مصادر استخبارية: سلمان بن حمد يعزز علاقاته في بريطانيا بشبكة مستشارين
مقابل رواتب ضخمة، يعمد ولي العهد في النظام الخليفي الحاكم في البحرين سلمان بن حمد آل خليفة إلى تعزيز علاقاته في بريطانيا بشكة من مستشارين بحسب ما كشفت مصادر استخبارية.
وأورد موقع intelligenceonline الاستخباري الفرنسي، أن سلمان بن حمد آل خليفة، يحافظ على اهتمام البحرين بالمملكة المتحدة من خلال أدوات الاستثمار في لندن، وعبر شبكة من المستشارين ذوي الخبرة في العمل على أعلى مستويات الحكومة البريطانية.
ونقل الموقع عن مصادر أن جيري جريمستون، الذي كان وزير الاستثمارات في المملكة المتحدة من 2020 إلى 2022، كان جزءًا من الوفد البريطاني الذي استقبل سلمان بن حمد آل خليفة في لندن يوم 3 يوليو/تموز الجاري.
وبحسب المصادر انضم جريمستون إلى شركة “إكواليبريام جلوبال” الاستشارية ومقرها لندن في يناير/كانون الثاني، بعد أن تم تفويضها من قبل اللجنة الاستشارية البريطانية لتعيينات الأعمال، والتي توافق على أدوار القطاع الخاص التي يتولاها موظفو القطاع العام السابقون.
وتقدم الشركة، التي يديرها رئيس هيئة الدفاع البريطاني السابق، نيك كارتر، منذ عام 2022، المشورة لسلمان بن حمد بشأن تحديث جهاز الدولة البحريني، الذي يشرف عليه ولي العهد كرئيس لمجلس الخدمة المدنية منذ عام 2008.
وتدعم “إكواليبريام جلوبال” مجلس التنمية الاقتصادية، المنوط بجذب الاستثمار الأجنبي إلى البحرين، تحت إشراف سلمان بن حمد، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن جريمستون انضم إلى قائمة طويلة من موظفي الخدمة المدنية البريطانيين السابقين لتولي أعمال استشارية بين لندن والمنامة، بما في ذلك العديد من السفراء البريطانيين السابقين في المملكة العربية السعودية.
وجريمستون هو الرئيس السابق لبنك باركليز من 2017 إلى 2019، وليس غريباً على عالم الأعمال البريطاني البحريني، وقبل تعيينه وزيرًا، ترأس مشروعا مشتركا تم إنشاؤه في عام 2019 بين شركة Abrdn والذراع الاستثماري للمجموعة المالية “ستاندرد لايف أبردين”، التي ترأسها من 2007 إلى 2018، وشركة “إنفست كورب” التي يقع مقرها في المنامة.
وأشارت المصادر إلى أن “إنفست كورب” هي مجموعة استثمارية تضم العديد من المساهمين الخليجيين، من بينهم صندوق أبو ظبي للثروة السيادية مبادلة، وأن يكون مايكل فالون، وزير الدفاع البريطاني السابق، أحد مستشاريها.
وبرئاسة محمد محفوظ العارضي، الرئيس السابق للقوات الجوية العمانية والرئيس السابق للبنك المركزي العماني، شاركت “إنفست كورب” في مذكرة تفاهم غير ملزمة لاستثمار مليار جنيه استرليني (1.17 مليار يورو) في الاقتصاد البريطاني.
ووقع على اتفاق هذا الاستثمار، في 3 يوليو/تموز الجاري، سلمان بن حمد ووزير الدولة آنذاك في وزارة الأعمال والتجارة البريطانية، دومينيك جونسون.
ويشارك في الاستثمار، إلى جانب “إنفست كورب”، صندوق الثروة السيادية البحريني، بيت التمويل الخليجي، الذي أصدر في عام 2022 صكوكًا بقيمة 900 مليون دولار (سندات متوافقة مع الشريعة الإسلامية) مدرجة عبر “إنفراكورب” في بورصة لندن، و”أصول لإدارة الأصول”.
وبحسب المصادر، فإن ولي عهد البحرين سعى لتأمين الدعم الأمني من جانب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في وقت التقارب بين الرياض وطهران، وأعاد افتتاح مرفق دعم بحري بريطاني في البحرين، هو “الجفير HMS “، عام 2018.
كما لجأ سلمان بن حمد إلى توطيد علاقاته مع مسؤولين بريطانيين سابقين، بينهم رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي، التي أطلقت مكتبها الخاص في عام 2019، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خصصت الحكومة البحرينية أكثر من 16000 جنيه إسترليني (18700 يورو) لسفرها إلى المنامة وإبداء آرائها حول “العبودية الحديثة”.
وفي الشهر نفسه، دفعت البحرين لعضو البرلمان المحافظ، كواسي كوارتنج، ونيكولاس سوامز، وزير الدفاع في عهد رئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور، للسفر إلى البحرين للمشاركة في المنتدى الأمني IISS حوار المنامة 2022.
وسوامز مقرب جدًا من ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، وكلاهما تخرج في نفس العام من الأكاديمية العسكرية الملكية “ساندهيرست”، ودفع له ولي العهد جميع النفقات لحضور سباق جائزة البحرين الكبرى في أوائل مارس/آذار الماضي.
أما وزير الخارجية البحريني، فيضم فريقه الاستشاري وزير خارجية بريطاني سابق آخر، هو فيليب هاموند، الذي كان حاضرًا أيضًا خلال رحلة ولي العهد البحريني إلى لندن.
وهاموند، الذي يتقاضى رسومًا على عملائه من خلال شركته ماتريكس بارتنرز، هو أيضًا مستشارا لمكتب الاستثمار الكويتي (KIO)، ذراع هيئة الاستثمار الكويتية (KIA) في لندن.