Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مؤامرات وتحالفات

حقائق: القواعد الأمريكية في البحرين منصة لنقل الأسلحة إلى إسرائيل

دور لوجستي للمنامة في حرب غزة يثير التساؤلات

في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، تتكشف أبعاد جديدة للتورط الدولي، خاصة من جانب الولايات المتحدة، التي تقدم دعمًا عسكريًا غير مشروط لإسرائيل في وقت يسخر النظام الخليفي البحرين منصة لعمليات النقل المكثفة.

وتشير تقارير متعددة إلى أن واشنطن تستخدم قواعدها العسكرية في البحرين، لا سيما قاعدة الجفير وقاعدة عيسى الجوية، كنقاط انطلاق لوجستية لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، والتي تُستخدم في العمليات الجارية ضد الفلسطينيين في غزة.

القواعد الأمريكية في البحرين: بنية تحتية استراتيجية

تُعد البحرين حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي، وتستضيف منذ عقود عددًا من القواعد العسكرية الأمريكية، أبرزها قاعدة الدعم البحري في الجفير، التي تُعتبر مقرًا للأسطول الخامس الأمريكي.

وتلعب هذه القاعدة دورًا محوريًا في تأمين العمليات البحرية واللوجستية الأمريكية في الخليج العربي، والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندي.

إلى جانب ذلك، تُستخدم قاعدة عيسى الجوية من قبل القوات الجوية الأمريكية في مهام الدعم والنقل الجوي، وقد شاركت بفعالية في عمليات الإمداد خلال حروب العراق وأفغانستان.

هذه البنية التحتية تمنح الولايات المتحدة قدرة عالية على المناورة ونقل العتاد العسكري إلى حلفائها، بما في ذلك إسرائيل، عبر طرق جوية وبحرية محمية.

دعم عسكري أمريكي مباشر لإسرائيل

في نوفمبر 2024، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مقترحات قدمها بعض أعضائه لوقف صفقات سلاح متجهة إلى إسرائيل، شملت قذائف دبابات M830A1، وقذائف هاون، ومجموعات توجيه ذكية للقنابل.

جاءت هذه الصفقات في خضم الحرب على غزة، على الرغم من الانتقادات المتزايدة التي تطال إسرائيل بسبب حجم الدمار الهائل، وسقوط عشرات آلاف الضحايا، وغالبيتهم من المدنيين.

يُعتقد أن بعض هذه الشحنات تم نقلها عبر القواعد الأمريكية في الخليج، خاصة في البحرين التي تُوفر للولايات المتحدة منفذًا آمنًا وقريبًا من مسرح العمليات.

وتشير التقديرات إلى أن هذه القواعد تُستخدم لتخزين مؤقت وإعادة توجيه الشحنات، سواء عبر الجو أو عبر السفن العسكرية.

البحرين كمحطة لوجستية: تقاطع التحالفات

من الناحية الرسمية، لا توجد تصريحات بحرينية تؤكد أو تنفي استخدام أراضي المملكة في دعم إسرائيل عسكريًا، لكن موقع البحرين الاستراتيجي، واحتضانها الدائم للوجود العسكري الأمريكي، يضعها في دائرة الاتهام كشريك ضمني في تسهيل العمليات اللوجستية.

وتُشير خبرات سابقة إلى أن البحرين لعبت أدوارًا مماثلة في حروب سابقة خاضتها الولايات المتحدة، ما يعزز من احتمالية استخدامها اليوم لدعم الحملة العسكرية الإسرائيلية.

هذا الدور يضع البحرين في موقف حساس، خاصة في ظل ما تشهده غزة من جرائم إبادة جماعية وتدمير واسع للبنية التحتية. منظمات حقوقية دولية تساءلت مرارًا عن مسؤولية الدول التي تُسهم في إمداد إسرائيل بالسلاح، سواء بشكل مباشر أو عبر تسهيلات لوجستية، عن النتائج الكارثية التي تقع على الأرض.

العلاقات البحرينية الإسرائيلية: تطبيع يتجاوز السياسة

منذ توقيع “اتفاقيات أبراهام” في سبتمبر 2020، تسارعت خطوات التطبيع بين البحرين وإسرائيل، وشملت التبادل الدبلوماسي، والزيارات رفيعة المستوى، والتعاون في مجالات الأمن والدفاع.

ففي فبراير 2022، وقّع البلدان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني، شملت مجالات مثل تبادل المعلومات الاستخبارية، والتصنيع العسكري، والمشاركة في مناورات بحرية بإشراف الأسطول الخامس الأمريكي.

كما شاركت إسرائيل في تدريبات بحرية متعددة الجنسيات استضافتها البحرين، ما يعكس تقاربًا استراتيجيًا متزايدًا. هذا التقارب، الذي يجري بتنسيق أمريكي واضح، يُفسّر كيف يمكن أن تصبح الأراضي البحرينية جزءًا من البنية اللوجستية التي تدعم العمليات الإسرائيلية، حتى في حالات الحرب.

انتقادات داخلية وخارجية

لا يقتصر القلق من هذا الدور على المنظمات الدولية فقط، بل يمتد أيضًا إلى الداخل البحريني. على الرغم من القيود السياسية والإعلامية المفروضة، ظهرت أصوات شعبية ونخبوية تُعارض التورط غير المباشر في دعم العدوان على غزة.

وتُعتبر القضية الفلسطينية من القضايا المركزية للرأي العام البحريني، كما في باقي الدول العربية، ما يجعل أي شبهة انخراط أو دعم عسكري لإسرائيل محل غضب شعبي مكتوم.

في المقابل، تراهن السلطات البحرينية على توطيد علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل كجزء من استراتيجية تعزيز المكانة الإقليمية والاقتصادية.

إلا أن هذا التوجه يفتح الباب أمام انتقادات أخلاقية وقانونية، تتعلق بالتواطؤ في جرائم حرب، أو على الأقل، تسهيل وقوعها عبر تقديم الأرض والبنية التحتية للقوة الداعمة الرئيسية لإسرائيل.

وبالإجمال يكشف استخدام الولايات المتحدة لقواعدها في البحرين كمنصات لوجستية لنقل السلاح إلى إسرائيل عن تعقيدات خطيرة في شبكة التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط.

فبينما تؤكد واشنطن التزامها بأمن إسرائيل، وتُبرر دعمها العسكري بأنه جزء من التزاماتها الدفاعية، تُطرح تساؤلات جوهرية حول مدى التزامها بالقانون الدولي الإنساني، خاصة عندما تُستخدم هذه الأسلحة في حملات تُوصف بأنها تطهير عرقي بحق سكان غزة.

أما البحرين، فهي تجد نفسها في تقاطع حساس بين تحالفاتها مع واشنطن وتل أبيب من جهة، وبين مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يجري في فلسطين من جهة أخرى. وهو وضع قد يُعمّق من عزلتها الشعبية، ويُضعف شرعية توجهاتها السياسية، في حال استمر تجاهلها لمطالب شعوب المنطقة بوقف التورط في الجرائم الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة + ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى