مؤشر خطير على أوضاع السجناء.. وفاة شرطي يعمل في سجن جو بـ”كورونا”
كشفت مصادر حقوقية بحرينية عن وفاة شرطي جراء إصابته بفيروس كورونا، حيث يعمل في سجن جو المركزي، الذي يعج بآلاف المعتقلين السياسيين.
وأفاد الحقوقي البحريني سيد أحمد الوداعي أن الشرطي يدعى ياسر ومن أصل بلوشي.
وذكر في تغريدة على تويتر، أن الوفاة حدثت قبل أسبوع بينما تكتمت وزارة الداخلية على الخبر ولم تقدم تعزية علنية لأسرته.
أوضاع قاتمة
وتعكس حادثة الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا خطورة أوضاع السجناء السياسيين والخطر الذي يتهددهم بسجون البحرين، خصوصا سجن جو.
وشهدت سجون البحرين في 23 مارس الماضي، أول إصابة لمعتقل رأي بفيروس كورونا، وسط حالة اكتظاظ شديدة تشهدها السجون.
وبلغ عدد حالات معتقلي الرأي المصابين بالفيروس نحو (80 سجينا سياسيا) حالة حتّى اليوم، أغلبهم في سجن جو المركزي.
بينما اكتفت وزارة الداخلية البحرينية بالإعلان عن إصابة 3 سجناء فقط بالوباء القاتل.
وجرى تشييد سجن جو بطاقة استيعابية تبلغ 1201 سجين، غير أن سلطات البحرين تكدس بداخله نحو 2700 نزيل.
مناشدات مؤثرة
وقد اندلعت احتجاجات حاشدة في الشوارع طالب خلالها أهالي المعتقلين السياسيين بالإفراج عن ذويهم في ظل الخطر الذي بات يتهددهم بشكل حقيقي.
ووجهت أمهات سجناء رأي في البحرين مناشدات مؤثرة من أجل الاطمئنان عليهم في ظل التفشي الخطير للجائحة داخل السجون وما يتعرضون له من قمع وتعذيب ممنهج.
وأطلقت أمهات السجناء مناشدات ونداء إنسانيا لإنقاذ أبنائهن من خطر جائحة كورونا في ظل حرمانهم من زيارتهم أو الاتصال بهم.
وطالبن بالكشف عن مصير أبنائهن المغيبين قسرا ممن انقطعت أخبارهم منذ يوم السبت الدامي 17 أبريل بعد أن شنت قوات النظام هجوما على المعتقلين في مبنى 13 بسجن جو وأخفت 30 منهم لايزال مصيرهم مجهولا.
لا مبالاة
بالتزامن مع ذلك، انتقدت منظمة العفو الدولية تعامل سلطات البحرين مع الحالة الصحية في السجون.
وقال الباحث بمنظمة العفو الدوليّة، ديفين كيني، إنّ المنظّمة علمت منذ سبتمبر أيلول 2020، أنّ إدارة سجن جوّ المركزيّ لم توزّع أيّ كمامات أو معقّمات لليدين على السّجناء.
وأضاف كيني أنها لم توزّع أيضا أيّ حزم لإجراء فحوصات للتحقّق من الإصابة بالفيروس أو عدمه.
كما لم تحرص على التباعد الاجتماعيّ بين السّجناء.
وشدّد على أنّ المعايير الدنيا لحماية السّجناء التي يجب اتباعها في توزيع الكمامات والمعقّمات، لم تتّبعها السّلطات البحرينيّة أو الإدارة المسؤولة في سجن جوّ.
كذلك اتهم علماء البحرين سلطات النظام الحاكم باستغلال وباء كورونا كغطاءٍ لقمع الأهالي المطالبين بإنقاذ أبنائهم المعتقلين على خلفيات سياسية.
حيث اعتقلت قوات النظام عائلات العديد من السجناء السياسيين البارزين، بعد مشاركتهم في مسيرات تضامن مع أحبائهم المسجونين.