Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار

تقييد الإعلام الجديد.. البحرين تفشل فيما نجحت فيه دول مجاورة

أبرزت رابطة الصحافة البحرينية، فشل البحرين فيما نجحت فيه دول مجاورة بشأن التعامل مع وسائل الإعلام الجديد وذلك بسبب قيود النظام الخليفي وحكمه القمعي.

وبحسب الرابطة فإنه مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي انطلقت في منتصف الألفية الجديدة، برز إلى السطح مفهوم جديد حول وسائل الإعلام التي صاحبت هذه الثورة، والتي سميت بـ “الإعلام الجديد” في إشارة إلى تخليها عن استخدام القنوات التقليدية.

وذلك مثل التلفزيون والراديو والصحف المطبوعة لترويج الأفكار والمساهمة في النقاش العام، وتعويلها على الانترنت بشكل رئيسي في نشر المحتوى.

ومع ثورات الربيع العربي تحديداً في العام 2011، صار لوسائل الإعلام الجديد قيمة بالغة الأهمية في الوطن العربي، وصار ينظر إليها على أنها السلاح الأبرز في التأثير على الناس والوصول إليهم.

خصوصاً مع انحسار الهواتف المحمولة الكلاسيكية، واعتماد الغالبية الساحقة من الناس على الهواتف الذكية المحمولة التي باتت البوابة الأهم لهذه التطبيقات في الوصول إلى المستخدمين.

ويلاحظ أن دول الخليج هي من أكثر دول العالم استخداماً للإنترنت، واقتناء الهواتف الذكية، والأكثر استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي على مستوى متوسط عدد المستخدمين مقارنة بتعداد السكان.

وقد برزت إلى السطح قنوات عبر منصات مثل يوتيوب تقدم محتوى منافس، وفي بعض الأحيان أقوى مما يتم تقديمه في وسائل الإعلام التقليدية، يمتاز بجرأته وإيجازه وبساطته في التخاطب أيضاً.

في العام 2010 كان الخليجيون على موعد مع شركة “يوتيرن” السعودية، التي بدأت بتقديم برامج عبر يوتيوب حصراً، والتي لاقت رواجاً ونجاحاً باهراً لم يتوقعه أحد.

وأصبح معظم السعوديين والعديد من المهتمين في دول الخليج ينتظرون بفارغ الصبر حلقات “ايش اللي”، “على الطاير” و”فلّمها”، وبات كل من بدر صالح، عمر حسين ولؤي الشريف وجوه مألوفة لدى معظم الخليجيين.

وعلى مدى سنوات، اتسع دور شركة يوتيرن وكثر محتواها، وأصبحت تقدم أكثر من 20 برنامج عبر يوتيوب، من ضمنهم البرنامج الكوميدي الساخر “سوار شعيب” الذي يقدمه الشاب الكويتي شعيب راشد.

تحول يوتيوب خلال السنوات العشر الماضية إلى تلفزيون مجاني للعالم بأسره، وكثرت فيه القنوات التعليمية والترفيهية، وتلك التي تتعاطى الشأن العام والسياسي، وتعرف الناس من خلاله على عشرات الشخصيات المؤثرة التي باتت تقدم برامج دورية.

خليجياً، تتصدر كل من السعودية والكويت المشهد، خصوصاً ما يتعلق بالشأن العام والسياسي وسط تأخر دول الخليج الأخرى في تقديم محتوى مماثل إلا في حالات معدودة متعلقة بمجال الترفيه حصراً.

في السنوات الخمس الماضية وتحديداً منذ العام 2016، شهدت التدوينات الصوتية عبر التطبيقات المختلفة (أبل بودكاست، ساوند كلاود وسبوتيفاي) رواجاً واسعاً في دول الخليج، وزاد من أهمية التدوينات الصوتية تطبيق كلب هاوس وخاصية سبيس في تويتر.

فيما رافق هذا الرواج صعوداً لبرامج حوارية صوتية سعودية وكويتية بشكل خاص، أبرزها منتجات شركة “ثمانية” السعودية التي باتت تقدم 16 برنامجاً مختلفاً وفي مجالات متعددة، وبودكاست بدون ورق الكويتي الذي يكاد يكون الأول داخل الكويت، مع رواج كبير في الدول الخليجية الأخرى.

رواج التدوينات الصوتية في الخليج يبدو مشابهاً لصعود قنوات اليوتيوب، فالخارطة الخليجية تثبت مرة أخرى أن السعودية والكويت تقدمان محتوى متميز وسط غياب الدول الخليجية الأخرى.

وإن كان لكل دولة خليجية أسبابها، يمكن القول إن تراجع نموذج البحرين لا يتعلق بغياب صناع المحتوى الموهوبين، أو عدم توفر الوسائل والإمكانيات.

لكنه عائد بحسب الرابطة، إلى ثقافة مجتمعية باتت مخنوقة ويائسة من كماشة الملاحقات والاستدعاءات والأحكام القضائية المتعسفة التي باتت ترهب الجميع وتمنع البحرينيين من ملامسة الشأن العام أو التفكير في تقديم محتوى يتناول قضايا البلاد وإن كان هذا التناول من زوايا غير سياسية.

يمكن القول إن البحرين تعيش استقرارًا أمنيًا نسبيًا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة عدم وجود احتقان سياسي، يكبّل المبدعين ويمنعهم من المضي قدماً في تقديم ما هو مفيد ومهم للجمهور.

واكدت الرابطة أن حكومة البحرين مدعوّة لاتخاذ تدابير جدية لإعادة الثقة لدى المواطنين، وطمأنتهم في أنهم لن يكونوا مستهدفين من قبل الأجهزة الأمنية في حال تعبيرهم عن آرائهم ونشرهم لأفكارهم وإن كانت ذا صبغة معارضة تعبر عن آراء لا توافق عليها الحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى