موظفو مكاتب البريد يطالبون سلطات البحرين بإنصافهم
دخل موظفو مكاتب البريد التابعة لوزارة المواصلات والاتصالات في البحرين على خط التذمر والشكوى من تجاهل معاناتهم وعدم إنصافهم من جانب حكومة النظام.
ورصد بحريني ليكس شكاوى للعديد من العاملين في مكاتب البريد حول معاملة المسئولين السيئة لهم، مثل ممارسة ضغوط العمل التي تسبب للموظفين الإرهاق.
ونبهوا إلى أن أكثر موظفي الدولة معاناة هم موظفو البريد، فكمية العمل غير محددة، والموظف الواحد يقوم بعمل ثلاثة موظفين من دون تعويض.
ومؤخراً، أصدر أحمد بن زايد الزايد رئيس جهاز الخدمة المدنية توجيهات الخدمة المدنية رقم (9) لسنة 2021م والتي جاء فيها بأنه اعتباراً من يوم الجمعة الموافق 23 يوليو 2021م وحتى إشعار آخر سيتم تطبيق سياسة العمل من المنزل بكافة الجهات الحكومية.
وذلك بنسبة 50% من عدد الموظفين في الجهة الحكومية وفقاً للضوابط والمعايير المعمول بها حالياً.
لكن ومع ذلك، مازال الغموض يكتنف العمل من المنزل، وما زالت بعض القرارات غير واضحة وبعضها يميل للإجحاف، حسبما يقول الكاتب حسن التتان.
وأوضح التتان في مقال تابعه بحريني ليكس أنه “حتى هذه اللحظة، هناك بعض مؤسسات الحكومية لم تعمل بمثل هذا القرار. فمنذ ما يقارب من العام ونص العام، هناك فئة من الموظفين لم يشملهم هذا القرار، فهم يعملون من المنزل، وبعضهم من المنزل، لكنهم لا يعملون أصلاً!”.
ونبه إلى أن “هذا الإرباك في توزيع العمل، سبب ضغطاً هائلاً لأكثر من عام ونص العام على شريحة صغيرة من الموظفين، بينما هناك من يعملون في ذات المؤسسة الرسمية وهم يجلسون في منزلهم، لكنهم وعلى أرض الواقع لا يعمل أي شيء.
بل أن بعضهم يسافرون للسياحة بكل أريحية، ويصوِّرون رحلاتهم عبر (سناب شات) وقت الدوام الرسمي”.
وسلط الضوء على العاملين في مكاتب البريد التابعة لوزارة المواصلات والاتصالات، لافتا إلى أنه “وبسبب الضغط على الموظفين، حاول بعض المسؤولين في البريد الاتصال ببعض الموظفات لتغطية النقص الشديد، ولكن يأتي الرد منهن بأن لا يوجد قرار يلزمنا بالحضور الفعلي، وعليه لن نداوم!”.
وبين أن “هذا الرفض، دفع إدارات البريد بتقليص فترات الدوام إلى الفترات الصباحية فقط، مما شكل تكدس المراجعين بشكل كبير، لأن الموظفات رفضن الدوام من المكاتب”.
علماً، بأن لا يوجد أي عمل لموظفي البريد من المنزل إطلاقاً، لأن كل المعاملات تستوجب حضور الموظف الشخصي، وفق الكاتب التتان.
وشدد على أن أكثر الموظفين الذين تضرروا من هذا الأمر المجحف، هم من العاملين في مكاتب البريد، وتحديداً: بريد مدينة حمد، وبريد سند، وبريد الحد، وبريد مدينة عيسى.
ونقل عن الموظفين مناشدتهم رئيس جهاز الخدمة المدنية بإنصافهم أسوة بالبقية، وأن لا تكون «الأمومة» وحدها هي مسطرة العمل من المنزل في ظل «الإشارة الخضراء» لكوفيد 19، فالموظفين هم من الآباء كذلك، ولديهم مسؤوليات عائلية أيضاً، كما قال.
وللبريد في البحرين تاريخ طويل، فكان له فضل ريادي في تطوير حركة المواصلات في المملكة منذ أواخر القرن التاسع عشر (العام 1884)، إذ استطاع حيازة السبق بين الكثير من دول المنطقة.
وعلى رغم التقلبات التي رافقت البريد وخصوصاً مع انتشار الانترنت والهواتف التي أغنت عن الرسائل، فإن للبريد وجه مشرق لايزال، لكن المفاجأة هي شكوى موظفي هذه الإدارة العريقة من تمييز في الامتيازات والعلاوات في ظل غياب للعمل النقابي الرسمي الذي ينافح عن عمال البريد من مدة.