سفير النظام البحريني في واشنطن: نتعلم من إسرائيل ونشاركها التحديات
تباهي سفير النظام البحريني لدى الولايات المتحدة الأمريكية عبدالله بن راشد آل خليفة، بوصول علاقات التطبيع مع إسرائيل إلى مراحل متقدمة، عقب اتفاق التطبيع الموقع في أيلول سبتمبر 2020.
جاء ذلك في أثناء مشاركة السفير البحريني في منتدى نظمه معهد السياسة في جامعة هارفارد بشأن إعلان اتفاق التطبيع حت عنوان ” الاتفاقية الإبراهيمية: طريقًا إلى السلام والازدهار الاقتصادي”.
وأشار السفير إلى ما أسماها “رؤية” ملك البحرين حمد بن عيسى “التي كان لها الدور الأساسي في الخطوة التاريخية المهمة والشجاعة للتوقيع على إعلان مبادئ إبراهيم مع دولة إسرائيل”، وفق تعبيره.
تحديات مشتركة
وأضاف أن “العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل تشهد تعاونًا في مختلف المجالات الاقتصادية والبيئية والتقنية”.
“وقد أدت أيضًا إلى تطور اجتماعي إقليمي مهم”، وفق تعبيره.
وأضاف: “عندما نتحدث عن الاتفاقية الإبراهيمية، نتحدث عن الأمل والإيجابية وإطلاق العنان للفرص، نتشارك الكثير من التحديات المشتركة وبإمكاننا التعلم من بعضنا البعض”.
وزعم أن ما وصفها بـ”الخطوة التاريخية” التي اتخذتها البحرين تجاه إسرائيل “إنما تقرب المنطقة إلى تحقيق السلام العادل والشامل”.
وشهدت الشهور الأخيرة تقاربا بين إسرائيل والبحرين وغيرها من الدول الحليفة للولايات المتحدة خصوصا تلك التي تتشارك العداء مع إيران.
قلبا وقالبا
وفي فبراير، أكد وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، أن بلاده مع إسرائيل قلبا وقالبا وتبارك أي خطوات تفعلها في مواجهة ما أسماها التهديدات الإيرانية المشتركة.
جاء ذلك أثناء مشاركته في مؤتمر لـ”معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” بمشاركة وزيري خارجية الإمارات أنور قرقاش وإسرائيل غابي أشكنازي.
وقال الوزير البحريني: “أرى العديد من الفوائد في أن تقدم بلداننا للإدارة الجديدة في الولايات المتحدة صوت واحد في القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
“لا سيما إيران وبرنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي وتأثيره على المنطقة. سيكون للموقف الإقليمي المشترك تأثير أكبر”.
وأضاف: “يجب أن نتأكد من أن أي اتفاق نووي جديد (بين الولايات المتحدة وإيران) سيؤخر حصول إيران على القدرات النووية”.
علاقات تتعزز
ومؤخرا، قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس إنه ينوي إقامة “ترتيب أمني خاص” مع دول الخليج العربية التي لها علاقات مع إسرائيل وتشاركها المخاوف بشأن إيران.
بينما أكد أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “العلاقات الإسرائيلية البحرينية تتقدم وتتعزز وتخدم الشعبين”.
جاء ذلك في أعقاب إصدار ملك البحرين مرسومين بإنشاء بعثة دبلوماسية للبحرين في إسرائيل وتعيين أول سفير لها بتل أبيب.
استثمارات خاصة
كشفت وثائق رسمية استغلال ولي العهد البحريني سلمان بن حمد علاقات التطبيع مع إسرائيل لتعزيز استثماراته الاقتصادية.
وأظهرت الوثائق التي اطلع عليها بحريني ليكس، أن ولي العهد يعزز قبضته على اقتصاد البحرين وكبرى الشركات فيها عبر اتفاقيات مع شركات إسرائيلية.
وبحسب الوثائق فإن سلمان بن حمد يطوع شركات تابعة لها أو على ارتباط غير مباشر لمنحها أولوية الاتفاقيات الاقتصادية مع إسرائيل.
ويشمل ذلك استيراد منتجات مستوطنات إسرائيل إلى البحرين على الرغم من الحظر الدولي المفروض عليها.
وبهذا الصدد اجتمع وفد إسرائيلي مع الرئيس التنفيذيّ لشركة ممتلكات البحرين القابضة خالد الرميحي، التّابعة لولي عهد البحرين رئيس الوزراء.
وترأس الوفد الإسرائيلي رئيس المجلس الاقتصادي في إسرائيل والمستشار الاقتصاديّ لرئيس الوزراء “أفي سمحون”، ونائب مدير مكتب رئيس وزراء الكيان للشؤون الداخليّة والتنمويّة ليؤور فاربير.
تعاون مشترك
وتمّ مناقشة الفرص الاستثماريّة والتعاون المشترك مع الجانب البحرينيّ بحسب “صحيفة الوطن” التابعة للديوان الملكيّ.
وجرى خلال الاجتماع بحث عددا من القطاعات الاقتصاديّة، بهدف توفير فرص استثماريّة مشتركة، ولتطوير التعاون الاستثماريّ بين الطرفين – بحسب الصّحيفة.
وكان وزير الصناعة والتّجارة والسّياحة في البحرين زايد الزياني رحّب بالعلاقات الاقتصاديّة مع إسرائيل خلال زيارته لها نهاية العام الماضي.
وأكد الزياني أهميّة بحث الفرص الاقتصاديّة، بعد توقيعه عددًا من مذكّرات التفاهم مع وزير الاقتصاد والصّناعة الإسرائيلي عمير بيرتس.
تمسك بالثوابت
وفي المقابل، يواصل البحرينيون التنديد بخطوات التقارب للنظام البحريني نحو إسرائيل.
وأكدوا أن تلك التوجهات الجديدة تأتي على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني الشقيق ولا تُمثل شعب البحرين مطلقًا.
كما جددت الجمعية البحرينيّة لمقاومة التطبيع التأكيد على تمسكها بالثوابت الإنسانية والدينية باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة.
وأكدت الجمعية البحرينية في بيان صحفي، أن مواجهة الاحتلال واجب على الجميع القيام به.
“من أجل تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وإقامة الدولة الديمقراطية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
وهاجمت الجمعية النظام البحريني لهرولته نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وعدت أن ذلك يمس بالأمن القومي العربي ويلحق ضررًا بالغًا للشعب الفلسطيني الذي يواجه قوات الاحتلال بصدورٍ عارية.
وفي سبتمبر/أيلول 2020، وقّعت البحرين والإمارات اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب.
وأثار الاتفاق غضبا واسعا في البحرين. كما رفضه الفلسطينيون الذين أكدوا أنه خيانة من البحرين لمدينة القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية.