تقرير أمريكي: عراقيل تواجه إعادة البحرين لعلاقاتها مع قطر
أكد تقرير أخباري أمريكي أن ما وصفها بعراقيل تواجه إعادة العلاقات الثنائية بين البحرين وقطر، رغم مرور أكثر من 6 أشهر على اتفاق المصالحة الخليجية.
ويقول التقرير الذي أعده موقع قناة الحرة الممولة من الحكومة الأمريكية، إنه باستثناء البحرين، أعادت السعودية ومصر والإمارات روابط التجارة والسفر مع قطر.
بعد قمة العلا التي اتفقت فيها هذه البلدان على المصالحة مع الدوحة بعد مقاطعة استمرت أربع سنوات تقريبا.
والأحد الماضي، كرر وزير الخارجية البحريني عبد الطيف الزياني قوله إن المملكة وجهت دعوتين رسميتين إلى قطر لإرسال وفد من أجل إجراء محادثات ثنائية في البحرين “لتسوية الموضوعات والمسائل العالقة بين الجانبين، تنفيذا لما نص عليه بيان قمة “العلا”.
إلا أن قطر لم تستجب لتلك الدعوات سواء بالسلب أو الإيجاب.
وكانت البحرين أعلنت، في فبراير، أنها أرسلت دعوة أولى في يناير إلى قطر بغية إجراء محادثات، لكن لم تتلق ردا.
وبعد القمة التي عُقدت في العلا بالسعودية في الخامس من يناير الماضي، اجتمع الدبلوماسيون القطريون في دولة محايدة، وهي الكويت، باعتبارها صاحبة الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة في المصالحة الخليجية، مع نظرائهم من الإمارات في 22 فبراير، ثم مع دبلوماسيين من مصر في 23 من الشهر نفسه.
بينما لم يبد البحرينيون رغبتهم في الاجتماع مع دبلوماسيين قطريين، وفق ما قال الأكاديمي القطري، علي الهيل.
وخلال لقاء الزياني مع عدد من كتاب الأعمدة والرأي، قالت وزارة الخارجية البحرينية إنه أشار “إلى أن مملكة البحرين وجهت دعوتين إلى قطر لإرسال فريق إلى مملكة البحرين، إلا أنها لم تستجب”.
ويقول الهيل إن الدعوتين البحرينيتين “لم تكونا لائقتين”.
وأضاف “لم أسمع عن مثل هذا العرف السياسي من قبل، أن تقول وزارة الخارجية البحرينية لقطر أرسلي لنا وفدا قطريا لكي نتفاوض معه حول النقاط العالقة. هذا أمر مضحك جدا”.
كانت الدول الأربع قد اتهمت قطر بدعم الإرهاب. ونفت الدوحة الاتهامات وقالت إن المقاطعة هدفها تقويض سيادتها.
“قضايا عالقة”
وبعد أيام من قمة العلا، قالت وزارة الخارجية البحرينية إن خفر السواحل القطري احتجز بطل كمال الأجسام البحريني سامي الحداد أثناء رحلة صيد، فيما أخلت سبيله بعد أيام.
ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها، ففي ديسمبر الماضي، قالت وزارة الداخلية القطرية إن قوات خفر السواحل أوقفت سفينة بحرينية كانت تصطاد الأسماك في المياه الإقليمية القطرية، وألقت القبض على ثلاثة أشخاص.
كما سبق وأن اتهمت وزارة الداخلية البحرينية سفن خفر السواحل القطرية “بانتهاك” الاتفاقيات الإقليمية والدولية بعدما أوقفت زورقين بحرينيين داخل المياه القطرية.
وفي المقابل يصف الهيل ذلك بـ”مزاعم إعلامية بحرينية لا أساس لها من الصحة، ولا سند يدعمها”، وأن إجراءات الدوحة “تتناسب مع الاتفاقيات الدولية”.
وقال: “هؤلاء الصيادون البحرينيون يقتادون قوارب ومراكب صيد مزودة بأجهزة رصد وشاشات عرض لمراقبة المياه الإقليمية القطرية من المياه الإقليمية البحرينية، ومع ذلك دخلوا إلى المياه القطرية”.
وتحركت الرياض والقاهرة لإعادة بناء العلاقات مع الدوحة بخطى أسرع من الإمارات في محادثات ثنائية منذ الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة.
لكن خطى البحرين مع قطر تباطأت كثيرا إلى درجة عدم عقد الدولتين أي اجتماعات ثنائية من بعد الاتفاق.
لا يزال الجدل يدور حول ما تصفه البحرين بأحقيتها في مدينة الزبارة التي تقع شمال دولة قطر، حيث رفضت محكمة العدل الدولية عام 2001 مطالبة البحرين بها.
لكنها حينذاك قضت بأحقية البحرين في جزر حوار.
ويقول الهيل إن استمرار الجدل بشأن الزبارة هو “من صنع الإعلام البحريني الذي يواصل الاختلاق التاريخي عن هذه المدينة، رغم أن محكمة العدل الدولية بتت في هذا الأمر”.
وخلال المقاطعة الدبلوماسية لقطر، سعت الإمارة الغنية بالغاز إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في مختلف قطاعات اقتصادها.
وقد أغلقت الدول الأربع وهي البحرين والسعودية والامارات ومصر أجواءها أمام الطائرات القطرية ومنعتها من الهبوط في مطاراتها، مما دفعها إلى إيجاد مسارات جديدة خصوصا عبر إيران.
مصير المصالحة
ويقول الهيل: “قطر ترى أن البحرين ليست مؤهلة سياسيا ودبلوماسيا للدخول معها في حوار، أو فيما تسميه المنامة النقاط العالقة. لم تعد ثمة نقاط عالقة؛ فهذه النقاط عفا عليها الدهر، ولم تعد ذات جدوى سياسية أو شعبية”.
ويضيف: “رغم أن المصالحة هشة لكن على الأقل مصر والسعودية فتحتا سفارتيهما وأعادت سفيريهما إلى الدوحة، إذا لماذا لا تقتدي البحرين بذلك؟”.
ويتابع “إذا كانت البحرين تريد لقاء جادا ونقاشا حقيقيا يعكس ما وقعه ولي عهدها سلمان بن حمد آل خليفة في قمة العلا، فعليها التجاوب مع قطر للاجتماع على الأقل في دولة محايدة، وأن تصيغ الدعوة بصيغة أخرى مختلفة عن الدعوتين السابقتين”.