الإعلام العبري: البحرين تتحول إلى “ميناء” لسلاح البحرية الإسرائيلي
اعتبرت وسائل إعلام عبرية أن البحرين تحولت إلى “ميناء” لسلاح البحرية الإسرائيلي بموجب ما تم توقيعه من اتفاقيات أمنية خطيرة بين تل أبيب والنظام الحاكم في المنامة.
ووصفت الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية الاتفاقية العسكرية التي وقعها وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس مع النظام البحريني بأنها “تاريخية”، سواء لكونه أول شخص بموقعه يزور “علانية” واحدة من دول الخليج العربي، أو بالنظر إلى تفاصيل هذه الاتفاقية العسكرية التي ما زالت طي الكتمان.
وتزامت زيارة غانتس إلى المنامة، وتوقيعه لتلك الاتفاقية، الثانية من نوعها مع دولة عربية بعد المغرب، مع حديث رئيس الحكومة نفتالي بينيت قبل بضعة أيام عن الحاجة للتصدي لإيران، حتى أتت زيارة غانتس بشكل مفاجئ للبحرين، التي تضم مقر الأسطول الأمريكي الخامس، ما يضع علامات استفهام عديدة بين تزامن هذين الحدثين.
وقال عامي روهكس دومبا الخبير العسكري في موقع مجلة “يسرتئيل ديفينس” للعلوم العسكرية، إن “هبوط غانتس في مطار المنامة عاصمة البحرين في أول زيارة رسمية لوزير حرب إسرائيلي، وبصحبته في الوفد العسكري قائد سلاح البحرية ديفيد ساعر سلامي، ورئيس شعبة الأمن السياسي زوهار فيلتي، وسكرتيره العسكري ياكي دولف، وقد التقى مع نظيره البحريني وعدد من مساعديه العسكريين”.
وأضاف أن “إسرائيل تدرك جيدا ان البحرين توجد فيها مقر القيادة الخامسة للبحرية الأمريكية التي تجري معها مناورات مشتركة دائما، مما يزيد من احتمالية أن يكون هدف الزيارة على مداه البعيد هو نشر قوة بحرية إسرائيلية في الخليج العربي، من خلال العثور فيها على موطئ قدم لميناء تاجد فيه السفن الإسرائيلية، تطبيقا لنظرية ديفيد بن غوريون التي يتبناها الجيش الإسرائيلي اليوم، وتقوم على فرضية “نقل القتال إلى أرض العدو”.
ومن المتوقع أن تكون الخطوة مقابلة لوصول الإيرانيين إلى سوريا، ففي المقابل، تريد إسرائيل الوصول إلى طهران، بدلا من خوض مواجهات متقطعة مع وكلاء إيران في المنطقة، إلى مواجهة مباشرة.
وأفاد بعمل إسرائيل على نقل المعدات، والقوات الخاصة إلى البحرين، بما يسهل عليها جمع المعلومات الاستخبارية عن إيران في الوقت الحقيقي، وحماية السفن المملوكة لإسرائيل، والتصدي للحرس الثوري في المياه الإقليمية، والاستفادة من تجارب البحرية الإيرانية، وأكثر من ذلك.
في الوقت ذاته، فإن الوجود الإسرائيلي على شواطئ البحرين، في حال تم، سيكون تحت مظلة البحرية الأمريكية، بحسب الخبير ذاته، رغم أن ذلك “مخاطرة هناك، وسط شكوك كبيرة بأن تتحمل ذلك البحرين”.
ولكنه قال في المقابل؛ إنه “ربما تصبح البحرين ميناء رئيسا للبحرية الإسرائيلية، وهذه فرصة أكثر احتمالا”.
وختم بالقول: “في هذه الحالة، من المشكوك فيه أن إيران تستطيع مهاجمة قاعدة الأسطول الأمريكي الخامس بسبب الزيارات العرضية للبحرية الإسرائيلية”.
من جهتها قالت صحيفة “تايمز أوف اسرائيل”، إنّ زيارة غانتس إلى البحرين تشير إلى أن التحالف ضد إيران ينمو وبشكلٍ علنيّ.
وذكرت الصحيفة أنّ توقيع مذكرة تفاهم أمنية بين إسرائيل والبحرين يوم الخميس يأتي وسط تهديدات متزايدة من إيران ضد البلدين، ومع تحول الولايات المتحدة لتركيزها بعيدًا عن المنطقة نحو الصراع المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا.
على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال لاعبًا نشطًا في الشرق الأوسط – كما يتضح من عمليتها الناجحة ضد زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو إبراهيم الهاشمي القريشي في شمال سوريا ليلة الأربعاء – إلا أن دول المنطقة تدرك أن واشنطن، في الوقت الحالي، لها مصالحها في أماكن أخرى ويجب أن تعمل معًا أكثر ضد طهران.
وقال غانتس الخميس بعد توقيع مذكرة التفاهم، في إشارة إلى الدول العربية المتحالفة مع الغرب: يجب أن نعزز “المعسكر المعتدل. وهناك شيء من هذا القبيل”.
وأضاف: “تسمح لنا علاقاتنا الرسمية بالدخول والعمل معًا ضد التهديدات المشتركة. نحن في عامنا الأول فقط من اتفاقات إبراهام. ستكون هناك تطورات مهمة في العقد القادم”.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن العلاقات الرسمية مع المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى في المنطقة هي في هذه المرحلة مسألة وقت.
ترى تلك الدول “فوائد” التعاون مع اسرائيل التي يتمتع بها الآن الآخرون الذين لديهم علاقات طبيعية مع إسرائيل مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان ومصر والأردن وفق تعبير الصحيفة.
وكانت رحلة غانتس إشارة واضحة لإيران على هذا التحالف المتنامي ضدها. حيث حلقت طائرة سلاح الجو لوزير الأمن الاسرائيلي عبر الأجواء السعودية من أجل الوصول إلى المنامة. على بعد 200 كيلومتر (120 ميلاً) فقط من الساحل الإيراني.
وقال غانتس في حديث للصحفيين قرب نهاية زيارته: “لقد وقعنا اتفاقية تعاون أمني. وهي علامة فارقة أخرى في العملية الهامة للغاية لاتفاقات أبراهام. والتي كنا نعلن عنها منذ أكثر من عام”.
بحسب “تايمز أوف اسرائيل”، جاءت الرسالة إلى إيران في الوقت الذي بدا فيه أن المحادثات في فيينا بين القوى العالمية وطهران حول البرنامج النووي الإيراني وصلت إلى نوع من الانهيار.
حيث ورد أن الولايات المتحدة قلقة من أن العودة إلى الاتفاق النووي الحالي لعام 2015 لن تقلل بشكل كاف من الوقت الذي تحتاجه إيران إلى تطوير سلاح نووي.
خلال رحلته، بالإضافة إلى توقيع مذكرة التفاهم لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات الدفاعي.، التقى غانتس مع كبار المسؤولين البحرينيين، أبرزهم الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد ورئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة ووزير الدفاع عبد الله بن حسن آل خليفة. النعيمي.
وفق الصحيفة، فإنّه على الرغم من أنها أقل نفوذاً إلى حد ما من دول الخليج الأخرى. إلا أن البحرين تعتبر لاعبًا مهمًا في المنطقة، لا سيما بالنظر إلى موقعها المباشر بين إيران والمملكة العربية السعودية، التي تربطها بها علاقات سياسية وثقافية عميقة.
كما حافظت البحرين على علاقة عميقة مع الجيش الأمريكي، الذي أسس أسطوله البحري الخامس في الدولة على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى انّه من الآن فصاعدا ستكون هناك محادثات وحضور متزايد في مجالات التعاون والصناعات الدفاعية، وسنجد الحلول والمساعدات التي ستكون مناسبة للاحتياجات الأمنية للبحرينيين. وهذا هو بالضبط الهدف من هذه الاتفاقية أنه يمكن الجلوس معًا وإنشاء مجموعات عمل وإيجاد حلول ملموسة. حسبما قال غانتس للصحفيين.