أزاحت جموع الصحفيين البحرينيين العاملين في داخل البلاد، عهدية أحمد السيد من كرسي رئاسة جمعية الصحفيين البحرينيين.
وإن كان الصحفيون العاملون في البلاد لا يتجاوزون سقف الحريات الإعلامية الممنوحة لهم من السلطات، إلا أنهم وجهوا صفعة لمطلبة نظام الملك حمد بن عيسى.
من خلال كنسها عن رئاسة جمعيتهم بعدما لوثتها بوحل التطبيع الإعلامي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
"عهدية أحمد خسرت الكرسي يا رجالة بالانجليزي. بصوت المرحوم سعيد صالح في مسرحية "مدرسة المترشّحين!
— @Aljamry (@JAljamry) July 14, 2021
وأغلقت جمعية الصحفيين البحرينية مساء الأربعاء، باب الترشح للدورة الانتخابية 2021-2023.
وأعلنت لجنة الإشراف على الانتخابات عن فوز رئيس تحرير جريدة الأيام عيسى الشايجي برئاسة الجمعية بالتزكية، حيث قدم له الملك حمد التهنئة بمناسبة فوزه بهذا المنصب.
كما فاز بمقاعد مجلس الإدارة الثمانية كل من عبدالرحمن المدفع من وزارة شئون الإعلام، راشد الحمر، محمد بحر وسارة نجيب من صحيفة الأيام، يحيى العمري من وزارة شئون الإعلام، أحمد كريم وجاسم اليوسف من صحيفة البلاد، ومحمد الساعي من صحيفة أخبار الخليج.
كانت عهدية السيد أحمد لجأ قبل أسبوعين إلى صحيفة سعودية لاستحضار نظرية المؤامرة لتبرير فشلها بإعادة انتخابها مجددا لرئاسة الجمعية.
ولم تعر أحمد السيد أي انتباه لكم الانتهاكات التي تطال الحريات الإعلامية في البحرين خلال فترة رئاستها للجمعية، حيث حلت المملكة في مرتبة متأخرة من حيث السماح بحرية الرأي والتعبير.
وتقبع البحرين في المرتبة 169 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 2020.
ولتبرير اتفاق التطبيع الموقع في أيلول سبتمبر، جند النظام البحريني سلسلة من النشطاء المعروفين بدفاعهم المستميت عن الاتفاق.
كانت “أحمد السيد” واحدة من هؤلاء حيث برزت كلسان سليط يهاجم حركات المقاومة الفلسطينية في مقابل التغني بإسرائيل.
للعلم انني اسير خلف قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في كل شيء…سؤال؟ من تقصد بالقافلة؟ اتمنى الرد على هذا السؤال من زميلي الاستاذ عبدالمنعم؟فهو كاتب صحفي ممتاز وموظف في الدولة ويجيد التعبير عن رأيه وما يدور في باله بكل شجاعه
@bunsr7 https://t.co/NqKTJme55n— Ahdeya Ahmed AlSayed (@AhdeyaAhmed) July 13, 2021
يشار إلى أنها وصلت لرئاسة جمعية الصحفيين البحرينية خلال الدورة الانتخابية التي عقدت في يناير 2019 بـ ٧١ صوتا مقابل ٦٧ صوتا لمنافسها رئيس تحرير جريدة الوطن البحرينية.
وقد شكل فوزها سابقة تعد الأولى منذ تأسيس الجمعية بمرسوم قانون صدر سنة 1989.
وزعمت في حديث لصحيفة “عكاظ” أن “انتخابات رئاسة وعضوية مجلس إدارة الجمعية كانت ستسير بسلاسة وشفافية لولا تدخل الأحزاب المتأسلمة واليسارية من الإخوان وقنوات الفتنة الممولة من إيران”.
وأشارت إلى أن تلك الأطراف تصر “على الثأر مني لوقوفي ضد مخططاتهم والتمترس في صف الدولة، ودعمي للملفات السياسية والسيادية، وكشف الأجندات التركية والإيرانية تجاه دول الخليج والعالم العربي”، وفق تعبيرها.
وفي محاولة مفضوحة لاستمالة الصحفيين للتصويت إلى صالح “أحمد السيد”، زعمت الصحيفة السعودية “أن هناك تخطيطا متقنا لإسقاط الرئيسة الحالية بحملة مدبرة وموزعة الأدوار يقودها إعلاميون من ذوي التوجهات الإخوانية”.
وادعت أن من بينهم “أعضاء من الجمعية، وآخرون يساريون من جمعيتي وعد والمنبر التقدمي، موزعون في الصحف والمؤسسات الإعلامية، إضافة إلى قومجيين عاملين في صحيفة محلية يقودها صحفي معروف، وآخر شيوعي بجمعية سياسية يعمل مسؤولاً بإحدى الصحف.
يؤيدهم ويشجعهم بدعم من مؤيدي إيران وأتباع ولاية الفقيه بالصحافة البحرينية”، على حد تعبيرها.
وعزت الصحيفة “سبب محاولات إسقاط الرئيسة الحالية في الانتخابات المنتظرة إلى تأييدها قرارات الحكومة البحرينية فيما يتعلق بالملفات الداخلية والخارجية، علاوة على موقفها الثابت والمناهض للتنظيمات المتطرفة التي تدعمها قوى خارجية”، كما قالت.
يشار إلى أن رئيسة جمعية الصحفيين البحرينيين اشتكت من لفظ المجتمع لها حيث تواجه عزلة متزايدة في البحرين.
وذلك على خلفية مجاهرتها بدعم اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وهجومها على الشعب الفلسطيني.
وقالت في مؤتمر افتراضي جمعها بصحفيين يهود عقب اتفاق التطبيع في أيلول سبتمبر: “نعم، تعرضت للتنمر وللمضايقة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأوضحت أن الخطاب المهاجم لها تجاوز “حد ما يمكن أن قوله عن المرأة” في البحرين.
وأضافت أن المحنة تفاقمت لأن أبنائها الثلاثة وزوجها اضطروا “لقراءة الكلمات البغيضة”، وفق تعبيرها.
كانت هذه السيدة التي تعرف بقربها من دوائر صنع القرار في البحرين، شاركت في أكثر من ندوة تطبيعية حضرها إسرائيليون للترويج لثقافة التطبيع والتعايش مع إسرائيل.
وبحسب مراقبين، فإن مواقف الشّعب البحريني وتظاهراتها المتواصلة تضامنا مع فلسطين المرابطين في القدس، عرى موقف حكام البحرين والمتواطئين مع كيان الاحتلال العدوّ الأوّل للعرب والمسلمين.
