طالبت منظمة العفو الدولية سلطات البحرين بإجراء تحقيق نزيه وشفاف في وفاة حسين بركات، الذي سُجن بعد محاكمة بالغة الجور، وتوفي في 9 يونيو حزيران بسبب المضاعفات المشتبه بها لكوفيد-19.
ونبهت المنظمة الحقوقية إلى أن وفاة السجين السياسي في سجن جو في أعقاب تفشي فيروس كوفيد-19 للمرة الثانية بالسجن، تثبت الحاجة إلى مزيد من الإجراءات الوقائية لحماية السجناء من انتشار الوباء.
على الرغم من تفشي الفيروس في وقت سابق في السجن في مارس آذار وأبريل نيسان 2021، أخبر أفراد أسرة بركات منظمة العفو الدولية في أوائل يونيو حزيران أن إدارة السجن لا توزع أقنعة الوجه أو معقم اليدين لحماية السجناء.
وأضاف أفراد الأسرة أن السجناء مُنعوا من الاتصال بذويهم أحيانًا لمدة تصل إلى أسابيع في كل مرة.
وأكدت المنظمة أن الاكتظاظ في سجون البحرين يعد مصدر قلق طويل الأمد يجعل التباعد الاجتماعي مستحيلاً.
ثقة مفقودة
وقالت لين معلوف، نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: “يجب على السلطات البحرينية أن تبدأ فوراً في إجراء تحقيق فعال ومستقل ونزيه في ملابسات وفاة حسين بركات.
بما في ذلك تحديد ما إذا كان قد تلقى العلاج الطبي المناسب في الوقت المناسب”.
على الرغم من توفر التطعيم للسجناء في البحرين، إلا أن الكثيرين لم يقبلوه بسبب عدم الثقة في سلطات السجن ونقص المعلومات حول نوع اللقاح المقدم.
وشدد المنظمة الحقوقية على أن تقاعس السلطات البحرينية المستمر عن تزويد السجناء بأقنعة للوجه أو معقم لليدين للحماية من كوفيد-19 أمر غير مقبول.
كان حسين بركات يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بعد إدانته في 15 مايو أيار 2018 بتهم تتعلق بالإرهاب إلى جانب 114 متهمًا آخر بعد محاكمة بالغة الجور عُرفت بقضية “كتائب ذو الفقار”.
تعريف فضفاض
ونوهت العفو الدولية إلى أن تعريف البحرين للإرهاب فضفاض بشكل مفرط، ولا يتطلب عامل عنف، وقد تم تطبيقه في بعض الأحيان على أعمال المعارضة السياسية غير العنيفة.
وقالت زوجة حسين بركات لمنظمة العفو الدولية إنه كان هناك 15 سجيناً آخر في زنزانته، التي لا تحتوي إلا على 10 أسرّة، مما أجبر بعضهم على النوم على الأرض.
على الرغم من تلقي جرعتين من لقاح صيني الصنع، فقد أثبتت إصابته بكوفيد-19 في مايو.
وتعتمد البحرين بشكل عام على اللقاحات الصينية في حملة التطعيم، على الرغم من المخاوف بشأن مستويات الفعالية التي دفعت الحكومة إلى البدء في تقديم مراحل تطعيم إضافية.
وقالت زوجة بركات إنه لم يُسمح لها إلا بمكالمتين مع زوجها خلال فترة مرضه، والتي استمرت من أواخر مايو / أيار حتى وفاته.
في أواخر مايو، أخبر حسين بركات زوجته في مكالمة فيديو أنه لا يستطيع التنفس بشكل طبيعي. وقال لها إنه اشتكى للحراس مرارًا وتكرارًا من مرضه لكنهم لم ينقلوه إلى المستشفى.
وأضافت: “قال لي: أنا متعب، لا أستطيع حتى التنفس، لا أستطيع الوقوف، أنا أموت”.
وزعمت وزارة الداخلية البحرينية في بيان أن ضحية الإهمال الطبي “كان على اتصال دائم بأسرته طوال فترة مرضه”.
غير أن زوجته ذكرت أن المسؤولين الذين اتصلوا بها لإخبارها بمرض زوجها قالوا إنه في حالة مستقرة.
لكن في مكالمة لاحقة عندما تمكنت من التحدث إلى ممرضة، قالت الأخيرة إنه وُضع على الأكسجين لمساعدته على التنفس.
وأكدت منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، أن 140 سجينًا في جو أثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد-19 منذ بدء الموجة الثانية من العدوى في مايو أيار.
هذا بالإضافة إلى أكثر من 70 حالة في السجن تم تسليط الضوء عليها سابقًا في أبريل 2021، من قبل أسر السجناء ومنظمات حقوق الإنسان البحرينية وكذلك منظمة العفو الدولية.