كشفت مصادر خليجية لـ”بحريني ليكس” جانبا من كواليس الزيارة المفاجئة لولي عهد البحرين، سلمان بن حمد إلى السعودية. وكان عنوانها الأبرز الحصول على دعم اقتصادي وسياسي قوي من الرياض.
وجاءت هذه الزيارة بعد أسابيع قليلة من زيارة الملك حمد بن عيسى إلى الإمارات، وطلب خلالها من أبوظبي حزمة مالية جديدة لإنقاذ الاقتصاد البحريني.
ووصل وليّ عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء إلى العاصمة السعوديّة الرياض هذا الأسبوع. وكان في مقدّمة مستقبليه ولي العهد السعوديّ محمّد بن سلمان.
ويرافق ولي عهد البحرين وزير الماليّة والاقتصاد الوطنيّ سلمان خليفة الخليفة، وعدد من المسؤولين، بحسب وكالة أنباء البحرين الرسميّة «بنا».
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أنه جرى خلال الاجتماع استعراض ما وصفتها بـ”العلاقات الوثيقة بين البلدين، ومجالات التعاون السعودي البحريني في شتى الجوانب.
لتحقيق مزيد من الإنجازات الثنائية للبلدين الشقيقين”، وفق الوكالة.
دعم مالي سخي
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى “بحريني ليكس”، فقد ناقش ولي عهد البحرين مع نظيره السعودي جملة من القضايا والملفات الاقتصادية والسياسية المتعلقة بالبحرين.
أولى تلك الملفات رسالة موقعة شخصيا من ملك البحرين سلمها نجله إلى ولي العهد السعودي، يطلب فيها دعم مالي “سخي” من السعودية لجارتها الصغيرة.
في ظل توقع تسجيل عجز قدره 1.2 مليار دينار (3.20 مليار دولار) في الميزانية الجديدة.
وأشارت إلى أن وزير المالية البحريني أبلغ ولي العهد السعودي بعدم قدرة البحرين، وهي منتج صغير للنفط، على فرض مزيد من الضرائب على البحرينيين.
بسبب الأزمات المالية الخانقة التي تلاحقهم.
وبهذا السياق، حذر ولي العهد البحريني من أن التقديرات الأمنية تشير إلى أن زيادة الضغوط على المواطنين قد تفجر احتجاجات جديدة في البحرين. وهو ما لا يريده في ضوء توليه رئاسة الوزراء حديثا.
كان توبي آيلز المحلل الرئيسي المعني بالبحرين لدى فيتش للتصنيفات الائتمانية، توقع سابقا، أن البحرين ستحتاج على الأرجح إلى المزيد من المساعدة المالية من جيرانها الخليجيين على الرغم من إجراءات الإصلاح.
معضلة قناة الجزيرة
وأشارت المصادر الخليجية إلى أن الضيف الزائر اشتكى إلى السعودية، في ثاني الملفات، قناة الجزيرة الفضائية التي لم تتوقف عن كشف فضائح التعذيب في سجون البحرين.
ونبه إلى مواصلة القناة استضافة معارضين سياسيين للنظام الحاكم في البحرين.
وما زاد من حدة غضب ولي عهد البحرين الحلقة التي خصصتها قناة الجزيرة مساء الأحد لتسليط الضوء على ما ورد في كتاب “زفرات” الذي يكشف جملة من وقائع التعذيب الوحشي بأصناف مختلفة داخل سجون البحرين، بمشاركة ضباط إماراتيين.
وطلب من السعودية التوسط لدى قطر لحثها على الالتزام باتفاق المصالحة الخليجية الموقع في 5 يناير الماضي، وضرورة “التهدئة الإعلامية” على غرار ما فعلت مع السعودية والإمارات، وفق المصادر.
خلافات الأسرة الحاكمة
كذلك اطلع ولي عهد البحرين نظيره السعودي على ما يدور خلافات شديدة داخل أروقة أسرة آل خليفة الحاكمة، والتي تقف حتى اللحظة وراء تأخير إعلان تعديل وزاري كان من المفترض أن يرى النور في الأسبوع الأول من مارس الجاري.
ويتحرك ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في جميع الاتجاهات لتوسيع نفوذ وتمكين نجله ولي العهد سلمان الذي تولى رئاسة الوزراء في 11 نوفمبر الماضي.
وذكرت المصادر أن الضيف البحريني طلب دعم حملته في استبعاد الوزراء النافذين في البلاد والذين يعدون من المقربين من الأمير الراحل رئيس مجلس الوزراء السابق.
وهم في أغلبيتهم ممن لازموا رئيس الوزراء الراحل في تشكيلاته الحكومية المتعاقبة لسنوات طويلة.
وسعى ولي عهد البحرين إلى استمالة “ابن سلمان” بالزعم أن التشكيلة الوزارية القادمة ستتبع سياسات إصلاحية محورية ومؤثرة على حياة البحرينيين. على غرار ما يقوم به ولي العهد السعودي في المملكة منذ سنوات، وفق المصادر.
لذلك يرى ضرورة استبعاد الوجوه القديمة وضخ دماءً جديدة تستطيع المضي قدمًا في تنفيذ سياسات حكومية جديدة ترتكز على “الإصلاح الإداري وترشيد الإنفاق ومواجهة الفساد”.