النظام البحريني يجبر السجناء على الاستحمام بالماء البارد في ظل برودة الطقس
يشتكي المئات من معتقلي الرأي والتعبير في سجون البحرين من إجبارهم على استخدام الماء البارد في ظل هذه الأجواء شديدة البرودة خصوصا في ساعات الليل.
وذكر سجناء وبينهم مرضى في رسائل مسربة وصلت إلى “بحريني ليكس”، أن سلطات السجون وخصوصا في سجن جو المركزي، أكبر سجون البحرين، تحرمهم من الماء الساخن.
وأمام ذلك، لا سبيل لنزلاء السجن سوى اللجوء إلى ماء الصنابير مباشرة للاستحمام والوضوء وغسل ملابسهم الشخصية.
مشكلة متكررة
ويعاني عدد من المعتقلين في السجون من أمراض خطيرة دون الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.
وذلك في ظل انتشار وباء كوفيد-19، والذي يحتاج إلى نظافة شخصية دائمة للوقاية من الإصابة به.
وأضاف السجناء، أن السلطات البحرينية تفرض عقابا جماعيا عليهم، بحرمانهم من الماء الساخن بشكل كامل تقريبا.
وهذه المشكلة ذاتها تتعمد السلطات تكرارها في فصل شتاء من كل عام.
في ظل ظروف السجن التي تفتقر إلى التهوية وتكرر انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
تلذذ بالمعاناة
واتهم السجناء إدارة السجون بتعمد التلذذ بمعاناتهم، داعين إلى تدخل حقوقي لضمان التزامها بعدم حرمانهم من حقوقهم الأساسية.
وقبل أيام، كشفت المصادر لـ”بحريني ليكس”، أن عناصر من حراس سجن جو المركزي اقتحموا بعض غرف وزنازين المعتقلين بدون سابق إنذار.
وذلك عقابا لهم على احتجاجهم على سوء المعاملة والظروف المزرية التي يعيشونها مع رفيقهم المعتقل زهير عاشور.
وعلى إثر ذلك هاجم حراس السجن المعتقلين في مبنى 12 وقاموا بالاعتداء على بعضهم بالضرب ورش الفلفل الحار.
وأشارت المصادر إلى انقطاع الاتصال بعدد من المعتقلين بعد تعرضهم للاختفاء والنقل إلى أماكن مجهولة.
وتحدثت المصادر عن أن حملة تفتيش للعنابر والزنازين جرى خلالها مصادرة مقتنيات للسجناء اشتروها بأموال ذويهم من سوق السجن.
وشملت الممتلكات المصادرة دفاتر وأقلام وأحذية ووسائد.
وانتهت عمليات المصادرة بوضع قفل على فتحة الباب سجن جو.
تعذيب ممنهج
وتشعر عائلات المعتقلين بالقلق الشديد وتطالب المؤسسات الحقوقية بتمكينهم من الاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم.
وأكدت عضو البرلمان الأوروبي، عبير السهلاني، أن حكومة النظام الخليفي لم تحرز أي تقدم نحو إنهاء نظام القمع الحالي في البحرين.
وأوضحت السهلاني في تصريحات صحفية، أن ضباط الأمن يستخدمون التعذيب بشكل ممنهجي لإكراه المحتجزين على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها.
وأضافت السهلاني وهي من أصل عراقي، أن سلطات النظام الخليفي تواصل تجاهل التزاماتها الحقوقية تجاه المعتقلين السياسيين.
وذلك على الرغم من توصيات لجنة تقصي الحقائق والمجتمع الدولي.
سوء المعاملة
وأعربت منظمة حقوقية دولية عن قلقها البالغ إزاء تعرض المعتقلين السياسيين للقمع والتعذيب في سجون النظام الخليفي.
وأكدت لين معلوف، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، أن سوء المعاملة في السجن مشكلة متكررة في البحرين.
وأشارت معلوف في بيان صحفي تابعه “بحريني ليكس”، إلى أن المنظمة وثقت ذلك عدة مرات في السنوات الأخيرة.
وحثت رسالة بعثت بها منظمة حقوقية إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم تنصيبه في 20 يناير، على مراجعة سياسة الولايات المتحدة تجاه الوضع الحقوقي المتدهور في البحرين.
ودعا المدير التنفيذي لمنظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين الرئيس بايدن إلى مراجعة سياسة بلاده تجاه النظام الخليفي.
وخصوصا فيما يتعلق بالحريات العامة وحقوق الإنسان المنتهكة في المملكة.
ولا تسمح سلطات النظام الخليفي لمقرري الأمم المتحدة الخاصين بزيارة البحرين للاطلاع على الظروف التي يحتجز فيها المعتقلون.