كشفت مصادر مقربة من الديوان الملكي البحريني، النقاب عن أن خلافات شديدة تدور داخل أروقة أسرة آل خليفة الحاكمة، تقف وراء تأخير إعلان تعديل وزاري كان من المفترض أن يرى النور في الأسبوع الأول من مارس الجاري.
ويتحرك ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في جميع الاتجاهات لتوسيع نفوذ وتمكين نجله ولي العهد سلمان الذي تولى رئاسة الوزراء في 11 نوفمبر الماضي.
دفعة جديدة
وقالت المصادر لـ”بحريني ليكس”، طالبة عدم الكشف عن هويتها لاعتبارات أمنية، إن التعديل الوزاري سيصدر بمرسوم من عاهل البحرين ليعطي دفعة جديدة للحكومة التي يرأسها نجله.
وذكرت المصادر أن خلافات شديدة تدور بين أقطاب العائلة، منذ وفاة رئيس الوزراء السابق خليفة بن سلمان آل خليفة في 11 نوفمبر 2020.
إذ يصر ملك البحرين على استبعاد غالبية الوزراء المقربين من الأمير الراحل رئيس مجلس الوزراء السابق، والذين لازموه في تشكيلاته الحكومية المتعاقبة لسنوات طويلة.
استبعاد الوجوه القديمة
ويحرص ولي عهد البحرين الجديد على تقديم وتسويق حكومة باعتبارها تنتهج سياسات إصلاحية محورية ومؤثرة على حياة البحرينيين.
وهو ما يرى فيه ضرورة استبعاد الوجوه القديمة وضخ دماءً جديدة تستطيع المضي قدمًا في تنفيذ سياسات حكومية جديدة ترتكز على “الإصلاح الإداري وترشيد الإنفاق ومواجهة الفساد”.
وفي 25 فبراير الماضي، وعد ولي العهد الجديد في أول مقابلة له مع صحف محلية بـ”تشكيل وزاري قادم”. من دون أن يحدد موعدا واضحا.
وقال إنه يتطلع إلى أن تكون تركيبة مجلس الوزراء مبنية على أسس الكفاءة، وتمثل مختلف الفئات العمرية.
حصر القوة والثروة
وفُهم من هذا الإعلان، بحسب مراقبين، أن ولي العهد يسعى بهذا التعديل إلى إسدال الستار على حقبة خليفة بن سلمان وحاشيته.
وفي مقابل صعود دولة رئيس الوزراء الجديد بشخصيات تحصر القوة والثروة في يد أصغر دائرة ممكنة، مع الاقتراب أكثر من أبو ظبي.
وفي اليوم نفسه من وفاة رئيس الوزراء السابق خليفة بن سلمان آل خليفة في 11 نوفمبر 2020، صدر مرسوم ملكي بتعيين ولي العهد سلمان بن حمد رئيساً للوزراء.
حملة إقصاء
وعقب ذلك نفذ ملك البحرين حملة إقصاء واسعة لدعم نفوذ ولي عهده.
وبموجب الحملة استبعد الملك جميع المستشارين والمقربين من الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء السابق وأطاح بهم من مناصبهم.
وعمد إلى إحلال بدلا منهم شخصيات محسوبة على نجله ولي العهد سلمان بن حمد الذي كلف برئاسة الوزراء.
وأصدر الملك حمد منتصف فبراير مرسوما بإعفاء مستشاري رئيس مجلس الوزراء.
وأكد مراقبون أن القرار يتعلق بمحاربة كل المحسوبين على الأمير الراحل واستبعادهم عن السلطة.
ومن أبرز المعفيين نجل الأمير الراحل وحفيده وكل الشخصيات التي لعبت دوراً في عهد رئيس الوزراء الراحل الذي وافته المنية نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
كما أصدر عاهل البحرين مراسيم أخرى عين بموجبها شخصيات محسوبة على نجله الذي يستلم دفة الحكم في البلاد وترقيتهم، ووضع هيكلية جديدة لوظائفهم.
وزراء عواجيز
يشار إلى أن تشكيلة مجلس الوزراء الحالية يقودها “عواجيز” تشغل منصبها منذ عشرات السنين
على غرار نائب رئيس الوزراء محمد بن مبارك المتواجد في الحكومة منذ الاستقلال. وقد أكمل 49 عاماً بين منصبين الأول وزير الخارجية منذ العام 1971 حتى 2005. ثم نائبا لرئيس الوزراء مذّاك وحتى الآن.
أيضا نائب رئيس الوزراء علي بن خليفة نجل رئيس الحكومة مضى على وجوده في الحكومة 27 عاما.
كذلك نائب رئيس الوزراء خالد بن عبدالله متواجد في الحكومة منذ 45 عامًا. نائب رئيس الوزراء جواد العريض متواجد في الحكومة منذ 49 عاما.
في حين أن بعض الوزراء يأتون بعدهم من حيث طول بقائهم في مناصبهم.
مثل وزير شؤون مجلس الوزراء محمد المطوع، متواجد منذ 27 عاما. وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، متواجد منذ 18 عامًا. وزير الداخلية راشد بن عبدالله متواجد منذ 16 عاما.
وزير العدل والشؤون الاسلامية والأوقاف خالد بن علي آل خليفة متواجد منذ 14 عاما.
أيضا وزير شؤون البلديات والأشغال عصام خلف يشغل منصبه منذ 11 عاما. وزير العمل جميل حميدان منذ 10 أعوام.
وزير الإسكان باسم الحمر 10 أعوام، فضلا عن آخرين.