن لم تتلق ردا.
ولاحقا وضمن سياسات التودد إلى قطر، قال متحدث باسم الحكومة البحرينية إن المملكة مستعدة للعمل مع قطر من أجل السيطرة على مجالها الجوي.
وكانت البحرين، التي تقول إنها تدير المجال الجوي بموجب اتفاق مع قطر، قد قطعت هي وثلاث دول عربية أخرى العلاقات السياسة والتجارية وروابط النقل مع الدوحة في 2017.
وعلى الرغم من اتفاق هذه الدول جميعا في يناير على تطبيع العلاقات ومعاودة السعودية ومصر والإمارات العلاقات مع قطر بالفعل بدرجات متفاوتة.
فلم يحدث تقدم واضح مع البحرين في هذا الصدد.
وسخر قيادي في جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن من تصريحات الوزير البحريني الأخيرة.
وقال القيادي محمد علي الحوثي في تغريدة على تويتر إن عدم رد قطر على دعوات البحرين، “تأديب وإشعار بعدم أهمية البحرين ومآرب أخرى”.
ولم يضف القيادي في الجماعة تفاصيل عما يقصده.
لكن مراقبين فسروا لهجته الساخرة حول مضامين حديث الزياني، بأنه أراد أن يقدم تلميحات على أدوار خفية تلعبها المنامة في المنطقة وكالة عن قوى أخرى تتحرك في اليمن.
وخلال قمة عُقدت في العلا بالسعودية في يناير كانون الثاني، اتفقت السعودية والإمارات والبحرين ومصر على إعادة العلاقات الدبلوماسية وروابط التجارة والسفر مع الدوحة.
بعد أن قطعتها الدول الأربع عام 2017 بسبب اتهامات لقطر بدعم الإرهاب، وهي تهمة تنفيها الدوحة.
وتحركت الرياض والقاهرة لإعادة بناء العلاقات مع الدوحة بخطى أسرع من الإمارات في محادثات ثنائية منذ الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة.
وباستثناء البحرين، أعادت دول المقاطعة روابط التجارة والسفر مع الدوحة.
وقال الكاتب والإعلامي القطري صالح الغريب إنه منذ قمة العلا، التي بموجبها تم التصالح بين الدول الأربعة مع دولة قطر، لم تقم المنامة بأي خطوة إيجابية تجاه الدوحة.
وأضاف الغريب في تصريحات أن البحرين لم تسمح للمواطن القطري بدخول أراضيها بل فرضت تأشيرة دخول على القطريين فضلا عن افتعالها أمورا مثل قضية الصيد ومطالباتها بدخول القوارب البحرينية المياه القطرية وهي أمور سيادية.
وأشار إلى أن البحرين ظلت تؤجج هذ الأمر وخلال رمضان الماضي قدم التليفزيون البحريني برنامجا مسيئا لدولة قطر.
ويرى الغريب أن الخاسر الأكبر من استمرار الخلاف هي البحرين وعليها أن تقوم بمثل ما قامت به الدول الأخرى ومن ثم تحديد مكان لعقد اجتماع لحل كل المشاكل العالقة.
وتابع أن “البحرين لم تفعل شيئا سوى التصريح بأنها تطلب من قطر إرسال وفود لمناقشة عودة العلاقات”.