بالنسبة للكثير من النساء في البحرين، فإن مناسبة يوم المرأة العالمي التي توافق الثامن من آذار من كل عام، ليست سوى مناسبة لتذكر ما وجهن من أهوال في سجون النظام البحريني خلال السنوات الفائتة.
وزج النظام البحريني بنحو 330 امرأة بحرينية في سجونه سيئة السمعة منذ انطلاق ثورة فبراير في 2011، بتهم معلومة وأخرى مجهولة.
إضرابات متكررة
وبينما أطلق سراح الكثير من الجنائيات لـ”دواع إنسانية” بعد تفشي فيرس كورونا في البحرين. لا زال يستثني المهندسة زكية البربوري من الإفراج.
وسط إضرابات متكررة منها عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة.
واستذكر نشطاء بحرينيون المعاناة المتواصلة للناشطة البربوري، المحكومة بالسجن 5 سنوات على تهم سياسية.
وطالب النشطاء بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يوافق 8 آذار (مارس) من كل عام، سلطات البحرين بالإفراج عن هذه المعتقلة.
لم تبنى السجون لاصحاب الرأي، افرجوا عن المعتقلة الوحيدة زكية البربوري.#الحرية_لزكية pic.twitter.com/yFK4FiyqSy
— يوسف ربيع (@yussufrabie) March 7, 2021
كسر الصمت
وسلط تقرير لمؤسسة “الأميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” الضوء على أوضاع تسع معتقلات سياسيات وعنوانه “كسر الصمت”، وجاء في 138 صفحة.
وتضمن التقرير تفاصيل عن عمليات القبض على المعتقلات، ويشرح كيف أُجريت التحقيقات معهن، والمحاكمات الصورية التي أصدرت بحقهن أحكام السجن.
وتحدث التقرير كذلك عن ظروف الاعتقال والتعذيب وتعرض المعتقلات لاعتداءات جنسية، وفي بعض الحالات التعرض للاغتصاب.
تعذيب واغتصاب
السيدة “نجاح يوسف” واحدة منهن. إذ تقول إنها تعرضت للتعذيب والاغتصاب في مجمع أمني بعد احتجاجها على سباق السيارات الفورميولا 1 في 2017.
وجرى إطلاق سراح الأم لأربعة أطفال، في أغسطس/آب 2019.
وتقول إنها لازالت تعيش في حالة خوف من إجبارها على العودة إلى السجن في أي لحظة.
وصرحت في أول مقابلة عقب الإفراج عنها أنه “أثناء استجوابي في حجز الشرطة، تعرّضت للاغتصاب. كرامتي دُمِّرَت”.
تفكير بالانتحار
وأضافت الناشطة “يوسف” لصحيفة “الاندبندنت” البريطانية: “في مرحلة ما كنت أفكر في الانتحار ورمي نفسي من نافذة بحيث أتمكن من إنهاء المعاناة”.
وأشارت إلى أنها كانت في فترة الحيض خلال اليوم الأول لها في مركز مدينة عيسى وطلبت أن تحصل على منتجات صحية وصابون للاستحمام، ولكن رفضوا تقديمها لها.
وبهذا السياق، طالب الناشطة يوسف السلطات البحرينيّة بتمكينها من كافة حقوقها الإنسانية، وتحقيق سبل الإنصاف لها ومحاكمة جلّاديها.
وفيما زعمت الحكومة البحرينية أنها تسمح للسجناء بالخروج من زنزاناتهم لمدة ثماني ساعات في اليوم. أقر المعهد الوطني لحقوق الإنسان في البحرين بأنه لا يسمح للسجينات إلا بساعتين في اليوم خارج زنازينهن.
ويؤكد تقرير لموقع البحرين لحقوق البحرين، كيف تم منع المرأة البحرينية من الانخراط الفعال في المجتمع المدني والتعبير عن رأيها السياسي، في النضال من أجل نيل حقوقها المشروعة.
وتعد البحرين، التي تحكمها عائلة آل خليفة منذ أكثر من قرنين، “واحدة من أكثر دول الشرق الأوسط قمعًا” وفقًا للمنظمة الأمريكية غير الحكومية فريدوم هاوس.