كشفت مصادر عائلية وأمنية لبحريني ليكس النقاب عن أن النظام البحريني أخضع المحررة زكية البربوري لضغوط شديدة لدفعها إلى توجيه كلمة شكر موجهة إلى الملك بعد أن أمر بالإفراج عنها.
وأشارت المصادر المتطابقة إلى أن المحررة البربوري تعرضت للمساومة على حريتها في مقابل إجبارها على الخروج بفيديو مقتضب تشكر فيه حمد بن عيسى بعد تنفسها عبق الحرية.
وأكدت المصادر الأمنية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن دوائر أمنية عليا أرادت من وراء هذا الفيديو محاولة تلميع صورة الملك حمد والعمل على ترجمته إلى لغات أجنبية.
جلالة الملك حفظه الله ورعاه عفا بالامر السامي ونحن نشد على يدج ونقول لج اهل ومرحبا عودآ حميدآ #زكية_البربوري #البحرين #Bahrain pic.twitter.com/9N4jRFWXg1
— عبدالله الشاعر (@alshaeer_bh) April 28, 2021
بعد أن تدهورت صورته كثيرا وتعرض على إثرها لضغوط حقوقية ودولية للإفراج عن سجناء الرأي بالمملكة الخليجية.
موقف متفهم
وأبدى نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي تفهم لموقف المحررة البربوري، مشيرين إلى تثاقل كلماتها وعبوس وجهها أثناء إلقاء الكلمة.
وشددوا على أنها ستظل تمثل المرأة البحرينية الحرة التي ترفض الذل والهوان والاستسلام لطاغية البحرين.
للذين ينشرون فيديو #زكية_البربوري وهي تشكر الملك، مستدلين بالفيديو على شيء إيجابي أو انفتاح أو ما شاكل
أما تستحون؟
ألم تلاحظوا حزنها وهي تمضي متثاقلة في ترديد ما أملي عليها ؟ ألم تقارنوا حيويتها وهي تشكر الأهالي في بداية خروجها وبين الفيديو الأخير المطلوب من جهاز الأمن
عيب
— Abbas Aljamry (@AljamryAbbas) April 29, 2021
وقالوا إن ما حصل ليس إفراجاً عن المناضلة البربوري وانما مساومة على إذلالها أمام شاشة التلفاز تشكر فيها الظالم على خروجها تحت بند العقوبات البديله.
الذي كان سيبقيها في السجن لمدة عامين كاملين إضافيين.
لا تحزَنِي ولا تأسَفِي، قدْ أنصَتنا إلى شُكركِ لله تعالى، ثمّ إلى تنهيدةٍ طويلة، وغصّةٍ عميقة، وشجًى شَديد، ونفَسٍ مُتأدِّبٍ مع الله والشّعب، وغيرَ ذلك لم نسمَع | #زكية_البربوري نحنُ معكِ
— آمْنْ آلُمْٺوُڪلُوُنْ ❤ (@Fadhel__14) April 28, 2021
وأخلت سلطات النظام البحريني سبيل المهندسة زكية البربوري، بعد حملة ضغوط حقوقية ودولية تعرضت لها في الآونة الأخيرة.
أنتي فخر الحرائر
أنتي رمز النضال والتضحية والثورة
أنتي قدوة الثائرات الزينبيات
كنتي وستبقين شامخة#زكية_البربوري #أنقذوا_سجناء_البحرين pic.twitter.com/4ML2ORe8ti— Dr.Ebrahim Alaradi (@EBRAHIM_ALARADI) April 29, 2021
ووصلت البربوري إلى بيتها في ساعات مساء الإثنين وكان في استقبالها والدتها وأقاربها والعشرات من النساء البحرينيات.
وقضت هذه الناشطة 3 سنوات في سجون النظام بعد اعتقالها تعسّفيًا بتاريخ 17 مايو 2018، حيث تعرضت للإخفاء القسري لعدة أسابيع.
من عيناها تعرف الحقيقة، كُنتِ شامخة ومازلتِ شامخة وستزالين شامخة.
— Abo Khadija ⓭ (@h_zainaldeen) April 28, 2021
وخضعت آخر سجينة رأي من أصل 300 امرأة دخلن سجون البحرين لمحاكمة جائرة وصدرت على إثرها حكمًا جائرًا ضدها بالسجن لمدّة خمس سنوات.
فضلا عن إسقاط الجنسيّة في اتهامات ذات خلفيّة سياسيّة.
وتعرضت الناشطة الثلاثينية خلال فترة اعتقالها لتعذيب وحشي ونفسي وجسدي وإهانات بالغة، وفق منظمات حقوقية.
كانت سلطات السجون عزلت البربوري بعد إجراء فحص كوفيد-19 وتبين أن نتيجتها غير مصابة تمهيدا للإفراج عنها.
ظهور الزكية #زكية_البربوري لايختلف بنظري عن ظهور الراحل #الشيخ_عبدالأمير_الجمري ع تلفزيون حكومة #البحرين يوما !!
فلا ذلك الظهور قلل من قيمة الرمز الجمري بقلوبنا ولم يجعلنا نؤمن بإنسانية عديمي الإنسانية ولاهذا الظهور سيجعلنا نعتقد غير ذلك الاعتقاد #زكية_البربوري حرة رغما عنكم✌✌ pic.twitter.com/XJBODmNXqd— ❤ Yusif (@JozifYusif) April 28, 2021
أول تصريح
وقالت البربوري في أول تصريح لها عقب الإفراج عنها، وفق متابعة “بحريني ليكس”، إنها تثمن وقفة الشعب البحريني معها طيلة فترة سجنها.
وتمنت أن يتم الإفراج عن باقي سجناء الرأي المعتقلين ظلما في سجون البحرين.
حيث يتجاوز عددهم نحو 3500 سجين.
كانت السلطات لفقت للبربوري عقب اعتقالها تهمة “نقل المواد المستخدمة في العبوات الناسفة” إلى خلية زُعِم أنها تدربت في العراق.
واستندت في خلفية هذه الاتهامات إلى اعترافات المدعى عليها التي كانت مع ذلك، انتُزِعَت منها قسرا تحت التعذيب.
وبينما أطلقت سراح الكثير من الجنائيات لـ”دواع إنسانية”، فقد استثنت الناشطة البربوري من العفو حتى الإفراج عنها أخيرا.