التطبيع البحريني: زيادة قياسية في التبادل التجاري مع إسرائيل
سجلت إحصائيات إسرائيلية رسمية زيادة قياسية في التبادل التجاري بين البحرين وإسرائيل في إطار تطبيع النظام الخليفي وتحالفه مع دولة الاحتلال.
وكشف تقرير حديث صادر عن المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي عن تسجيل نمو في حجم التبادل التجاري بين إسرائيل ودول عربية في مقدمتها البحرين، خلال النصف الأول من عام 2024.
وذكر “معهد السلام لاتفاقات أبراهام” أرقاماً أن التجارة بين البحرين وإسرائيل شهدت قفزة كبيرة، إذ بلغت 16.8 مليون دولار في يونيو/ حزيران 2024، بزيادة 740% عن يونيو/ حزيران 2023، ليسجل التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعاً خلال النصف الأول من 2024 بنسبة 879%، وصولاً إلى 70.5 مليون دولار.
يأتي ذلك فيما سجّلت إسرائيل رقمًا قياسيًّا لصادراتها من الأسلحة في عام 2022، بلغ 12 مليارًا و556 ألف دولار، دُفع نحو ربعها من قبل الانظمة العربية الموقّعة على “اتفاق أبراهام”، وفق ما نشرت وزارة الأمن الإسرائيلية.
ويشير التقرير إلى أن أرقام عام 2022 تمثّل زيادة بنسبة 50% قياسًا على ما صدّرته إسرائيل من السلاح في الأعوام الثلاثة السابقة، وبنسبة الضعف قياسًا على ما صدّر في العقد الماضي.
وشكّلت الطائرات المسيّرة نحو 25% من الصادرات، والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، نحو 19%، وأنظمة الرادار والحرب الإلكترونية 13%، ومعدّات وإلكترونيات الطائرات الحربية المأهولة 5%.
ورغم أنها لم تشر إلى مشترٍ بعينه، ذكرت الوزارة الإسرائيلية أن 24% من صادرات الأسلحة كانت إلى دول “اتفاق أبراهام” التطبيعي، بما يعادل ثلاثة مليارات دولار.
ويضم الاتفاق الإمارات والبحرين والمغرب، فيما يعدّ السودان من الدول الموقّعة عليه بحكم الأمر الواقع، رغم أن الأمر لا يزال ينتظر الصفة الرسمية عبر إقرار البرلمان الذي لا يزال أمره معلّقًا في انتظار تجاوز الفرقاء السودانيين خلافاتهم.
ولا يخفى ما للبحرين من أهمية كبيرة بالنسبة للإسرائيليين؛ فعلى الرغم من صغر المساحة الجغرافية للمملكة الخليجية، فإن موقعها الاستراتيجي المتاخم لإيران، ووجود مقر الأسطول الأميركي الخامس على أراضيها، يعطيانها أهمية كبيرة لا غنى عنها لإسرائيل بعد عقد اتفاق أبراهام، أضف إلى ذلك البعد الدعائي الذي تؤكّد إسرائيل من خلاله اندماجها في المنطقة، وتمكّنها من أن تكون أحد أكبر اللاعبين فيها.
وقد كتب الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إيلان زيليت ويوئيل جوزانسكي، يصفان السلام مع البحرين بأنه منسيّ، وأن العلاقات بين تل أبيب والمنامة، رغم اتفاق أبراهام، تسير في طريق مسدود.
وأرجعا ذلك إلى عاملين، أحدهما بسبب المعارضة الداخلية القوية في البحرين للعلاقات مع إسرائيل، والآخر نتيجة سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، والاعتداء على المقدّسات الإسلامية.
يضاف إلى ذلك أن المكاسب الاقتصادية التي كانت البحرين تتوقّع أن تعود عليها كانت أقلّ من المتوقع. وتفيد المقارنة بأن التجارة بين الإمارات وإسرائيل في عام 2021/ 2022 وصلت إلى حوالي 2.5 مليار دولار (من دون حساب تجارة الماس)، بينما تراوح حجم التبادل التجاري مع البحرين حول 20 مليون دولار فقط.
وتركّزت معظم الصادرات الإسرائيلية إلى البحرين في مجالات اللؤلؤ والماس والمعادن الثمينة، والمواد الكيميائية. وتصدّر البحرين إلى إسرائيل في المقابل موادّ خام ووقوداً.
وشهدت المنامة في مارس/ آذار الفائت عقد أول مؤتمر مشترك لرجال الأعمال البحرينيين والإسرائيليين، شاركت وزارة الصناعة والتجارة البحرينية في تنظيمه، وشارك فيه أكثر من 600 رجل أعمال من الجانبين، من أجل فتح آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين. وخلال الافتتاح، أذيعت كلمة مسجّلة للرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، أشاد فيها بالعلاقات بين البلدين، وألقيت كلمات عدّة تثمن التعاون المتزايد في جميع المجالات منذ توقيع اتفاق أبراهام.
تضاف إلى ذلك بعض الزيارات السرّية التي يقوم بها مسؤولون عسكريون إسرائيليون للبحرين؛ كزيارة رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، في فبراير/ شباط الماضي، التي كانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد أشارت إليها في ذلك الوقت، فضلاً عن وجود ممثل عن البحرية الإسرائيلية في المنامة للتنسيق في التعاون الأمني. وهذا بالطبع غير الزيارات المعلنة لمسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين.