علماء البحرين يدينون اعتداءات السلطة على الحرية الدينية في موسم عاشوراء
أدان كبار علماء البحرين، بشدة ما أقدم عليه النظام البحريني من إجراءات استفزازية ضد بعض المراسم العاشورائية ومن استدعاءات لبعض الخطباء والرواديد.
وعد علماء البحرين اعتداءات السلطة بمثابة إجراءات تعسُّفية لا تمت للاحترازات الطّبية بصلة.
وأضافوا في بيان مشترك، أنه ليس لها تفسير منطقي إلَّا السِّياسة الطَّائفية والاستهداف الدِّيني الممنهج، الذي نشهد تصاعد وتيرتِه عامًا بعد عام.
وأشار البيان إلى أن الهدف من ذلك التسلُّط وفرض الهيمنة السِّياسية على خصوصيات المذهب والعقيدة وتشريعات الدِّين؛ لتدجينِه وتجييره وفق أجندات النِّظام الجائر وأهوائِه ومشتهياِته.
وانتقد مصادرة المساحة الضيِّقة مما تبقَّى من حريَّة الممارسة للشَّعائر الدِّينية.
وقال إن “هذا إيغال في الفساد والإفساد والظُّلم والاستبداد إلى أبعد الحدود، وإلَّا فما يضر الحكم وغطرستِه المجنونة أن يُرفع علم مكتوب عليه اسم الحسين عليه السَّلام أو لافتة كُتب فيها كلمة دينية هنا أو هناك، وما علاقة ذلك بكورونا؟!”.
كما تساء البيان حول أسباب “الملاحقات اليومية للمآتم والمعزين والاستدعاءات والاعتقالات والتَّرهيب والتَّرصد والتَّهديد تحت ذريعة الاحترازات الطّبية وهي أتفه حُجَّة وأسخف ذريعة فليس في البحرين مكان أكثر انضباطًا مِن المآتم والمواكب بفضل وعي المؤمنين وحرصهم على الوظيفة الشَّرعية التي شدَّد عليها العلماء بما لا مزيد عليه”.
وخاطب البيان سلطات البحرين بالقول: “إذا كنتم صادقين في ملاحقة المخالفات الطّبية فستجدونها جهارًا نهارًا في أماكن أخرى تعرفونها”.
وشددوا على أن القضية واضحة وخلفيَّاتها السِّياسية لا تحتاج إلى بيان، ولا تنطلي الأهداف الخبيثة من ورائها، فلتتوقَّف السُّلطة عن سياسة الاضطِّهاد الطَّائفي واستغلال كلّ ظرفٍ مِن أجل الهيمنة والتَّسلط الظَّالم الجائر”.
يشار إلى أن النظام البحريني كرس سياسة الاضطهاد الديني في البلاد ضد المواطنين الشيعة على خلفيّة إحياء مراسم عاشوراء.
ورصد بحريني ليكس سلسلة حملات قمعية ضد المواطنين الشيعة في البحرين خلال الأيام الماضية في ترجمة لسياسات حكومية تنتهك الحق في حرية العبادة.
إذ اعتقلت السلطات الأمنية البحرينيّة كل من علي منصور الملاح ومحمد مهدي ضيف من بلدة كرزكان، بعد استدعائهما إلى “مركز شرطة الحورة”.
واستدعت السلطات الأمنيّة لعشرات المواطنين من أهالي “مدينة حمد” إلى مركز دوار 17 للتحقيق، على خلفيّة مشاركتهم في إحياء المراسم عاشوراء.
وتمّ رصد استنفار مركبات عناصر المرتزقة والميليشيات المدنيّة التابعة لوزارة الداخليّة البحرينيّة، على مشارف البلدات التي تقوم بإحياء مراسم عاشوراء.
فضلًا عن قيامهم بالاعتداء على المظاهر إحياء مراسم عاشوراء عبر نزع اليافطات والرايات الحسينيّة لعدة أيام متتالية.
واستدعت السلطات الأمنية البحرينية، عددا كبيرا من المواطنين في مختلف المدن والبلدات، على خلفيّة رفعهم الرايات الحسينيّة على أسطح منازلهم، وطالبتهم بإزالتها.
وكانت عناصر المرتزقة والميليشيات المدنيّة التابعة لوزارة الداخليّة البحرينيّة، أقدمت على التعدّي على الرايات الحسينيّة والمظاهر العاشورائيّة في عددٍ من البلدات والمناطق، قبل بدء انطلاق موسم عاشوراء.
وتم ذلك بدعم من المدرّعات والمركبات العسكريّة، وقد كشفت مقاطع مصوّرة وفيديوهات عمليات التعدّي، وحملات إزالة الرايات الحسينيّة في مختلف المناطق.
وتأتي هذه الممارسات تنفيذا لسياسات الاضطهاد الطائفي الممنهج التي يمارسها النظام البحريني وسط تنديد حقوقي دولي متكرر.
وتؤكد منظمات حقوقية أن التمييز والاضطهاد الطائفي سياسة ممنهجة ضد المواطنين الشيعة في سلك التعليم والبعثات الدراسية والوظائف والمعتقدات.