يجمع مراقبون على أن البحرين تعد شريكا رئيسا في مجازر إسرائيل في غزة في ظل تحالف النظام الخليفي علنا مع تل أبيب.
وأبرز المراقبون إعلان الجيش الإسرائيلي أنهم يعملون كوحدة واحدة مع الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين الذي يزودهم بالمعلومات الاستخبارية في مواجهة التهديدات الإقليمية.
وعلق نائب الأمين العام لجمعية الوفاق المعارضة حسين الديهي على ذلك “هكذا تُقدم الخدمات للكيان الصهيونى من أراضي البحرين وبعدها يتباكى نفاقاً حكام البلد ويبدون التعاطف زوراً على ما يجري في غزة من مجازر “.
وقبل أيام انتشر مقطع مصور لملك البحرين حمد بن سلمان آل خليفة وهو جالس إلى جانب عدد من أبنائه وأحفاده في مكان مخصص للصلاة، بعد أداء صلاة الجمعة، وهو يطلب منهم الدعاء لأطفال غزة الجرحى.
وعلى الرغم من أن قصد القائمين على نشر الفيديو الذي لم يتجاوز 42 ثانية كان إيصال رسالة للبحرينيين تقول إن رأس الدولة يكترث لما يحصل في غزة ومتأثر به، إلا أن نتائج النشر جاءت عكسية، فقد لاقى المقطع المصور انتقادات كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي من داخل البلاد وخارجها.
وقبل الحديث عن ما كان يمكن لملك البلاد فعله نصرة لغزّة، من الضروري هنا الإشارة إلى اللغة الانهزامية التي طبعت المقطع القصير، لم يتجرأ ملك البلاد التطرق في حديثه المقتضب مع أحفاده إلى هويّة القتلة.
فهو لم يشرح لهم سبب وجود أكثر من ثلاثة آلاف طفل شهيد إلى جانب أكثر من 21 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال.
وبالعودة لفحوى ما نشر، هل كان ملك البلاد عاجزا عن اتخاذ أي خطوة نصرة لأطفال غزّة كي يكتفي بالدعاء؟ لا أحد هنا يطلب منه فعل المستحيل، لقد عرفنا خلال ثلاثة أسابيع من العدوان الهمجي على غزّة، أن هذه السلطة ارتهنت بكل خياراتها لواشنطن، ولا تنوي إغضابها بأي شكل من الأشكال، إلا أنه بإمكانها اتخاذ بعض الخطوات وإن كانت رمزية لنصرة الأبرياء.
ألم يكن بمقدور الملك أن يستدعي سفيره في تل أبيب للتشاور خاصة والصواريخ تنهمر يومياً على عاصمة الكيان، وحياة معاليه باتت مهددة فعلاً في أي لحظة؟
كما ألم يكن بإمكانه توجيه وزارة الخارجية لاستدعاء سفير الكيان لدى المنامة وتسليمه مذكرة احتجاج كما هو معمول به في كل دول العالم؟
ألم يكن بإمكانه توجيه الحكومة بإلغاء بعض الاتفاقيات ذات الطبيعة الأمنية والعسكرية مع الكيان المحتل؟ وإغلاق الأجواء على الطيران الإسرائيلي كما فعلت سلطنة عمان مؤخراً؟.
كما ألم يكن بإمكانه الحديث أو الإيعاز لابنه ولي العهد ورئيس الوزراء للحديث بشيء من الجرأة ضد المجازر الإسرائيلية، كي تجبر إسرائيل على سحب دبلوماسييها كما فعل الرئيس التركي أردوغان قبل يومين؟.
لقد غسل الشعب البحريني يديه منكم، ولم يعد يتوقع منكم القيام بأي خطوة جريئة مثل إلغاء اتفاقيات التطبيع أو طرد سفير الكيان من البلاد، لكن بعد ثلاثة أسابيع اكتشفنا أنكم لم تعودوا تستطيعون اتخاذ قرارات رمزية هامشية تحفظ لكم ماء وجهكم.
أما بخصوص ما تم نشره، فيتوجب على ملك البلاد اتخاذ إجراءات صارمة ومعاقبة صاحب هذه الفكرة السخيفة، التي أهانته وقللت من مكانته عوضاً عن إظهاره بمظهر المتعاطف مع الشعب الفلسطيني الشقيق.