الكتابة على الجدران.. وسيلة إعلام شعبية لفضح انتهاكات النظام في البحرين
في الوقت الذي لا تسمح فيه سلطات النظام البحريني للنشطاء السياسيين بالتعبير عن آرائهم عبر وسائل الإعلام التقليدية، انتهجوا فكرة الكتابة على الجدران.
فلم تعد قرية في البحرين تخلوا من تلك الكتابات، التي تحمل مضامين متنوّعة تتفق في مجملها على رفض النظام الحاكم والمطالبة بإسقاطه.
بيان الظلم القائم
وبرزت هذه الظاهرة مع انطلاق شرارة انتفاضة 14 فبراير 2011 على أيدي الشباب الملثّم المتنقل بين الحارات والقرى.
ليخط كتابات تندرج تحت إطار الإعلان عن الإضرابات وتمجيد المعتقلين السياسيين وبيان الظلم الواقع عليهم في سجون النظام.
وفي ظل الاضطهاد الذي يعانيه البحرينيون وجدوا في الكتابة على الجدران وسيلة اتصال ذكيّة بأدوات بسيطة.
واتخذت الكتابة وقتها خطوطًا بأشكال زخرفية وألوان متعدّدة.
يلجأ الشباب البحريني بشكل خاص الى الكتابة على الجدران كوسيلة لإيصال الصوت و الاحتجاج السلمي على واقع مرفوض #سترة #انقذوا_سجناء_البحرين https://t.co/4ixNGHILor pic.twitter.com/AvdIP12lLh
— ebtisam Alsaegh (@ealsaegh) March 28, 2021
في ساعات الليل المظلمة، يخرج الشباب الملثم ليِخُط كتابته على الجدران سرًا خوفًا من الاعتقال أو القتل المباشر.
الذي قد يتعرّض له على يد سلطات النظام الخليفية التي تجوب شوارع القرى التي تشهد تظاهرات متكررة.
وكثيرا ما تجبر مواطنين على إزالتها تحت تهديد السلاح.
برامج غير حيادية
وجميع وسائل الإعلام العاملة حاليا في البحرين مملوكة للدولة وتدار من قبل هيئة تابعة للحكومة.
وتنحاز بشكل صارخ للحكومة البحرينية. فستة من الصحف اليومية السبعة الصادرة تعد صحفًا موالية للحكومة كما تسيطر الدولة على خدمة البث الإعلامي.
ولا تسمح الحكومة بإعطاء المعارضة مجالًا كافيًا في وسائل الإعلام،
وبسبب عدم استقلالية وسائل الإعلام في البحرين، فإنه تم استخدامها على نحو صارخ في التحريض على الكراهية والعنف.
وعدم التسامح مع المعارضين في عام ٢٠١١ وما تلى ذلك من أحداث.
#البحرين_اليوم| شعارات الثورة وصور الرموز القادة تزين جدران بلدة بوري تأكيدا على استمرار الحراك الثوري#قادة_الثورة pic.twitter.com/j8tYv5y7iQ
— البحرين اليوم (@BahrainAlyoum) March 20, 2021
ومازالت البرامج غير حيادية ومستمرة في تمجيد سياسات السلطة تعظيم المسؤولين من الأسرة الحاكمة.
كما لا يوجد في برامج وسائل الإعلام أي مواد تتحدث عن انتهاكات السلطة او قمعها للمعارضة او سياساتها المعادية لحرية الرأي والتعبير.
إنهاء احتكار وسائل الإعلام
والشهر الماضي طالبت منظمة حقوقية حكومة النظام البحريني بإنهاء احتكارها لوسائل الإعلام.
بما فيها التلفزيون والإذاعة وتشريع قانون إعلام يتماشى مع شرعة حقوق الإنسان، واحترام مبادئ حرية الرأي والتعبير.
وشددت منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، على وجوب ضمان شراكة جميع المواطنين بما فيهم المعارضة في حق إنشاء وسائل إعلام.
وأكدت ضرورة ضمان تجاوز التضييقيات على الصحفيين وضمان الحيادية وعدم استغلال الإذاعة في التشهير بالمعارضين للسلطة.