أدانت رابطة الصحافة البحرينية استهداف قوات أمنية تابعة لوزارة الداخلية مظاهرة سلمية في منطقة الدراز يوم الجمعة 19 يوليو الجاري، مؤكدة أن عودة مظاهر الانتهاكات تهدد فرص المصالحة في البلاد.
وكانت المظاهرة انطلقت دعمًا للمطالبة بالإفراج عن السجناء في سجن جو، ورفضًا للظروف القاسية والمجحفة التي يعيشونها بعد توارد أخبار عن تعمد إدارة السجن حرمان السجناء من الكهرباء وتقليل وجبات الطعام المخصصة لهم.
واستخدم عناصر الأمن قوة مفرطة في مواجهة المتظاهرين، عبر توجيه طلقات الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وأصابت الطفل “حسين حبيب بداو” بمقذوف في رأسه وجرى نقله إلى المستشفى على إثره، وخضع لعمليتين جراحيتين وهو ما يزال في حالة حرجة.
واستنكرت رابطة الصحافة البحرينية هذا العنف غير المبرر بوجه متظاهرين سلميين، والذي يعيد إلى الأذهان السلوكيات الوحشية التي استخدمتها قوى الأمن على مدى سنوات الأزمة لقمع كل أوجه التظاهر والاحتجاج في البلاد.
كما أدانت الرابطة سياسات الجهات الأمنية المعنية بإدارة السجون وطالبت بوقف الاستهداف الممنهج والتضييق على السجناء والتنكيل بهم، ومحاسبة الأفراد المسؤولين عن تعريض حياة الشاب حسين بداو للخطر.
ملاحقة الخطباء والرواديد والناشطين
وسجلت الأيام الماضية أيضًا قيام السلطات الأمنية بحملة تضييق على خطباء ومنشدين دينيين عقب إنتهاء موسم عاشوراء، وأقدمت السلطات على إستدعاء كل من المنشد الديني مهدي سهوان والخطيب الشيخ حامد عاشور والخطيب عباس ملا عطية الجمري والشيخ عبد المحسن الجمري.
وأوقفت السلطات كل من الخطيب الشيخ عيسى القفاص لمدة أسبوع على ذمة التحقيق، واعتقلت الرادود صالح مهدي سهوان بعد استدعائه دون تحديد المدة.
وأقدمت السلطات يوم الثلاثاء الماضي على اعتقال كل من السيد علي همام والسيد علي ناصر بعد استدعائهما للتحقيق والسيد علي مهنا (والد السجين حسين مهنا)، وفق ما رصدته ونشرته جمعية الوفاق البحرينية.
وقالت الرابطة إن استمرار الحكومة البحرينية في استهداف موسم عاشوراء كل عام والتضييق على المواطنين الشيعة هو سلوك ممنهج ويمثل انتقاصًا متعمدًا من حقوق المواطنين الشيعة في ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم.
وأضافت أنه يعزز من رواج لخطاب الكراهية والأحقاد الطائفية في البلاد، كما أنه يعرقل تحقيق العدالة بين كافة مكونات المجتمع والتوافق الذي يمنح البلاد المزيد من الاستقرار.
واعتبرت الرابطة أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكًا واضحًا لما ينص عليه الدستور والمواثيق الدولية التي تعهدت البحرين الالتزام بها.
منع سفر
كما أدانت الرابطة منع السلطات الأمنية منع بعض المواطنين من السفر من خلال المنافذ الحدودية، ومنهم السيد عبد الهادي مشيمع والباحث جاسم آل عباس، والأخير هو المسؤول التحريري عن موقع “سنوات الجريش” وسبق أن تم اعتقاله عام 2020 وفي نوفمبر 2023 على خلفية كلمة ألقاها في تجمُّع ديني حول تاريخ البحرين.
وتشكل هذه الإجراءات شكلًا من أشكال الانتقام الذي تمارسه الحكومة على معارضيها وعائلاتهم، وتدل على عدم رغبتها في تجاوز صفحة الماضي وتخطي كل ما حدث في السنوات الماضية.
وقالت الرابطة إن مثل هذه السياسات تتسبب في زعزعة استقرار البلاد وتصنيفها كواحدة من أكثر الدول انتهاكًا لفضاء الحريات.
وطالبت رابطة الصحافة البحرينية الحكومة بالتراجع عن الإجراءات التعسفية التي قامت بها في الأيام الماضية، وإطلاق سراح من تم اعتقالهم والتوقف عن ملاحقة النشطاء وكل من يمارس حقه في التعبير عن رأيه، وعدم تقييد حرية التنقل لمعارضيها، وإحقاق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين.
وأكدت أن مثل هذه الإجراءات التعسفية تهدم ما أقدمت عليه الحكومة من إجراءات إيجابية مؤخرًا وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
