علم موقع “بحريني ليكس” من مصادر أمنية أن حالة استنفار شهدها سجن جو المركزي، مساء الإثنين، بعدما حاول أحد السجناء وضع حد لحياته.
وذكرت المصادر أن المعتقل محمد عبد النبي جمعة حاول الانتحار شنقا داخل زنزانته في غفلة من الجميع، مستعينا بحبل من قماش.
حصل عليه عن طريق تقطيع البطانية التي يستعين بها كغطاء.
وأضافت المصادر أن زملاءه المعتقلين حالوا دون إكمال مخططه. حيث حاول التخلص من ظروفه الكارثية التي يعيشها مع مئات آخرين بالسجن.
وأكدت الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ أن أساليب إدارة السجن الفاشلة دفعت المعتقل لمحاولة الانتحار. حيث يشتكي منذ فترة من حرمانه من تقديم العلاج المناسب.
محاولات انتحار
أساليب إدارة السجن الفاشلة دفعت السجين يقضي محكوميته في سجن جو محمد عبدالنبي جمعة لمحاولة انتحار مساء الأمس
لم يحصل على علاج مناسب وكانت رحلة للعلاج الصورية لم يحصل سوى الا على تهديد من احد ضباط مبنى 15 بالانتقام منه في أقرب فرصة مناسبة #انقذوا_سجناء_البحرين pic.twitter.com/1SAn94RoOm— ebtisam Alsaegh (@ealsaegh) March 30, 2021
وبحسب دراسة لـ”مركز البحرين لحقوق الإنسان” صدرت في أبريل/ نيسان 2020 تغطي الفترة من 2011 وحتى صدورها، توفي 74 معتقلا سياسيا بحرينيا داخل السجون.
بالإضافة إلى وجود 52 معتقلا يعانون من أمراض مختلفة، 13 منهم يعانون من أمراض مستعصية وخطيرة مثل السرطان، و17 آخرين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري.
ويرجع ذلك إلى سوء المعاملة المتعمدة من أجل انتزاع الاعترافات منهم.
عاجل / الان محاولة انتحار احد المعتقلين داخل #سجن_جو وقد حاول السجناء منعه.#اطلقوا_سجناء_البحرين #انقذوا_سجناء_البحرين
— حـســـن الــسـتري 🇧🇭🇦🇺 (@hassanabdalnabi) March 30, 2021
ظروف مزرية
في موازاة ذلك، حرمت إدارة السجن معتقل الرأي محمد إسماعيل السماح له بحضور دفن والده الذي توفي اليوم الأربعاء.
وطالب نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي سلطات البحرين بالاستجابة لطلبه لاعتبارات إنسانية.
وأكدوا أن السلطات تتحمل تداعيات الوضع الإنساني والصحي المتدهور في السجون.
قنبلة موقوتة
وشددوا على أن أي ضحية لهذا الوضع ستكون كقنبلة لا يمكن لأحد قياس مدى ارتداداتها في الشارع.
المعتقل محمد عبدالنبي جمعه انقذو سجناء البحرين قبل فوات الأوان معتقلين يواجهون التعذيب النفسي والجسدي ويعانون من أمراض وعدم صرف ادويتهم وفي ظل انتشار الوباء داخل السجن أوضاعهم سيئة للغايه #أنقذوا_سجناء_البحرين قبل اقبالهم على الموت بأنفسهم pic.twitter.com/i1qFwhFtwj
— يا صاحِبَ الثأر (@fay86a) March 30, 2021
وفي السياق، يعتزم نشطاء المشاركة في جمعة غضب الأسرى في كافة مناطق البحرين، لتسليط الضوء على واقع المعتقلين بالسجون.
ويتعمد حراس السجون التابعة للنظام البحريني انتهاج مختلف الأساليب التي من شأنها أن تسبب الاستفزاز والإهانة وإهدار الكرامة الآدمية للمعتقلين السياسيين.
وقد أدت أوضاع السجون المزرية إلى حالات مرضيّة مستعصية بين السجناء السياسيّين. فاقمها عدم العلاج والإهمال الطبي المتعمّد.
إضافة إلى استفزاز حراس السجون للمعتقلين المرضى عبر السخرية منهم والاستهزاء بأمراضهم وخاصة العصبيّة منها.
تفشي الأمراض
ففي “الحوض الجاف” قسم المحكومين مبنى 16، يجتمع المعتقلون الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية الكاملة حيث يعانون من أمراض مختلفة وخطرة.
مثل وباء الكبد وأمراض الأعصاب النفسيّة.
وقد أوقف النظام في الفترة الأخيرة علاجاتهم الخاصة التي صرفها لهم أطباء مستشفى السلمانية، وهو ما دفعهم إلى تنظيم احتجاجات على عدم صرفها.
حرمان من أبسط الحقوق
قابل ذلك سخرية تامة واستهزاء من الحراس لاستفزازهم أكثر ودفعهم إلى الانهيار وفقد السيطرة على أعصابهم وإيصالهم إلى ما لا يحمد عقباه.
وطالب المعتقلون، إضافة إلى العلاج، بحقوقهم الإنسانيّة ومنها: زيادة وقت الفنس للتشمس حيث الوقت الحالي ٤٠ دقيقة فقط من 24 ساعة.
وشددوا أيضا على ضرورة استرجاع أجهزة التلفاز في الغرف، وزيادة أيام الاتصال (حاليًّا هي يومان فقط بالأسبوع)، إعادة اتصال الفيديو المتوقف منذ أكثر من شهر.
كما يطالبون بفتح المسجد في وقت الصلاة.
عزلة عن العالم
وبحسب منظمات حقوقية، تتعمد سلطات النظام البحريني عزل سجناء الرأي عن العالم الخارجي.
من خلال حرمانهم من حيازة أية وسيلة تقنية تمكنهم من مواكبة الأحداث والتطورات الجارية في العالم الخارجي.
ويرى السجناء في أجهزة التلفاز النافذة الوحيدة لهم بعد توقف إدخال الجرائد والكتب وجميع الأنشطة.
في حين تبقى السلطات السجناء أكثر من 22 ساعة في زنازين ضيقة، وتسمح لهم بالخروج لباحة السجن مدة ساعة ونصف فقط.
وتفيد بيانات حقوقية بأن النظام البحريني يعتقل منذ بدء الثورة الشعبية في 14 من فبراير 2011 وحتى الآن 4500 معتقل سياسي.
ساحات انتقام
ويقول رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش:
إن مراكز الاحتجاز في المملكة الخليجية الصغيرة تحوّلت إلى ساحة أخرى من ساحات الانتقام السياسي من النشطاء المعتقلين على خلفية الرأي والتعبير.
وأشار درويش إلى أن إدارة السجون عمدت إلى رهن الحقوق الدنيا للسجناء باستصدار الإذن الأمني للموافقة عليها، مثل أداء الشعائر الدينية.
ومؤخرا، ناشدت 15 منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الإدارة الأميركية بأن تعالج “التراجع المأساوي” لحقوق الإنسان في البحرين.
كما طالبت الرسالة المسؤولين الأميركيين بزيارة السجناء السياسيين البحرينيين.
والدعوة علانية للإفراج عن جميع المسجونين في البحرين لممارستهم حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات.
خصوصاً القادة المسجونين في انتفاضة عام 2011 بمن فيهم حسن مشيمع وعبد الجليل السنكيس وعبد الهادي الخواجة والشيخ المقداد وعبد الوهاب حسين.