ولي عهد البحرين يجنّد أقلام الموالين لتلميع إدارته المرتبكة “باحتواء” أزمة كورونا
وسط تشكيك شعبي بالأرقام اليومية للإصابات
تحركت بعض أقلام الكتاب البحرينيين لتنظيم وصلة تطبيل وتزمير لولي العهد سلمان بن حمد من خلال نسب “الفضل” إليه شخصيا بشأن إدارة جائحة كورونا ووصول البلاد إلى “المستوى الأخضر”.
وخرجت تلك الأقلام لتسويق “الانجاز” الطبي الوهمي وربطه حصرا بولي عهد البحرين بالتزامن مع زيارة يقوم بها الى المملكة، اليوم الأحد، مدير منظمة الصحة العالمية للبلاد الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وترى البحرين في هذه الزيارة، التي تأتي بمناسبة الافتتاح الرسمي لمكتب المنظمة في المملكة الخليجية الصغيرة، حدثاً مهما في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم للتصدي لجائحة كورونا.
ومن المنتظر أن يقوم مدير عام منظمة الصحة العالمية خلال الزيارة بالاطلاع على الإجراءات التي اتخذتها البحرين لمجابهة فيروس كورونا.
واستباقا للزيارة، تجندت أقلام كتاب للتغزل وعبر الصحف البحرينية الموالية للنظام، بولي العهد بوصفه قائدا ومديرا للأزمة في الحرب على كورونا. رغم التشكيك الشعبي الواسع بمصداقية البيانات الصادرة عن وزارة الصحة حول الأرقام الحقيقية لإصابات كورونا.
وحرص الكتاب الموالون للنظام على أن يعيدوا الفضل لشخص الأمير سلمان لا للفريق الوطني التي ترك لشهور بلا إمكانات حقيقية في مواجهة المرض المعدي، عدا عن بعض الصور التي نشرت تحمل عناوين تدور حول الثقة فيه فقط لا غير.
وكتبت المستشارة الحكومية، سوسن الشاعر، أن “ما لفتت له انتباهنا بأننا حتى نحن كبحرينيين لم نعرف بعد تفاصيل الدور الذي قام به سمو رئيس الوزراء الشيخ سلمان بن حمد تحديداً كقائد ومدير للأزمة في الحرب على كورونا”، وفق تعبيرها.
وأشارت إلى ما اعتبرتها “قدرة القيادة البحرينية على إدارة الأزمات. نحن نتحدث عن سمعة دولة ودور قائد أدار حرباً حقيقية وخرج منتصراً فيها بالرغم من كبوتنا حين دخل المتحور الهندي للبحرين، وخسائرنا الكبيرة التي منينا بها”.
وأضافت في ختام مقالها: “إن جئتم للحق فتجارب القيادة البحرينية في إدارة العديد من الأزمات التاريخية تجارب تدرس قياساً بحجم التحديات والتهديدات وحجم الإمكانيات.
وآن أوان إبرازها للأجيال الحالية وللتاريخ، دعونا نروِ تاريخنا بلساننا لا أن يروى بلسان غيرنا”، على حد قولها.
وزعمت نجوى اللطيف جناحي، أن البحرين “حققت قصة النجاح هذه بفضل الخطة المدروسة لمواجهة هذه الجائحة التي وضعها فريق البحرين بقيادة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة..”.
وأضافت في وصلة تطبيل على غرار الشاعر: “إن قصة النجاح هذه التي سطرت بقيادة سموه لابد أن تكتب تفاصيلها وتوثق لتحتذي بهذه التجربة الأجيال القادمة وتستفيد منها”، كما قالت.
وكتب وليد صبري أن من حق البحرين أن تفتخر بأبنائها، وفي مقدمتهم، فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، (فخر العرب)”.
وقدم التهاني للبحرين بما وصفها “قيادة رشيدة حكيمة على رأسها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وبصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء”.
وقد قررت المملكة الخليجية بدءًا من اليوم الجمعة الموافق 23 يوليو 2021 الانتقال إلى المستوى الأخضر وفق آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا.
وذلك بعد الانتهاء من فترة المستوى البرتقالي الذي تم الانتقال إليه احترازياً أثناء إجازة يوم عرفة وأيام عيد الأضحى المبارك.
غير أن مصادر بحرينية مسؤولة كشفت يوم السبت عن صدور تعليمات للعاملين بالفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) بإخفاء الأعداد الحقيقية لأرقام إصابات فيروس كورونا المسجلة في البلاد بآخر أسبوع.
ووصلت تلك التعليمات لمركز الاتصال 444 بوزارة الصحة بضرورة عدم احتساب الحالات القائمة ضمن الإحصائيات الرسمية، أو تتبع الحالات المخالطة.
وأفاد أحد المصادر المقربة من اللجنة التنسيقية لمكافحة كورونا أن هذه التوجيهات صدرت من ديوان ولي العهد البحريني ولم تتم مناقشتها في الجلسة الأخيرة للجنة التنسيقية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعمدت وزارة الصحة بحكومة النظام البحريني تصدير بيانات كاذبة ومضللة إلى الجمهور حول الحصيلة الحقيقية للوفيات اليومية المرتبطة بفيروس كورونا.
فقد أعلنت الوزارة بآخر أيام تسجيل “صفر وفيات” بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) للمرة الأولى منذ بداية الوباء.
غير أن مواطنين كذبوا تلك البيانات ورصدوا تشييع حالات وفاة وفق المبروتوكول المتبع مع الوفيات الناجمة عن الوباء المعدي.
ويحكم عدم اليقين والخوف قبضتهما على الشارع البحريني مع مواصلة فيروس كورونا المستجد اجتياح البلاد رغم ترويج السلطات نجاحها في الوصول إلى المنطقة الخضراء.
فالمواطن يتجه إلى حكومته منتظرا منها التحرك؛ غير أن غياب الشفافية على مدى عقود أدى إلى انعدام الثقة، وفي كثير من الحالات، تقويض مصداقية الدولة.
ويشكك نشطاء في صحة التقارير التي تنشرها وزارة الصحة حول البيانات المتعلقة بإصابات ووفيات كورونا وعدد من تلقى اللقاحات المضادة للوباء ومدى فاعليتها وأنواعها.
ويطالب النشطاء السلطات بأن تكون أكثر شفافية فيما يتعلق بالوفيات، متهمين وزارة الصحة البحرينية بالتهرب من تحمل مسؤولية فشلها في التصدي للوباء.
وتساءل الناشط السياسي حسن الستري عن السبب وراء تعمد الأرقام اليومية وتضليل الجمهور بشأن الإصابات.
وكتب على تويتر قائلا: “رغم تسجيل 3 حالات وفاة بسبب كورونا كما جاء في تقرير الطبي للوفاة إلا أن البحرين تسجل صفر حالات في تقريرها اليومي !؟”
وأشار إلى أن “المرحوم الحاج حسن عبدالله الوردي احدهم! ما سبب اخفاء وانكار حالات الوفيات ؟!”.
والشهر الماضي، استبعد تصنيف دولي مملكة البحرين من قائمة أفضل 15 دولة في العالم حيال التعامل مع جائحة كورونا.
وبحسب مجلة “دير شبيغل” (Der Spiegel) الألمانية، فقد اقتصرت قائمة الدول العربية على دولة قطر فقط. والتي جاءت ضمن الدول الـ15 على مستوى العالم الأفضل في التعامل مع الجائحة منذ وصولها قبل نحو عام ونصف العام.