التاريخ يٌكتب بحروف العار نهج التطبيع للنظام الخليفي
أثبتت حرب إسرائيل الدموية على قطاع غزة مجددا أن التاريخ يٌكتب بحروف العار نهج التطبيع للنظام الخليفي الحاكم في البحرين.
ومنذ عملية طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر هرع الخليفيون لإعلان الانحياز لطرف ضد الآخر، واستهدفوا مجموعات المقاومة بالشجب والتنديد، وأعلنوا تضامنهم مع إسرائيل.
ويجمع مراقبون أن هذا ليس موقفا جديدا على النظام الخليفي المطبع والمتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي بل يمتد عقودا الى الوراء.
فقد كان الحكم الخليفي من اوائل الخارجين على الإجماع العربي الرفض للاحتلال الاسرائيلي والمتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وإذا كان النظام الخليفي أعلن تطبيعه مع الاحتلال قبل ثلاث سنوات، فإن قصة تواصله معه تمتد أكثر من ثلاثين سنة.
ففي العام 1994 استقبل رموزه وزير البيئة الإسرائيلي معلنين كسر الموقف العربي. واستمرت الاتصالات لاحقا حتى أعادوا علاقاتهم مع المحتلين.
لكن الشعب البحريني الأصلي (شيعة وسنة) كان واعيا لمسؤوليته الوطنية والقومية، فرفض المبادرات الخليفية وأصر على مواقفه المبدئية الداعمة لفلسطين وأهلها.
وما يحدث اليوم إنما هو امتداد لتلك السياسة. فالشعب يعلن بشكل صريح دعمه لأهل غزة، من خلال تظاهراته اليومية وتصريحات قياداته ورموزه، وفعالياته الشعبية.
فلا يمر يوم بدون خروج مسيرات عديدة في مناطق مختلفة من البلاد. وهناك انسجام كامل بين قطاعات الشعب حول هذا الموقف، الأمر الذي جعله يسير في اتجاه مضاد للحكم الخليفي الذي أعلن عمليا انتماءه للجانب الإسرائيلي.
هذه الحقائق تساهم في تفسير الرفض الخليفي للتحول الديمقراطي، ودعم القوى الغربية لذلك، ومن ذلك:
أولا أن الحكم الخليفي لم يثق بالبحرانيين يوما، وشاطره الشعب هذا الشعور، فالبحرانيون لا يثقون بالخليفيين أبدا بعد عقود من التجارب المرّة معهم.
ثانيها: ان النظام الذي يستمد قوته من شعبه ودستوره يشعر بالقوة والشرعية، ولا يحتاج لدعم خارجي للبقاء.
وهذا غير متوفر للخليفيين، فهم يشعرون بالضعف دائما بسبب الرفض الشعبي لحكمهم، ويسعون لاستبدال ذلك بدعم خارجي، منغرب تارة ومن إسرائيل أخرى ومن الدول الخليجية الأعضاء بمجلس التعاون تارة.
ثالثها: أن النظام الحر يعشق الحرية ويسعى لترويجها، لعلمه إن حريته لا تدوم إذا كان من حوله من الشعوب فاقدا لتلك الحرية. الخليفيون لم يكونوا يوما أحرارا، بل كانوا تابعين لمن يدعمهم للبقاء في الحكم واضطهاد الشعب البحراني.
رابعها: أن الغربيين يرون في النظام الطيّع يخدم مصالحهم، على عكس النظام الحر الذي يعتمد عل شعبه، ولذلك لم يدعموا التوجه الديمقراطي في العالم العربي، بل خذلوا الشعوب التي ثارت في ذروة الربيع العربي، ودعموا بعض الانظمة، ومنها البحرين لقمع ثورات شعوبها.
ويعيش الغربيون حالة من التناقض الخطير، فهم يدّعون الديمقراطية والحرية ولكنهم لا يدعمون من يطالب بها.