Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار

معتقل رأي بارز في سجون البحرين ينال جائزة الحرية الأكاديمية الدولية

نال الأكاديمي والحقوقي معتقل الرأي في سجون المظام الخليفي الدكتور عبد الجليل السنكيس والمحكوم بالمؤبد، جائزة الحرية الأكاديمية من جمعية دراسة الشرق الاوسط الأكاديمية ومقرها الولايات المتحدة.

الجائزة عبارة عن شهادة تقديرية للدور الريادي الأكاديمي والحقوقي للسنكيس والداعم للحريات العامة في البحرين ورفض قمع واستبداد النظام الخليفي.

ويسلط التكريم الضوء على قضايا حرية التعبير وسجناء الرأي في البحرين مرة أخرى ويفند كل التهم الزائفة التي وجهتها الأجهزة الأمنية ضده من أجل تبرير اعتقاله وتعذيبه والحكم عليه بالمؤبد.

ومؤخرا طالبت 20 منظمة حقوقية ملك البحرين وولي عهده رئيس الوزراء الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأكاديمي والناشط الحقوقي البحريني الدكتور “عبد الجليل السنكيس” وحصوله على الرعاية الصحية المناسبة.

وأبرز المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان ومقره جنيف، أن السنكيس أكاديمي وناشط حائز على جوائز ومدون وهو الآن مضرب عن الطعام منذ أكثر من عام ونصف.

وقالت منظمات حقوقية إن السنكيس يعاني من ضعف البصر، وألم والتهاب في مفاصله، ومشاكل في البروستاتا، وفي الأشهر الأخيرة تفاقمت هذه المشاكل الطبية وزاد الألم في كتفه الأيسر وازداد تدهور بصره.

وعبرت المنظمات عن “القلق الشديد” من المعلومات الواردة من عائلة السنكيس “بأنه كان كذلك محتجزا في ما يرقى فعليا إلى الحبس الانفرادي داخل غرفته في مركز كانو الطبي حيث يوجد، وحيث جرى منعه من الخروج أو التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو تلقي العلاج الطبيعي الذي يحتاجه”.

ويدفع الناشط عبد الجليل السنكيس سنوات عمره في سجون النظام الخليفي ثمنا لنشاطه الحقوقي في البحرين ودفاعه عن المضطهدين.

يعد السنكيس ناشط بحرينيّ بارز في مجال حقوق الإنسان وكان أستاذاً جامعيّاً في السابق ومهندساً أيضاً. وهو يقضي عقوبته بالسجن المؤبد في سجن جو منذ عام 2011.

تمّ اعتقاله وتعذيبه من قبل ضباط الأمن بعد مُشاركته في الاحتجاجات المُناهضة للديمقراطيّة في عام 2011 عن عمرٍ يُناهزُ 49 عاماً، كما وجّهوا إليه تهمة التآمر للإطاحةِ بالحكومة.

في 17 مارس 2021، اعتُقِل الدكتور عبد الجليل من منزله مِن قبل حوالي 48 ضابطاً، بعضهم مُلثّمين ويرتدون ملابس مدنيّة من دون تقديم أيّ مذكرة توقيف.

وقد سُمِع بعضٌ من هؤلاء الضباط يتكلّمون بلكنةٍ سعوديّةٍ. جرّوه وهو “في ملابسه الداخليّة ومن دون نظارته” مُمسكين به تحت تهديد السلاح.

وأُفيد بأنّ الضباط ضربوه داخل منزله وفي الشارع. ومن ثمّ أخذوه إلى مركزٍ للشرطة لبضعة ساعاتٍ وإلى سجن القرين العسكريّ بعد ذلك حيث تمّ اعتقاله.

وخلال استجوابه، تعرضّ الدكتور عبد الجليل للتعذيب الجسديّ والنفسيّ. فقد كان معصوب العينَيْن ومُكبّل اليدَيْن وضَرَبَهُ الضباط بوحشيّة. ضربوه على رأسه بقبضاتهم وعُصيِّهم واعتدوا عليه جنسيّاً. كما أجبره الضباط على لعق أحذيتهم والوقوف لفتراتٍ طويلةٍ على الرّغم من حالته الطبيّة.

وقد عانى من عدّةِ أمراضٍ مُزمنةٍ منذ صغره، وتشملُ مُتلازمة تالية لشلل الأطفال وحالة عضليّة هيكليّة، تطلّبت منه استخدام كُرسيٍّ مُتحرّكٍ أو عكازَيْن للمشي. وكان الضباط يُجبرونه على الوقوف من دون الاستعانة بعكّازاته ويركلونه على ساقه السليمة حتى يسقُط أرضاً.

كما تم وضعه في الحبس الانفراديّ لمدّةِ شهرَيْن ولم يكُن يحصُل سوى على القليل من الطّعام، ممّا أدّى إلى فقدانه لعشرة كيلوغرامات.

كانت زنزانته صغيرةً للغاية وخاليَةً من أيّ ضوء وباردةً أيضاً. وعلاوةً على ذلك، عنّفه الضباط لفظياً من خلال شتمه وإهانته، قائلين أنّه لا يستحقّ العيش. كما هدّدوه شخصياً وهددوه باغتصاب ابنته أو امرأته.

ونتيجةً للتعذيب الذي تعرّض له، قدّم الدكتور عبد الجليل اعترافاً كاذباً وحكمت عليه محكمة السلامة الوطنيّة العسكريّة بالسجن المؤبّد في يونيو 2011 بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة. وسُجن في سجن جو حيث تدهورت حالته الصحيّة بسبب سوء المعاملة.

وخلال فترة سجنه، عانى من آلامٍ في كتفه الأيسر وفي ضلعه الأيسر بسبب الضرب الذي تعرّض له من قبل الضبّاط، كما أدّى هذا الضرب إلى تدهور متلازمة النفق الرسغي التي يُعاني منها لأنّه أُجبر على الوقوف على ساقه ويداه مرفوعتان ومُقيّدتان.

وتدهورت رؤيته أيضاً بعد حرمانه من نظاراته لأكثر من شهرٍ. ومنعته إدارة السجن من تلقي العلاج الطبيّ المُناسب. وشمل هذا الإهمال الطبيّ مَنعه عن تلقيّ وصفاته الطبيّة التي تشملُ الأجهزة الطُبيّة.

وفي يونيو 2021، رفضت إدارة سجن جو استبدال الحشوة المطاطيّة على عكازَيْه، ولذلك اضطرّ إلى استخدام الحشوة البالِية وغير المُريحة التي أدّت إلى انزلاقه بشكلٍ متكرّرٍ. ولم تَسمح السلطات باستبدال حشوات عكازَيْه سوى بعد الكثير من أعمال المناصرة الدوليّة.

وكانت صحّته عُرضةً للخطر المُتزايد بسبب إضرابه عن الطّعام طوال فترة سجنه، احتجاجاً على الممارسات والقيود المهنيّة والقاسية التي تُنفّذها السلطات.

وفي يوليو 2021، بدأ السنكيس إضراباً عن الطّعام احتجاجاً على مُصادرة كتاب كان يعملُ عليه لمدّة أربع سنوات، يُركّزُ على الثقافة واللهجات البحرينيّة.

وبعد مرور 286 يوماً، لا يزالُ إضراب الدكتور عبد الجليل عن الطعام مُستمراً بحيثُ تدهورت حالته الصحيّة بشكلٍ ملحوظٍ. ونُقِل إلى المستشفى ومن ثمّ إلى مركز كانو الطبيّ.

وفي المركز، عانى من الصُّداع ونوبات الدّوار وضيقٍ في التنفُّس. وكانت يداه باردَتَيْن ومُنتفختَيْن على نحوٍ غير عاديٍّ، وكان لا بُدّ من إعطائه قناع أكسجين بعد انخفاض مستويات الأكسجين لديه. وفقدَ أكثر من 20 كيلوغراماً من وزنه، وانخفض مستوى السكر في دمه إلى 2 مليمول/لتر.

ويتضمّن إضرابه عن الطعام هذا، احتساء الشاي، وشرب الحليب، والسكر، مع الأملاح والماء. ومع ذلك، قللت السلطات كميّة السكر التي تُقدّمه له بحجّة النقص وتجاهل الأطباء وضعه، وكانوا يزورونه مرّةً كلّ أسبوعَيْن أو ثلاثة أسابيع وتمّ تأخير طلبه للحصول على مسكناتٍ للألم.

وقد رفض السنكيس إيقاف إضرابه طالما تصرّ السلطات على حرمانه من حقوقه الأساسية وطالما تخلف بوعدها في إعادة الكتاب له في حال أوقف الإضراب.

ومن الحقوق التي يطالب فيها السنكيس خلال اضرابه  عدا عن كتابه، تسليم  جواز سفره الجديد وهويته إلى عائلته، والسماح له بالاتصال بهم عبر مُكالمة فيديو ، وإعطائه الأدوية التي وصفها له الأطباء المُتوفّرة خارج مُستشفى السلمانية ومركز كانو، وتسليمه صور التصوير بالرنين المغناطيسيّ التي أجراها في المستشفى العسكريّ، وتزويده بعكازات وزجاجة ماء دافئة لظهره، والسماح له بتلقي صور عائلته.

ويُشكل اعتقال السنكيس التعسفيّ، والتعذيب والاعتداء الذي تعرّض له كما والقيود التي فرضها الضباط عليه، انتهاكا واضحا لاتفاقيّة منهاضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللانسانيّة (CAT) والعهد الدوليّ الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسياسيّة والتي تُشارك البحرين فيهما.

وقد تمّ تقويض حقّه في الحياة، المنصوص عليه في المادة 6 من العهد الدوليّ الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسياسيّة، ليس فقط من ناحية الإهمال الطبيّ الذي عانى منه على مرّ السنين بل بسبب تدهور وضعه الصحيّ بحيث استمرّت الإدارة في رفضها لتلبيةِ مطالب إضرابه عن الطّعام.

وعلاوةً على ذلك، تُشكّل المعاملة والظروف السائدة في السجن انتهاكاً واضحاً لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، المعروفة باسم قواعد نيلسون مانديلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى