سلطات البحرين تتقاعس عن توفير رعاية طبية كافية وآنية لسجناء الرأي
يثير استمرار انتشار الإهمال الطبي في مرافق الاعتقال البحرينية قلقا بين سجناء الرأي وذويهم والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
فسلطات البحرين القمعية لا تزال تستخدم تلك السياسة الظالمة بشكل عقابي ضد مئات السجناء السياسيين.
وجرى إدانة هذه الممارسة مرارًا وتكرارًا من قبل المجتمع الدولي.
بما في ذلك أربعة مقررين خاصّين للأمم المتحدة في سبتمبر 2019 وثمانية مقررين خاصين آخرين في نوفمبر 2019.
في فبراير 2020، ساهمت هذه السياسة القاسية في وفاة سيد كاظم عباس البالغ من العمر 24 عامًا بسبب مرض السرطان.
والذي رغم شكواه لسلطات سجن جو لأشهر من الصداع الشديد والقيء وفقدان الوعي، فقد تُرك دون العلاج المتخصّص لأشهر في عام 2018.
بعد هذه المأساة، فقد سجينان سياسيان آخران حياتهما في سجن جو هذا العام، وهما: عباس مال الله 29 عامًا، وحسين بركات 48 عامًا. اللذان توفيا في 6 أبريل و9 يونيو على التوالي.
وتوفي كل من مال الله وبركات وسط تقارير تفيد بأن سلطات السجن تقاعست عن توفير رعاية طبية كافية وفي الوقت المناسب.
ويثير الإهمال الطبي القلق بشكل خاص في ضوء جائحة فيروس كورونا المستمر.
وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أنه يشكل تهديدًا متزايدًا لنزلاء السجون.
ودعت جماعات حقوقية بارزة مرارا وتكرارا البحرين للإفراج عن السجناء السياسيين في ضوء المخاطر التي يشكلها كوفيد-19.
في 9 يونيو 2021، توفي السجين السياسي حسين بركات بعد إصابته بالوباء في سجن جو بالبحرين.
وسط تقارير تفيد بأن سلطات السجن فشلت في توفير رعاية طبية كافية وفي الوقت المناسب.
وتحذر الجماعات الحقوقية من أن مثل هذا التفشّي يعرّض القادة المسنّين للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية لعام 2011 لخطر جسيم.
بمن فيهم حسن مشيمع والدكتور عبد الجليل السنكيس والشيخ عبد الجليل المقداد، وجميعهم يعانون من مجموعة من الحالات الصحية المزمنة وقد عانوا من الإهمال الطبي لفترات طويلة.
في 22 يونيو 2021، دعا خبير من الأمم المتحدة البحرين إلى الإفراج الفوري عن عبد الهادي الخواجة وعبد الجليل السنكيس وناجي فتيل.
وجميعهم “يعانون من الاحتجاز طويل الأمد نتيجة لترويجهم المشروع لحقوق الإنسان وحمايتهم في البلاد”.
وقبل أسبوعين، كشفت مصادر بحرينية عن مخطط خطير للنظام البحريني لتصفية رموز ثورة 14 فبراير داخل السجون.
وقالت المصادر لـ”بحريني ليكس”، إن المخطط يقف خلفه ولي عهد البحرين سلمان بن حمد ويستهدف بشكل خاص معاري النظام من قادة ورموز ثورة 14 فبراير المعتقلين في سجن جو سيء الصيت.
ووفقا للمخطط الذي وضعه سلمان بالتنسيق مع والده حمد ووزير الداخلية فإن الأوامر صدرت لإدارة سجن جو بالتضييق على الرموز المعتقلين وحرمانهم من العلاج والرعاية الصحية.
ومع الأخذ بعين الاعتبار أن معظمهم من كبار السن ويعانون من متاعب صحية مزمنة، فإن خطر استشهادهم أصبح قاب قوسين أو أدنى.
وهذا ما يفسر النداءات التي أطلقها بعض الرموز وذويهم، وكان آخرها نداء الشيخ عبدالجليل المقداد الذي عد ما يتعرض له من سوء معاملة وحرمان من العلاج بأنه يرقى لمستوى التعذيب.