مع رحيل ترامب وقدوم بايدن.. لا مزيد من الشيكات على بياض للنظام البحريني
يتذكر ملك البحرين حمد بن عيسى جيدا تلك النبرة شديدة اللهجة التي سمعها من جو بايدن في يوليو 2016 عندما كان نائبا للرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وفي اتصال هاتفي مع ملك البحرين آنذاك، أبدى بايدن القلق الشديد فيما يتعلق بما يجري في البحرين من انتهاكات تطال النشطاء المطالبين بتحقيق إصلاحات سياسية.
وشدد بايدن في حينها على أهمية تخفيف التوترات في البحرين من خلال الحوار والمصالحة مع المعارضة والتزام بالإصلاح.
واليوم ومع رحيل الرئيس دونالد ترامب وبالنظر إلى انتهاء الشيك الممنوح على بياض لقتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي و”ديكاتور ترامب المفضل” الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
فإن إدارة بايدن يتوقع أن تركز أيضا حول ملف حقوق الإنسان بالبحرين، الذي تغاضت عنه كثيرا الإدارة السابقة للبيت الأبيض.
حيث سبق أن عرضت الخارجية الأمريكية، في تقريرها الصادر عام 2018، انتهاكات حقوق الإنسان التي شهدتها البحرين.
نشاط حقوقي وهمي
وعلم “بحريني ليكس” من مصادر مطلعة أن النظام البحريني أعطى تعليمات لمؤسساته الحقوقية الصورية بتصعيد حراكها ونشاطها الإعلامي الوهمي هذه الأيام.
وطلبت النظام من تلك المؤسسات التركيز على قيامها بزيارات متواصلة للسجون والزعم بأنها تلتزم بالضوابط والإجراءات القانونية حيال المعتقلين.
ويرزح في سجون البحرين نحو 4 آلاف سجين ومعتقل رأي، ويتهدد العديد منهم خطر الإعدام الوشيك.
ولدى بايدن كما ظهر خلال حملته الانتخابية اهتمام نسبي بملف حقوق الإنسان مقارنة بسلفه المنتمي للحزب الجمهوري.
كما أن أغلبية الرؤساء الأمريكيين الذين اهتموا، ولو شكلياً، بقضايا حقوق الإنسان هم من الحزب الديمقراطي.
ومع تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة حظي بايدن بترحيب بارد في الصحف البحرينية وسط تساؤلات حيال استراتيجيته للتعامل مع ملف حقوق الإنسان في البحرين.
وفي مقال حمل عنوان “شكرا للرئيس ترامب”، كتب السيد زهره في صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية: “للأمانة والانصاف يجب أن نسجل، من وجهة نظرنا، أن ترامب يستحق شكرا وتقديرا منا فيما يتعلق بقضيتين كبيرتين على وجه التحديد”.
إحدى القضيتين “تتعلق بمشروع الفوضى والتخريب وإسقاط النظم في الدول العربية وموقف ترامب منه”، وفق تعبيرها.
وتشير بذلك إلى مباركة ترامب لقمع الأنظمة الاستبدادية للاحتجاجات الشعبية التي تطالب منذ عام 2011 بإصلاحات سياسية.
وشهدت البحرين في 2011 تظاهرات عارمة في خضم أحداث “الربيع العربي” للمطالبة بإصلاحات من بينها انتخاب رئيس للوزراء.
لكن سرعان ما قمعتها السلطات التي تعرّضت لانتقادات من قبل منظمات حقوقية.
وقبيل ساعات من مغادرته البيت الأبيض، منح ترامب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
ضحايا ومضطهدين
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه لا ينبغي منح مزيد من الشيكات البيضاء للأنظمة الديكتاتورية”.
وأضاف أنه لا يجدر بالإدارة الأمريكية الجديدة استمرار إمداد منتهكي حقوق الإنسان بالأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة التي تساعد في إطالة أمد الصراعات”.
وتابع أنه سيكون من المشين الاستمرار في توفير غطاء للأنظمة الديكتاتورية، والنظر فقط إلى مصالح الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية دون الالتفات إلى الضحايا والمضطهدين.
وفي وقت سابق، كتبت أكثر من 18 منظمة وجماعات حقوقية رسالة مشتركة موجّهة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، للتعبير عن مخاوفهم بشأن تدهور حالة حقوق الإنسان في سجون البحرين.
وحثت تلك المنظمات على مراجعة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه سياسات القمع الجارية في البحرين ضد شخصيات المعارضة والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وسلطت الرسالة الضوء على العديد من الإجراءات التي اتخذتها حكومة البحرين على مدى العقد الماضي.
بما في ذلك حظر جميع أحزاب المعارضة وزيادة أحكام الإعدام بمقدار عشرة أضعاف منذ عام 2017.
وجاء في الرسالة، أن “انتفاضة الربيع العربي في البحرين عام 2011، والتي شهدت احتجاجًا سلميًا للآلاف للمطالبة بالتغيير الديمقراطي، تم قمعها بعنف ووحشية من قبل نظام آل خليفة في البحرين”.
في وابل من انتهاكات حقوق الإنسان أعقبها فرض إجراءات صارمة”.