أجبر سجين سياسي في البحرين على وداع والدته عبر الاتصال المرئي بعد رفض سلطات النظام السماح له بالمشاركة في مراسم التشييع.
وشهدت إحدى مقابر البحرين لحظات عاطفية مؤثرة في أثناء مواراة والدة السجين السياسي محمد علي حسن القابع بسجن جو بعد جرمانه من وداعها.
ورصد بحريني ليكس مقطع فيديو مؤثر للحظات وداع حسن والدته عبر الاتصال المرئي نتيجة تعنت السلطات.
مؤثر: معتقل رأي بحريني يودع والدته بالاتصال المرئي بعد رفض السلطات مشاركته في مراسيم التشييع#اطلقوا_سجناء_البحرين pic.twitter.com/Xab69sTtCz
— بحريني ليكس (@bahrain_ileaks) June 12, 2021
ولم تستجب وزارة الداخلية لدعوات نشطاء وحقوقيين لإخلاء سبيل حسن لوقت قصير للمشاركة في تشييع جثمان والدته.
ورحلت والدة حسن في ذكرى مولد نجلها الذي انتزع من حضنها وهو في عمر الـ17 عاما.
الفقيدة الشابة زينب المخوضر اختصرت الألم لقد رحلت في يوم مولد ابنها السجين السياسي محمد على حسن والذي انتزع من حضنها وهو بعمر 17سنة
كل عام تخصه برسالة حب في انتظار عودته شغل قلبها الحنون الذي توقف بهدوء بعد ان اجهدها #Covid_19، و ارهقها التفكير في طفلها https://t.co/LYanTYJdfw pic.twitter.com/dNoC5ql6gQ— ebtisam Alsaegh (@ealsaegh) June 12, 2021
واكتفت مقابل ذلك بالسماح له بالاتصال المرئي مع إخوته وأقاربه الذين شاركوا في تشييع جثمانها إلى مثواها الأخير.
حيث ظهر المحكوم حسن في مقطع الفيديو وهو في حالة انهيار وبكاء بحرقة من داخل سجنه لحظة مواراة والدته زينب المخوصر الثرى في مشهد بالغ التأثير.
لم تسمح له وزارة الداخلية البحرينية بالمشاركة في تشييع والدته .. السجين محمد علي حسن يودع والدته عبر الاتصال المرئي. pic.twitter.com/tX3T38Dvur
— يوسف الجمري 🇧🇭 (@YusufAlJamri) June 11, 2021
والاستعانة بالاتصال المرئي عوضا عن الإفراجات المؤقتة هي بين الإجراءات التعسفية التي تتخذها السلطات في البحرين لمعاقبة سجناء الرأي ومنعهم من التواصل المباشر مع ذويهم.
ولا تبالي سلطات البحرين بحالة الألم التي تنتاب السجناء السياسيين مع عجزهم عن احتضان ذويهم ومشاركتهم لحظاتهم الأخيرة قبل مغادرة الدنيا إلى غير رجعة.
غير أنها وتحت ضغط المطالبات الشعبية والحقوقية تفرج بين فينة وأخرى عن سجناء سياسيين بشكل مؤقت فقط للمشاركة في تشييع جثامين أحد أقاربهم من الدرجة الأولى.
يبكي بصمت وحيدًا فقد ماتت أمه بسبب فايروس #كورونا يبحث عن حضنها لا يجده وحين يبكي يتمنى يد حانية تمسح دموعه لكن أين يجدها وهي مكبلة بقيود الألم والقهر . اطلقوا سراح #محمد_علي_حسن ليودع أمه الوداع الأخير #البحرين #اطلقوا_سجناء_البحرين pic.twitter.com/5nnpWrGNnS
— صفاء الخواجة (@SafaAlkawaja) June 11, 2021
بعد أن فقدوهم وهم قابعون بالسجون دون أن يتمكنوا من مبادلتهم الأحاديث والكلمات القليلة التي تبقى محفورة في ذاكرة الأحياء إلى الأبد.
هذا بدل أن تخلي سبيل السجناء وتدعهم يعودون إلى بيوتهم، بعد أن اختطفتهم بدون أية أوامر قضائية ولأسباب سياسية بحتة.
وسبق أن تداول نشطاء بنهاية الشهر الماضي مقطع فيديو مؤثر للحظة وداع سجين سياسي والده الذي توفي دون أن تسمح له سلطات النظام بمقابلته حيا في ساعاته الأخيرة.
وظهر المحكوم فاضل جعفر جاسم آل ربيع في مقطع الفيديو يبكي بحرقة قرب قبر والده قبل مواراته الثرى في مشهد مؤثر، حيث كان يردد “سلّم على الغالية”.
وذلك في إشارة إلى والدته التي كانت توفيت في وقت سابق، وحرمته السلطات من وداعها.
أي غصة وألم وحزن وجرح أصاب هذا الشاب وهو يودع أباه الذي لم يراه الا بعد وفاته و اي حقد وبغض وكراهية في قلب هذا الشاب اتجاه النظام الذي حكم عليه بالسجن لخلاف سياسي لا اقل لا اكثر
اوقفو هذا الدمار لمشاعر شعبكم وافرجو عن جميع السجناء pic.twitter.com/wujEYUJj3E
— kayan (@kayaaanz) May 28, 2021
وأفرجت وزارة الداخلية مؤقتا عن هذا السجين من أجل تشييع والده وإلقاء النظرة الأخيرة عليه.
وجاء ذلك بعد مطالبات أطلقها نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي للإفراج عنه، لأسباب إنسانية بحتة.
وقبل أسابيع توفي والد الشاب المعتقل حسين محمد علي معراج دون أن تتكحل عينيه برؤية ابنه الذي يقبع في سجون النظام منذ سنوات وترفض السلطات الإفراج عنه.
ولم يتمكن محمد علي من الالتقاء بابنه او حتى الاتصال به منذ ان انقطعت اخباره منذ أسابيع.
وبحسب منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، لا تزال فصول الانتهاكات تتصاعد في سجون جو تزامناً مع انتشار وباء كورونا.
وأشارت المنظمة إلى أن إدارة السجون تتذرع بتطبيق إجراءات الوقاية منه وهذا ما يضاعف المأساة إلى حدّ كبير بالنسبة لأهالي السجناء وعائلاتهم.
وبينت أن إدارة سجن جو المركزي تستغل هذا الوباء لزيادة التضييق على السجناء في مختلف الأصعدة.
ابتداءً من رداءة الطعام المقدّم للسجين، والحرمان أو المماطلة بمنح العلاج المناسب، فضلاً عن عدم اتخاذ إجراءات فورية لكبح انتشار الجرب والأمراض الجلدية بين السجناء، وفقدان الأدوية من صيدلية السجن من جهة أخرى.
وصولاً إلى فرض قيود جديدة على تواصل السجين مع عائلته على صعيد زيادة كلفة الاتصال وتقليص عدد الأرقام المسموح بالاتصال بها ومدة الاتصال وقيود أخرى يرويها السجناء.
ومؤخرا، وجه 60 عضواً من البرلمان الأوروبي رسالة الى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة طالبوا خلالها بإطلاق سراح سجناء الرأي والسجناء السياسيين البارزين.
وعبر النواب في الرسالة عن قلقهم البالغ تجاه بقائهم خلف القضبان وهم يعانون من وضع صحي مزمن ويعرض حياتهم للخطر مع تفشي فيروس كورونا بشكل متزايد في البحرين.