بحريني ليكس يرصد أبرز محطات التواصل البحريني الإسرائيلي خلال العقود الثلاثة الماضية
ودشنت إسرائيل والبحرين علاقاتهما الدبلوماسية رسميا في منتصف أيلول سبتمبر الماضي، لتخرج أخيرا إلى العلن بعد نحو 3 عقود من التواصل الخياني من تحت طاولة الإجماع العربي الرافض لأي علاقة مع تل أبيب قبل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وأبرمت البحرين اتفاق التطبيع مع إسرائيل بوساطة الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب في حديقة البيت الأبيض.
لتصبح البحرين رابع دولة عربية في الشرق الأوسط بعد الإمارات ومصر والأردن التي تعترف بإسرائيل منذ تأسيسها في عام 1948.
وبحسب مراقبين فمن غير المرجح أن تكون البحرين أقدمت على خطوة التطبيع دون موافقة من الإمارات والسعودية، الحليفتين اللتان تدخلتا عسكريا لإنقاذ عرش النظام الخليفي عقب ثورة 14 فبراير في 2011م.
توجه منفرد
وتؤكد منظمات المجتمع المدني البحرينية أن شروع الجانب الرسمي البحريني في عملية التطبيع هو توجه منفرد.
ولا يتمتع اتفاق التطبيع بالدعم الشعبي ولا يعبر عن موقف البحرينيين بمختلف فئاتهم الاجتماعية ومكوناتهم السياسية. فهم يرفضون كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفيما يلي يرصد بحريني ليكس بعض المواقف والمحطات التي تشير إلى العلاقات الدافئة بين البحرين وإسرائيل التي يُعتقد أنها بدأت بشكل سري في التسعينيات من القرن الماضي.
– في 1994، قام وفد دبلوماسي صهيوني برئاسة وزير البيئة آنذاك، يوسي ساريد، بزيارة البحرين للمشاركة في مؤتمر حول قضايا البيئة.
– في العام 1996، افتتحت كل من قطر وسلطنة عمان مكاتب تجارية للكيان في عاصمتي البلدين.
– وفي يناير 2000، التقى مسؤول بحريني رفيع في دافوس، الرئيس الصهيوني حينها، شمعون بيريز، وبحث معه كيفية تعزيز التعاون بين الطرفين.
– أما في ديسمبر 2008، حدث لقاء بين مسؤولين بحرينيين ومسؤولين صهاينة سراً في نيويورك.
– في ديسمبر 2016 قام وفد صهيوني، تحت غطاء اليهود الأمريكان، بزيارة البحرين.
ضجة واسعة
وأثارت زيارته ضجة واسعة ورفضا قاطعا في أوساط المجتمع البحريني، خصوصا أثر قيام الوفد بالغناء والرقص في مجلس أحد التجار الذي استضافهم في منزلة.
مما أجبر صاحب المجلس على تقديم الاعتذار للشعب البحريني وتأكيده على رفضه التطبيع مع الكيان.
وكان الوفد يمثل حركة حباد الصهيونية المتطرفة. وقام أيضا بالرقص في باب البحرين لما يعنيه هذا الموقع من رمزية للبحرينيين، والغناء على وقع كلمات “بناء الهيكل على أنقاض الأقصى”.
لكن الشباب البحريني سارع إلى كنس وتطهير المكان الذي رقص فيه الصهاينة.
-في مايو/أيار 2017، حضر وفد من الاتحاد الصهيوني لكرة القدم اجتماع كونغرس الفيفا، الذي استضافته البحرين.
ولم يتمكن مجلس النواب من إصدار بيانا يستنكر هذه الزيارة، لكن الموقف الشعبي كان رافضا لهذه الخطوة التطبيعية.
-في ديسمبر 2017 زار وفد من إحدى الجمعيات المحسوبة على الجانب الرسمي، مدينة القدس المحتلة تحت يافطة زيارة الأماكن المقدسة، وكان بينهم رجال دين.
رفض فلسطيني بحريني
وقد جوبهوا برفض المقدسيين لهذه الخطوة التطبيعية، كما رُفضت الزيارة من قبل الشعب البحريني بمختلف مكوناته المجتمعية.
-في مايو 2018 دافع وزير خارجية البحرين، حينها، عن حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها عبر تدمير “مصادر الخطر”.
وذلك في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، بعد ساعات من إعلان تل أبيب استهداف 50 موقعًا تابعًا للقوات الإيرانية في سوريا.
-وفي مايو 2018 أيضا شارك دراجون بحرينيون في ماراثون أُقيم في الكيان الصهيوني، واعتبرته اللجنة الفلسطينية الأولمبية “سابقة تنطوي على درجة عالية من الخطورة تصل حد الخيانة العظمى لنضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته”.
كما ووجهت باستهجان الشعب البحريني ورفضه.
-في 2018 عقد لقاء بين وزير صهيوني ومسؤول بحريني في تل أبيب.
-في 15 أبريل 2019، استضافت مملكة البحرين النسخة الحادية عشر من مؤتمر ريادة الأعمال العالمي، بحضور 170 دولة ونحو 3000 مشارك من مختلف دول العالم.
وشارك الكيان الصهيوني في المؤتمر بوفد قارب الثلاثين شخصا.
بالون اختبار
وكانت دعوة الكيان بمثابة بالون اختبار لقياس ردة الفعل الشعبية في البحرين على دعوة الكيان ومشاركة أفراد ومؤسسات بحرينية في هذا المؤتمر.
إذ تمكنت مؤسسات المجتمع المدني من إحداث فرق بتحركها المعارض لاستضافة صهاينة في مؤتمر البحرين.
-في نهاية يونيو2019 استضافت البحرين ورشة العمل التي اعتبرت الشق الاقتصادي لصفقة القرن المشبوهة.
وقد حضرها وفد من الكيان الصهيوني رغم الاعتراض الشعبي، وقاطعها الفلسطينيون بكل مكوناتهم، مما أدى إلى فشلها في تحقيق مآربها.
-في أواخر يونيو 2019، قال وزير خارجية البحرين، في تصريحات لصحيفة “تايم أوف إسرائيل” التي حضر مندوبون لها ورشة المنامة: إن “إسرائيل وُجدت لتبقى، ولها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة”.
-ومطلع ديسمبر 2019 قام الحاخام الأكبر السابق للكيان “شلومو عمار” بزيارة إلى البحرين للمشاركة في مؤتمر لرجال الدين حول العالم، بحضور ممثلين عن بعض الدول العربية والأجنبية بينها الولايات المتحدة وروسيا والهند.
-وفي نهاية ديسمبر 2019 شارك وفد من الخارجية الصهيونية في مؤتمر الملاحة في الخليج العربي استكمالات لمؤتمر وارسو.
-أما في مايو/أيار 2020 فتم ايقاف ندوة لجمعية الشباب الديمقراطي مخصصة للحديث عن مخاطر التطبيع على بلدان الخليج العربي، وذلك بأمر من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية المسؤولة عن نشاط الجمعيات الأهلية.
رسالة تحذير
-في نهاية سبتمبر/أيلول 2020 تلقت جمعية مقاومة التطبيع رسالة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تحذرها من تنظيم أي فعالية قبل عقد مؤتمرها وانتخاب جمعية عمومية جديدة، علما أن الجمعية عقدت مؤتمرها وانتخبت مجلس ادارتها.
إلا أن الوزارة لم تعترف بثلاثة من أصل سبعة أعضاء جدد، وذلك على خلفية قرارات العزل التي طالت معارضين سياسيين.
-في منتصف سبتمبر أيلول 2020 وقعت اتفاقية التطبيع الإماراتية الصهيونية كما تم التوقيع على تفاهم مع البحرين لتوقع اتفاقية التطبيع بين تل أبيب والمنامة بعد 35 يوم من حفلة البيت الأبيض.
-وفي أكتوبر 2020، تم التوقيع في المنامة على اتفاقية تطبيع العلاقات بين البحرين والكيان وتم التوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون بين الكيان والبحرين، في ظل رفض شعبي للخطوات الرسمية التي أقدمت عليها الحكومة البحرينية.
-في ديسمبر 2020 وقعت البحرين مع الكيان على اتفاق للتعاون في قطاع السياحة.
-في 2 فبراير شباط 2021 الجاري، اتفق وزير الداخلية البحريني مع وزير الأمن الداخلي الصهيوني أمير أوحانا على التعاون المشترك بين البلدين، ودعا كلا منهما لتبادل الزيارات.
علاقات دافئة وودية
ووصفت قناة إسرائيلية المكالمة التي تمت عبر الاتصال المرئي بأنها “دافئة وودية”. بينما قالت وكالة أنباء البحرين أنه تم الاتفاق على مجالات التعاون “وتبادل الخبرات بين الجانبين الصهيوني والبحريني”.
ويقول الكاتب والصحفي رضي الموسوي، إن البحرين الرسمية تسير ضمن منظومة خليجية يؤثر بعضها على القرار الوطني ويدفع باتجاه التطبيع.
“لكن الغالبية الساحقة من الشعب البحريني تقف إلى جانب الحق الفلسطيني وترفض الصفقات والاتفاقيات المعلنة منها والسرية التي تتم معه”.
وأضاف الموسوي وهو الأمين العام السابق لجمعية وعد البحرينية أن الشعب البحريني يقف إلى الجانب الصحيح من التاريخ.. ويتخذ الموقف الصائب إزاء القضية المركزية للأمة.
وينوه إلى أن محاولات تطبيع العلاقات مع الصهاينة ليست عشوائية إنما هي مدروسة وممنهجة، وتسير وفق برنامج محدد يستهدف الموقف الشعبي الرافض للتطبيع.