تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر للحظة وداع سجين سياسي والده الذي توفي دون أن تسمح له سلطات النظام بمقابلته حيا في ساعاته الأخيرة.
وظهر المحكوم فاضل جعفر جاسم آل ربيع في مقطع الفيديو يبكي بحرقة قرب قبر والده قبل مواراته الثرى في مشهد مؤثر، حيث كان يردد “سلّم على الغالية”.
وذلك في إشارة إلى والدته التي كانت توفيت في وقت سابق، وحرمته السلطات من وداعها.
وأفرجت وزارة الداخلية يوم الجمعة مؤقتا عن هذا السجين من أجل تشييع والده وإلقاء النظرة الاخيره عليه.
وجاء ذلك بعد مطالبات أطلقها نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي للإفراج عنه، لأسباب إنسانية بحتة.
#الدية | حرم المعتقل الحر فاضل جعفر ربيع ظلما سابقا من وداع امه المرحومه عند وفاتها وها تتكر إدارة سجن ماساة ثانيه لحق السجين بحرمانه من وداع والده الذي وافته المنبه يوم أمس و لا تزال تماطل بالإفراج المؤقت عنه لحضور فاتحة والده و داعه الوداع الأخير في مثواه الاخير pic.twitter.com/itas17qyBq
— قطيفيون لآجل البحرين (@Qatifyoon4BH) May 28, 2021
وكتب أحد النشطاء الذي أرفق مقطع الفيديو: “أي غصة وألم وحزن وجرح أصاب هذا الشاب وهو يودع أباه الذي لم يره إلا بعد وفاته”.
وأضاف: “أي حقد وبغض وكراهية في قلب هذا الشاب اتجاه النظام الذي حكم عليه بالسجن لخلاف سياسي لا أقل لا أكثر”.
وتابع مخاطبا سلطات النظام التي تواصل الزج بمئات السجناء السياسيين في سجونها: “اوقفو هذا الدمار لمشاعر شعبكم وافرجو عن جميع السجناء”.
أي غصة وألم وحزن وجرح أصاب هذا الشاب وهو يودع أباه الذي لم يراه الا بعد وفاته و اي حقد وبغض وكراهية في قلب هذا الشاب اتجاه النظام الذي حكم عليه بالسجن لخلاف سياسي لا اقل لا اكثر
اوقفو هذا الدمار لمشاعر شعبكم وافرجو عن جميع السجناء pic.twitter.com/wujEYUJj3E
— kayan (@kayaaanz) May 28, 2021
ويجد سجناء سياسيون في البحرين أنفسهم خارج قضبان السجون لساعات محدودة فقط، وذلك للمشاركة في تشييع جثامين أحباء لهم غادروا الحياة بدون أي وداع.
ولا تبالي سلطات البحرين بحالة الألم التي تنتاب السجناء السياسيين مع عجزهم عن احتضان ذويهم ومشاركتهم لحظاتهم الأخيرة قبل مغادرة الدنيا إلى غير رجعة.
ودع ابوه وفقد امه من قبل بدون وداع حسرة في القلب وحسبنا الله ونعم الوكيل
— هذا هو الحلم (@maqdes2) May 28, 2021
غير أنها وتحت ضغط المطالبات الشعبية والحقوقية تفرج بين فينة وأخرى عن سجناء سياسيين بشكل مؤقت فقط للمشاركة في تشييع جثامين أحد أقاربهم من الدرجة الأولى.
بعد أن فقدوهم وهم قابعون بالسجون دون أن يتمكنوا من مبادلتهم الأحاديث والكلمات القليلة التي تبقى محفورة في ذاكرة الأحياء إلى الأبد.
هذا بدل أن تخلي سبيل السجناء وتدعهم يعودون إلى بيوتهم، بعد أن اختطفتهم بدون أية أوامر قضائية ولأسباب سياسية بحتة.
سبق أن تكرر مثل حادثة السجين فاضل آل ربيع مع المعتقل السياسي البارز الشيخ عبد الجليل المقداد حيث أفرجت عنه السلطات الشهر الماضي للمشاركة في مراسم تشييع والدته.
ويعتبر الشيخ المقداد من أبرز قادة المعارضة المعتقلين في سجون البحرين وهو محكوم بالسجن لمدة 30 عامًا.
وقد مضى على وجوده في السجن أكثر من عشر سنين، حيث تم اعتقاله في 27 مارس من العام 2011.
وهذه المرة الثانية التي يفقد فيها المقداد أحد أفراد أسرته وهو قابع بسجون البحرين، إذ توفي شقيقه في العام 2015.
وقبل ذلك بأيام توفي والد الشاب المعتقل حسين محمد علي معراج دون أن تتكحل عينيه برؤية ابنه الذي يقبع في سجون النظام منذ سنوات وترفض السلطات الإفراج عنه.
ولم يتمكن محمد علي من الالتقاء بابنه او حتى الاتصال به منذ ان انقطعت اخباره منذ أسابيع.