احتفى الإعلام العبري باستمرار تطور علاقات التطبيع بين النظام الخليفي الحاكم في البحرين وإسرائيل بشكل يجعلهما في طريق مفتوح لتعزيز تحالفهما من دون أن يوقف ذلك أي تطور سياسي خارجي.
وأوردت صحيفة “الأخبار اليهودية” العبرية أنه “لا يبدو أن الجغرافيا السياسية أو القضية الفلسطينية تؤثران على العلاقة الإسرائيلية البحرينية”.
وأشارت الصحيفة إلى استضافة المنامة الأسبوع الماضي، مؤتمر “التواصل من أجل الابتكار”، في محاولة تحفيز التعاون ودفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام.
ونبهت إلى أن مخاوف عدة من أن الصفقة السعودية الإيرانية أو الاضطرابات السياسية في إسرائيل أو مقتل فلسطينيين ستثير البحرين عن الاهتمام بالمؤتمر، إلا أن ذلك لم يحدث.
وقالت الصحيفة إنه “من الواضح أن تعزيز التعاون والاستثمار كانت في أذهان الجميع، ولم يبدُ أي شخص أي اهتمام إلا بالتجارة والعلاقات الثنائية”.
وعُقد المؤتمر في الوقت الذي أعلنت فيه الإمارات أنها ستوقف المشتريات العسكرية من إسرائيل بسبب مخاوف من أن الاحتجاجات السياسية التي تجري في جميع أنحاء البلاد قد تزعزع استقرار الحكومة.
في الوقت نفسه، تصالحت السعودية مع إيران، وانتشرت التكهنات بأن البحرين يمكن أن تحذو حذوها. إضافة إلى ذلك، لطالما اعتُبِر صراع إسرائيل مع الفلسطينيين عقبة أمام علاقات إسرائيل بالدول العربية والإسلامية.
ووصفت الصحيفة المؤتمر، بأنه الحدث الأبرز الحقيقي بين البلدين منذ توقيع اتفاقيات “إبراهام” في عام 2020، لافتة إلى لقاء مسؤولين حكوميين بحرينيون وشركات أعمال، للمرة الأولى على الإطلاق، مع شركات إسرائيلية لاستكشاف سبل التعاون وإمكانية تطوير الأعمال.
ونبهت الصحيفة إلى أن فعاليات المؤتمر امتدت خلال الفترة من 13 وحتى 15 مارس/آذار في العاصمة البحرينية المنامة.
وفقًا لسفير إسرائيل في البحرين إيتان نائيه، شارك أكثر من 300 من قادة الأعمال البحرينيين والإسرائيليين افتتاح المؤتمر الذي جمع مسؤولين ومبدعين من كلا البلدين.
وتم تنظيم هذا الحدث بشكل مشترك من قبل Start-Up Nation Central في إسرائيل، وهي منظمة غير ربحية تربط الحكومات والشركات والمستثمرين بالنظام البيئي التكنولوجي الإسرائيلي، وحكومة البحرين وسفارة المنامة في تل أبيب.
وجمع المؤتمر مسؤولين حكوميين وشركات كبرى ومنظمات دولية ومجتمعات الأعمال والمبتكرين التقنيين للتركيز على التحديات عبر التكنولوجيا المالية واللوجستيات وتغييرات الإمداد والمياه والطاقة والمناخ.
من جانبه، يشيد الوكيل المساعد للتجارة الداخلية والخارجية في وزارة الصناعة والتجارة البحرينية حمد بن سلمان آل خليفة، بالإقبال الإسرائيلي على المؤتمر، ويقول إنه يسعده أن الحدث قد جري بهذا الشكل.
ويضيف: “أود زيارة إسرائيل رغم أنني لم أزرها من قبل”.
فيما تنقل الصحيفة عن رئيس تطوير الاستثمار في وزارة الداخلية البحرينية عصام عيسى الخياط، قوله إنه “متفائل بشأن مستقبل العلاقات بين الشركات الإسرائيلية والبحرينية”.
كما أعرب سفير البحرين لدى إسرائيل خالد الجلاهمة عن حماسه بمخرجات المؤتمر، ويقول: “أنا واثق من أن الأدوات والمنتجات التكنولوجية التي طورتها الشركات الناشئة الإسرائيلية ستعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد البحريني والعكس صحيح”.
وخلال فاعليات المؤتمر، وقعت Start-Up Nation Central اتفاقية للعب دورًا مهمًا في رؤية البحرين الاقتصادية 2030، ودعم القطاع الخاص.
ومع ذلك، يقول السفير الإسرائيلي في البحرين إيتان نائيه، إن أهم ما تم التوصل إليه من المؤتمر هو أنه “قد حدث بالفعل”.
ويشير إلى أن وزير الصناعة والتجارة البحريني عبدالله بن عادل فخرو، كان قد حضر المؤتمر قبل ساعات قليلة من إقلاعه إلى الهند.
ويضيف نائيه: “كان بإمكانه أن يقول إنه لا يستطيع الحضور إلى المؤتمر.. أعتقد أن موقفه يقول شيئًا ما.”
وشهد المؤتمر ورش عمل مهنية ومحاضرات وحلقات نقاشية حول مستقبل التكنولوجيا المصرفية والمالية، والأمن المائي والطاقة الذكية، وتطوير النظام البيئي للشركات، وإنشاء ممر بحري-جوي مستدام.
ومنذ توقيع ما أطلق عليه “الاتفاق الإبراهيمي”، شهدت العلاقات الاقتصادية بين البحرين وتل أبيب تناميا ملحوظا بعد توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية بالعديد من القطاعات.