جونسون في مرمى الانتقادات لاستقباله ولي عهد البحرين المتورط بانتهاكات
اتهم نشطاء حقوقيون رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون بـ“دعم القمع وتعزيزه” بسبب اجتماعه ولي العهد البحريني في وقت تستخدم فيه المنامة التعذيب بصورة منهجية لقمع المعارضة.
واستقبل جونسون الأمير سلمان بن حمد آل خلفية، الذي تم تعيينه رئيسًا للوزراء في نوفمبر، بمقر رئاسة الوزراء في لندن، الخميس، لمناقشة عددا من الملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ولم يعلن عن مثل هذه الزيارة مسبقا.
وتشتهر البحرين بموجة قمع عنيفة تنتهجها السلطات ضد المعارضين الذين يملؤون السجون في ظروف غير آدمية.
كان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قد قال في وقت سابق من هذا العام، إن البلاد تنتهك القانون الدولي بسبب معاملتها للسجناء، وخاصة الأطفال.
حيث اتهمت البحرين باحتجاز أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا وتعريضهم للضرب والتهديد بالاغتصاب.
الصحافية الناشطة جيد بسيوني من منظمة ريبريف المناهضة لعقوبة الإعدام، قالت تعليقاً على عدم الإعلان عن اللقاء من قبل:
“كثيراً ما تفتخر حكومة المملكة المتحدة بشراكتها مع البحرين. فلماذا يدخل ولي العهد البحريني من الباب الخلفي دون الإعلان عن الزيارة؟”.
وأضافت وفق ما أوردت صحيفة الغارديان العريقة: “الحقيقة هي أن المسؤولين في الحكومة البريطانية يعرفون أن السلطات البحرينية تستخدم التعذيب وأحكام الإعدام بشكل منهجي لقمع المعارضة.
وعلى الرغم من ذلك، تقدم المملكة المتحدة دعمًا سخيًا للجهات المتورطة في هذه الانتهاكات”.
وأكدت أن “هذا الدعم لا يتماشى مع القيم البريطانية، ويجب سحبه حتى تتوقف الحكومة البحرينية عن استخدام الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب للحكم على السجناء السياسيين بالإعدام”.
انتقادات لاذعة في الصحف البريطانية على استقبال بوريس جونسون لولي عهد البحرين واعتبروا الزيارة بمثابة تقديم التجارة على التعذيب.
مقال صحيفة الغاردين يتصدر محرك البحث غوغل. تعتبر هذه كاثرة في ملف العلاقات العامة لولي عهد البحرين. pic.twitter.com/jKTaM32vkl
— Sayed Ahmed AlWadaei (@SAlwadaei) June 17, 2021
وتأتي زيارة الأمير سلمان بن حمد عقب اجتماع بين بريتي باتيل، وزيرة الداخلية البريطانية مع نظيرها البحرين راشد بن عبد الله آل خليفة الشهر الماضي.
بالرغم من الاتهامات المتكررة بالتورط في تعذيب السجناء السياسيين في الآونة الأخيرة.
ودعا سيد أحمد الوداعي، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ومقره لندن، إلى أن تكون قضايا حقوق الإنسان محورية في مفاوضات المملكة المتحدة بشأن أي صفقة تجارية مستقبلية.
وأضاف الوداعي أنه “في المرة الأخيرة التي اعترضتُ فيها على زيارة قام بها أفراد من العائلة المالكة البحرينية إلى مقر رئاسة الوزراء البريطاني، تم إلقاء أفراد من عائلتي في السجن.
لذلك أفهم سبب عقد بوريس جونسون هذا الاجتماع سرا”.
وتابع هذا الحقوقي الملاحق من سلطات البحرين: “إذا كانت بريطانيا تسعى حقًا إلى صفقة تجارة حرة مع نظام يحتجز السجناء السياسيين كرهائن ويعذب الأطفال.
فمن الضروري أن تكون قضايا حقوق الإنسان في صميم أي علاقة تجارية مستقبلية”.
وانتقدت الحملة الدولية ضد تجارة الأسلحة (CAAT) استمرار المملكة المتحدة ببيع أسلحة إلى البحرين. حيث رخصت المملكة المتحدة ما قيمته 120 مليون جنيه إسترليني من الأسلحة للنظام منذ انتفاضة 2011.
بما في ذلك 49 مليون جنيه إسترليني من معدات الطائرات وحوالي 40 مليون جنيه إسترليني قيمة الأسلحة الصغيرة والذخيرة.
وقال أندرو سميث، المتحدث باسم الحملة: “النظام البحريني له تاريخ طويل ومخجل من الفظائع والانتهاكات”.
وأضاف: “صور بوريس جونسون وهو يرحب بأحد كبار أعضائها في داونينغ ستريت مثيرة للاشمئزاز. سوف يُنظر إلى هذا اللقاء على أنه علامة واضحة لا لبس فيها على دعم الديكتاتورية”.
وتابع سميث: “لقد عانى النشطاء المؤيدون للديمقراطية لسنوات عديدة من الانتهاكات التي تمارسها ضدهم السلطات البحرينية.
وبالرغم من التعذيب والعنف الذي يتعرضون له، فقد قدم جونسون وأسلافه دعمًا سياسيًا وعسكرياً للأسرة المالكة البحرينية”.
وأشار إلى أن “الاجتماعات وجلسات التصوير على درجات داونينغ ستريت هي جزء أساسي من هذا الدعم”.