إحياء ذكرى ثورة 14 فبراير في البحرين رغم القمع الحكومي الشديد

أحيا البحرينيون ذكرى ثورة 14 فبراير بتأكيد تمسكهم بالثورة ضد النظام الخليفي الديكتاتوري ورفضهم للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وذلك رغم القمع الحكومي الشديد.
وقد منعت عناصر المرتزقة والميليشيات المدنية التابعة للداخلية البحرينية، المواطنين الشيعة من إقامة صلاة الجمعة المركزية للأسبوع التاسع عشر على التوالي، وفرضت حصارًا أمنيا على “بلدة الدراز”، منذ صباح يوم الجمعة 14 فبراير/ شباط 2025.
وانتشرت العناصر والمركبات العسكرية والقوات المدججة بالسلاح بكثافةٍ في محيط جامع الإمام الصادق “ع”، ومنعت وصول المصلين الشيعة لأداء صلاة الجمعة المركزية، تحسبًا لانطلاق تظاهراتٍ شعبية تزامنا مع الذكرى الرابعة عشر لثورة 14 فبراير/ شباط، التي دعت إليها قوى المٌعارضة الوطنية البحرينية.
وشهدت العديد من المناطق تظاهراتٍ شعبية إحياءً لذكرى ثورة 14 فبراير/ شباط رغم الحصار الأمني المشدد، تأكيدًا على استمرار الحراك الشعبي المطَالِبِ بالتحول نحو الديمقراطية، وتحقيق المطالب الشعبية في نيل الحرية والعدالة والمساواة.
وندد المتظاهرون بمنع المواطنين الشيعة من أداء صلاة الجمعة، وطالبوا بإنهاء الحصار الأمني والديني على شعائر الطائفة الشيعية، ورفض كل أشكالِ الوصاية الرسمية على الشأن الديني.
وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وتبييض السجون، وإنهاء سياسة الموت البطيء الممنهجة ضد المعتقلين، وأكدوا السير على نهج الشهداء حتى تتحقق المطالب الشعبية نحو حق تقرير المصير، وطالبوا بمحاكمة الجلادين والمسؤولين عن جرائم التعذيب وانتهاكاتِ حقوق الإسنان في السجون.
كما أدانوا استمرار الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدوا تضامنهم مع المقاومة ورفض جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وطالبوا بإغلاق سفارته في العاصمة المنامة، ودعوا المجتمع الدولي للقيام لمسؤولياته الأخلاقية والإنسانية إزاء الشعب الفلسطيني، ومحاسبة كيان الاحتلال على جرائم والمجازر المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
في السياق عبرت قوى المُعارَضة البحرينية عن فخرها واعتزازها بالشعب البحريني، الذي لم تغلبه التحديات التي شهدتها البلاد ودول المنطقة وأبى التنازل أو التراجع، ولم تفلح كلُ أشكال القهر والقمع في إجباره على توقيع صك الاستسلام والعبودية.
وقالت القوى في بيانٍ مشتركٍ بالتزامن مع ذكرى ثورة 14 فبراير/ شباط 2011، إن حصيلة هذه السنوات المزيد من الصمود والتحدي والاستمرار في الحراك الشعبي، لنيل الحرية والدفاع عن هوية الشعب ومقدساته، وإنهاء الاستبداد والتبعية للخارج.
وأكدت أن الأسباب التي راكمت الأزمات في البحرين على مدى العقود الماضية لم تنتهِ أو تتبدل، وأدت في نهاية المطاف إلى انطلاق ثورة 14 فبراير/ شباط 2011، بل زادت حدتها أكثر نتيجة تعنت السلطة وانتهاكاتها، كما أُضيفت تعقيداتٌ إقليمية ودولية ضاعفتها، بينما كان يفترض أن تحتم على السلطة الكف عن استبدادها وتفريطها في سيادةِ الشعب والوطن.
وأشادت بالشعب البحريني وصبره وصموده خلال السنوات الماضية، حيث استطاع أن يرسمَ معادلة الحق والثبات أمام وحشية السلطة، ومفادها أن قوته تنبعُ من إيمانه بقِيَمِهِ وأهدافِهِ النبيلة، وهو من الرسوخ والأصالة مما لا يمكن للقمع والاعتقال والتهجير والحرمان الممنهج، أنْ يُخضعه ويكسر إرادته، وهو ما يؤكد أنه سيكون الرهان الناجح لتحقيق الانتصار – على حد وصفها.
وشددت على الإصرار على خلق مجالٍ تشاوري أوسع مع المجتمع السياسي المحلي، لتعزيز الحراك الدستوري والمطالب الشعبية المشروعة، وتعهدت بالوفاء مع الشعب البحريني رغم ما تتعرض له من استهدافٍ وحصار وملاحقةٍ في الداخل والخارج، وجددت العهدَ على مواصلةِ الدرب على طريق 14 فبراير/ شباط، حتى تحقيق تطلعات كل أبنائه وبمختلف فئاته ومكوناته الأصيلة.
وأشارت إلى عدم التفريط بالوحدة الوطنية ونبذ كل وجوه الفتن داخل النسيج الاجتماعي، إذ أن تاريخ النضال الوطني كان دعامةً أساسية في تقوية اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، وما تسلل إلى البلاد من فتنٍ اجتماعية وتطرف مذهبي وتعد على المعتقدات، إنما كان بسبب سياسات السلطة في التجنيس والتمييز، وحماية التكفيريين وترقيتهم في أجهزةِ الأمن، والسعي إلى شق الصف الوطني وافتعال الخلافات بين القوى.
وعبرت عن الثقة بالرموز والقيادات وكل المعتقلين داخل السجون، وحملت السلطة المسؤولية الكاملة عن كل المخاطر على صحتهم وحياتهم، وأهابت بالشعب أن يجدد الوقوف مع كل الشهداء والمعتقلين وإعلاء صورهم في مراسيم إحياء ذكرى 14 فبراير/ شباط.
وعاهدت الشهداء والمعتقلين السياسيين والشعب البحريني، على الوفاء والبقاء أمناء على التضحيات وأهداف النضال الوطني الذي ورثَتْهُ ثورةُ 14 فبراير/ شباط، ووجهت الشكر لكل الأصوات والقوى التي تضامنت مع الثورة الشعبية ودعمت حقه في الحرية والتغيير.
وقع على البيان كل من جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، جمعية العمل الإسلامي -أمل، حركة أحرار البحرين الإسلامية، تيار الوفاء الإسلامي، ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، وحركة الحريات والديمقراطية – حق.